«نبض الخليج»
توقفت غالبية الأقسام الحيوية في مشفى الكسرة العام بريف دير الزور الغربي عن العمل، بعد انقطاع الدعم المقدم من إحدى المنظمات الإنسانية التي كانت تغطي النفقات التشغيلية للمرفق الطبي.
ونقلاً عن مصدر إداري، أفاد موقع “نورث برس”، اليوم، أن الدعم توقف عن ثمانية أقسام أساسية، بينها أقسام الأطفال والحواضن، والإسعاف والطوارئ، والنسائية والتوليد، والعيادات الخارجية، والأشعة، والصيدلية، ما أدى إلى تعليق الخدمات فيها بشكل شبه كامل.
وأضاف المصدر أن النشاط اقتصر حالياً على قسمي غسيل الكلى والعلاج الفيزيائي اللذين يواصلان العمل بشكل محدود لتأمين الخدمات الضرورية لمرضى الفشل الكلوي.
ويُعد المشفى من أبرز المرافق الصحية في الريف الغربي لدير الزور، إذ يخدم عشرات الآلاف من سكان القرى والبلدات المحيطة، وكان حتى وقت قريب يوفّر خدمات طبية وأدوية مجانية، الأمر الذي يجعل توقفه تهديداً مباشراً للقطاع الصحي في المنطقة، ولا سيما في ظل النقص الحاد في الكوادر والمستلزمات الطبية.
خلفية الدعم وتذبذبه
شهد مشفى الكسرة خلال الأشهر الماضية سلسلة من التقلبات في الدعم المقدم من المنظمات الدولية، ما انعكس بشكل مباشر على استقرار خدماته الطبية.
ففي 30 حزيران الماضي، أعلن المشفى عن توقف الدعم المقدم من منظمة الإغاثة الدولية بشكل مفاجئ، قبل أن يعود الدعم مجدداً في 14 تموز من قبل منظمة الهيئة الطبية الدولية (IMC)، بعد جهود وتواصل مكثف مع المانحين.
غير أن المنظمة أعلنت مجدداً، في كتاب رسمي بتاريخ 30 أيلول الماضي، موجه إلى هيئة الصحة في شمال شرقي سوريا، عن إنهاء دعمها لمشفى الكسرة الوطني اعتباراً من 31 تشرين الأول 2025، مرجعة القرار إلى عدم توفر ميزانية إضافية لدى الجهات المانحة، ومؤكدة أن الإيقاف “خارج عن إرادتها”، مع الإشارة إلى أنها ستواصل التواصل مع المانحين في حال توفر إمكانية لاستئناف الدعم.
تبعات قرار إيقاف الدعم الأميركي
تأتي هذه التطورات في ظل أزمة تمويل إنساني واسعة تشهدها مناطق شمال شرقي سوريا منذ شباط الماضي، عقب قرار الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) تعليق برامج المساعدات الخارجية بقرار من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ما أدى إلى توقف مفاجئ للأنشطة التي كانت تديرها العديد من المنظمات الدولية، من بينها برامج توزيع الخبز والوقود والمياه، وإدارة المخيمات ومشاريع الدعم الطبي.
ويحذر عاملون في القطاع الصحي من أن تذبذب الدعم الدولي يهدد بانهيار منظومة الرعاية الطبية في المنطقة، وترك آلاف المرضى من دون خدمات أساسية، في وقت تتراجع فيه فرص إيجاد تمويل بديل يضمن استمرارية عمل المرافق الحيوية.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية