«نبض الخليج»
طالب السيناتور الجمهوري جو ويلسون، الكونغرس الأميركي بإلغاء قانون “قيصر” المفروض على سوريا، وذلك في إطار خطة رفع العقوبات التي أقرّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما يمنح سوريا فرصة للتعافي، وتهيئة الظروف لعودة ملايين اللاجئين السوريين طوعياً.
جاء ذلك في مقال نشره النائب ويلسون أمس الجمعة على موقع أخبار BREITBART الأميركي المُحافظ، تحت عنوان “على الكونغرس دعم ترامب وإلغاء قانون قيصر”، قال فيه:
إن نجاح الرئيس ترامب في تعزيز السلام والازدهار في الشرق الأوسط يتم تنفيذه عبر السفير توم باراك كما شهدت بنفسي الأسبوع الماضي حين رافقته مع السيناتور جين شاهين (ديمقراطية – نيوهامبشير) في الأردن وسوريا ولبنان.
الإدارة الأميركية تستغل فرصة استراتيجية تاريخية في سوريا ولبنان، لإقصاء روسيا والصين وإيران، وإنهاء الحروب التي لا تنتهي، مع تعزيز المصالح الأميركية والأمن الإقليمي.
إن سقوط نظام الأسد في سوريا في كانون الأول الماضي كان بمثابة لحظة “سقوط جدار برلين” بالنسبة للشرق الأوسط. على مدى عقود، كان الأسد الشريك الأهم لإيران، ما مكن “حزب الله” من زعزعة استقرار لبنان وإشعال الصراعات المستمرة.
واليوم، لم يعد لإيران أي وجود في سوريا، كما أن دمشق قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران كليا. ومع انقطاع خط إمداد حزب الله بالأسلحة، يواجه لبنان فرصة نادرة لتحقيق السلام والاستقرار.
استغل الرئيس ترامب هذه الفرصة عبر خطوة استراتيجية بارعة، إذ رفع العقوبات والقيود على الصادرات بشكل غير مشروط ليحول عدواً للولايات المتحدة منذ 50 عاماً إلى شريك من دون إطلاق رصاصة واحدة أو نشر قوات إضافية.
هذه الخطوة لم تمنح سوريا فقط فرصة للتعافي، بل ساعدت أيضاً في تهيئة الظروف لعودة ملايين اللاجئين السوريين طوعياً. وقد عاد بالفعل مليون سوري، وهو تطور له آثاره العميقة على كل من أوروبا والولايات المتحدة. كما أن رفع العقوبات والقيود على الصادرات يساعد اقتصادنا عبر ضمان أن تكون الشركات الأميركية، وليس روسيا أو الصين، في مقدمة جهود إعادة الإعمار.
أنا فخور بدعم هذا الجهد من خلال قيادة تشريع ثنائي (الحزبين) مدعوم من إدارة ترامب إلى جانب النائب جيمي بانيتا (ديمقراطي – كاليفورنيا)، والسيناتور جين شاهين، والسيناتور راند بول (جمهوري – كنتاكي) لرفع “قانون قيصر” كلياً وهو القانون الذي استهدف النظام السوري السابق لكنه الآن يقيد يد الرئيس ترامب بفرض عقوبات على سوريا ما لم يتم إعفاؤها كل 180 يوماً. ومن الصعب أن تجد شركة مستعدة للاستثمار طويل الأمد في بلد يخضع لخطر دائم بإعادة فرض العقوبات.
بدلاً من أفكار الماضي الفاشلة التي غرقت بالمخططات الأيديولوجية لبناء الأمم وأوقعت الأميركيين في مستنقع الشرق الأوسط من دون خطط واضحة، يتعامل الرئيس ترامب مع الشرق الأوسط بواقعية وبراغماتية. إن جهود الرئيس ترامب والسفير باراك للحفاظ على وحدة سوريا تشكل جزءا أساسيا من الأمن القومي الأميركي.
تأكيد على وحدة سوريا ورفض التقسيم
إن تقسيم سوريا لن يعني سوى حروب متجددة، وعودة داعش، وفتح الباب أمام عودة النفوذ الإيراني. إن سوريا المستقرة والموحدة التي تُمثّل جميع مكوناتها هي الخيار الوحيد القابل للتطبيق من أجل السلام والاستقرار الإقليمي. وكما قال السفير باراك بحق: “هذا هو الخيار الواقعي الوحيد. لا توجد خطة بديلة”.
مع السفير باراك والسيناتور جين شاهين، استمعتُ مباشرة من قادة دينيين سوريين من مختلف الطوائف والكنائس في دير قرب دمشق، بمن فيهم بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. كانت رسالتهم واضحة وموحدة؛ إنهم لا يريدون سوريا مقسمة أو فيدرالية، ولا يريدون عقوبات، بل يريدون دولة تكرّس الحريات الدينية وتمثل جميع مواطنيها.
وبدلاً من فرض نظام حكم عبر فوهة البندقية، يعمل الرئيس ترامب على تعزيز السلام من خلال تشجيع الحوار والتنمية الاقتصادية بين السوريين أنفسهم ليجدوا طريقهم الخاص لبناء دولة تمثل الجميع.
وفي الاجتماعات مع الرئيس السوري أحمد الشرع، كنت ممتنا لدعم جهود السفير باراك التي أكدت أهمية دعم دولة سورية موحدة تمثل جميع السوريين. كما سعدت بالانضمام إلى السيناتور شاهين في لقاء قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي لتشجيع جهوده في التفاوض والاندماج تحت حكومة سورية موحدة في دمشق. الطريق إلى الأمام لن يكون سهلا ولا مثاليا، لكن جهود السفير براك للسلام الرامية إلى توحيد سوريا قد تفضي في النهاية إلى وضع يمكن فيه للقوات الأميركية في سوريا أن تعود أخيرا إلى الوطن.
وقف الاعتداءات الإسرائيلية
إن سوريا موحدة ومستقرة تعزز أيضاً أمن حليفنا إسرائيل. ولسوء الحظ، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في سوريا تُعرّض هذه الاستقرار الهش للخطر، وتفتح الباب أمام عودة داعش وإيران. والأسوأ من ذلك أن روسيا تستغل هذه التوترات بالفعل، إذ تعرض “الوساطة” بل وحتى نشر حرس حدود. هذه فرصة حيوية لإخراج روسيا من سوريا، لا لتمكينها من ترسيخ وجودها مجدداً.
من خلال عمل المبعوث الخاص للرئيس لشؤون سوريا، السفير باراك، حدث اجتماع تاريخي وغير مسبوق مباشرة بين الحكومتين السورية والإسرائيلية هذا الشهر. السوريون مستعدون للمضي قدما مع إسرائيل لتعزيز السلام. لكن ليس واضحاً إلى متى سيبقى باب هذه الفرصة مفتوحاً.
على إسرائيل أن تغتنم اللحظة، وأن توقف الأعمال العدائية فوراً وتنسحب من منطقة العازلة في سوريا حتى يتسنى مواصلة التقدم الذي حققه السوريون والسفير باراك.
إن الأحداث في سوريا تؤثر بشكل مباشر على الوضع في لبنان المجاور. الرئيس ترامب والسفير باراك يدفعان برؤية جريئة للبنان، إذ يفكران خارج الصندوق حيث فشلت الجهود السابقة، وذلك من خلال تقديم حوافز ومسار نحو نزع سلاح “حزب الله”. كنت ممتناً لمشاركتي مع السيناتور شاهين والسفير باراك في لبنان لدعم جهود الإدارة في عرض ازدهار اقتصادي هائل للبنان مقابل وفائه بالتزامه بنزع سلاح “حزب الله” بنهاية العام. وفي اجتماعات مع رئيس لبنان ورئيس وزرائه ورئيس البرلمان وقادة عسكريين، دفعنا هذا المخطط إلى الأمام. إذا نجح، فسيزيل قبضة حزب الله الخانقة على مستقبل لبنان ويفتح الباب أمام سلام وازدهار طويل الأمد.
جهود الرئيس ترامب والسفير باراك في سوريا ولبنان لديها القدرة على قلب الموازين، عبر نهج جديد قائم على التنمية الاقتصادية الذكية والدبلوماسية وصنع السلام، بدلاً من الحروب التي لا تنتهي. وهذا لا يصب في مصلحة المنطقة فحسب، بل في مصلحة أميركا وإسرائيل والعالم أيضاً.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية
