15
«نبض الخليج»
مدار الساعة – كتب: الشيخ ركاد مناور شافي المعيوف:
دولة رئيس الوزراء جعفر حسان المكرم
الموضوع : مكب الإكيدر… رائحة الموت البطيء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إلى الشمال الغربي من مدينة المفرق، وعلى مقربة من الحدود السورية، حيث تمتدّ الطبيعة لتكون ملاذا ً للسكينة وصفاء الهواء، يتصاعد من مكب الإكيدر دخان كثيف ورائحة خانقة عند غروب الشمس ، تتسلل عبر النوافذ الموصدة، وتخترق صدور الأهالي، ناشرةً اختناقا ًدائما ًفي البلدات المجاورة، بلدة تلو الأخرى، كأنما الموت البطيء قد اتخذ له موطنا ً لا يرحل ، أليس من حق أبناء جابر السرحان ومنشية الكعيبر ومغير السرحان والحرفوشية وزملة الطرقي وسما السرحان وسميا السرحان ورباع السرحان السويلمه وحوشا أن يتنفسوا هواءً نقيًا ً ؟ .
أليس من حق كبار السن والمرضى أن يعيشوا أيامهم في راحة دون أن يتفاقم وجعهم مع كل نفَس ؟ .
إن هذا الحرق اليومي للنفايات في مكب الإكيدر ليس مجرد إزعاج مؤقت، بل كارثة بيئية وصحية تتفاقم بصمت، وكأن أحدًا لا يرى أو يسمع أو يشعر.
الرائحة ليست كريهة وحسب، بل هي سُمٌّ يتسلل إلى الرئتين، يصيب الأطفال بالحساسية، ويضاعف معاناة مرضى الربو، ويؤرق ليل الأمهات القلقات على صحة صغارهن. أما الزراع، فقد غطت الغبرة والروائح محاصيلهم، واختلط طيب الأرض برائحة الاحتراق.
كان الأولى أن يُنظر إلى هذه الكارثة بعين الحكمة والتخطيط، فالحرق ليس حلاً، بل تهرّب من الحل. في زمن تتسابق فيه الدول نحو إدارة نفاياتها بذكاء واستدامة، لا يجوز أن نبقى نعالج المشكلة بإشعالها. ألم يكن بالإمكان إقامة محطات للفرز وإعادة التدوير؟ ألم يكن أولى أن نستنفر طاقات الخبراء ونُشرك أبناء المناطق المتضررة في حل يُبقي حياتهم آمنة؟
إن مكب الإكيدر اليوم ليس مجرد أرض تُرمى فيها النفايات، بل أصبح جرحاً عميقاً في خاصرة المناطق المتضررة ، ينزف ضررا ً يوميا ًلا يُرى بالعين، لكن تشعر به الأرواح قبل الأجساد.
فإلى متى ننتظر الحل؟
وإلى متى تُقدَّم راحة المسؤول على حساب صحة المواطن؟
وإلى متى نصبر على رائحة لا تليق بهذا الوطن الطيب ولا بأهله الأكرمين.
واقبلوا الاحترام
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية