«نبض الخليج»
بعد الإعلان الكبير ودعوة الوسائل الإعلامية لتغطية حَدَث افتتاح “المركز الطبي الأمريكي” في حي الروضة وسط دمشق، أعلنت وزارة الصحة عن سحب رخصة المركز وتغريمه بقيمة 300 ألف ليرة سورية.
نسخة خاصة من الكتاب الصادر عن مديرية الصحة في دمشق وموقَّع من مدير المنشآت الصحية (بشار كناني حصل عليها موقع تلفزيون سوريا من مصدرٍ خاص، أوضحت قرار وزارة الصحة بإغلاق المركز الطبي الأمريكي كونه “يعمل دون ترخيص” كما ورد في نص القرار.
وكان المركز الطبي الأمريكي قد أفتتح بتاري 17 من شهر آب الجاري، أعلن عن بدء استقباله المرضى في دمشق، وأفاد الدكتور محمود خطاب المدير العام للمركز بأنه عاد لافتتاح مركزه الطبي الأمريكي في دمشق بعد 24 سنة من الاغتراب في الخارج.
وما هي إلا أيام معدودة حتى أصدرت وزارة الصحة قرار إغلاق المركز وتحديداً اليوم الخميس 21 آب، أي بعد 4 أيام فقط، وفي موقع المركز على الإنترنت تبيّن أن الخدمات المقدمة هي الخدمات التجميلية وخدمات الرعاية الصحية بما فيها الأمراض الجلدية وطب النساء والتوليد والأمراض البولية.
سادية في العلاج أودت إلى سحب رخصة خطاب
في تقرير نشره موقع CBS news أوضحت إحدى مريضات الطبيب محمود خطاب أنّه قام بتشويهها من دون أدنى خبرة طبية أو شفقة واصفة ما قام به بأنه “ذبحها”، وكان خطاب يملك مركز Precision M.D الطبي في ولاية كاليفورنيا قبل أن تعلق رخصته ويمنح المركز لمالك آخر وفق ما أفاد القرير نفسه.
وقد رفع خطاب نفسه قضايا “تشهير” ضد من أبدوا تقييمات سيئة بخصوصه وبخصوص مركزه الطبي، وذلك في محاولة لإنقاذ سمعته أو تحصيل تعويضات مالية مقابل ذلك. أحد الأشخاص الذين رفع ضدهم خطاب “قضية تشهير” وهو (كريم أبو اللبن) وكلّفهم ذلك مبلغ 30 ألف دولار كنفقات قانونية بعد الدعوى التي رفعها الخطاب بحقهم.
بينما أشار أطباء في البورد الطبي إلى أن خطاب لا يملك المهارات أو الخبرة اللازمة لدخول غرفة العمليات حتى، وعلى هذا الأساس وافق القاضي على تعليق رخصته الطبية لكون ما يقوم به “مخاطرة بحياة المريض”.
وفي نسخة حصل عليها موقع تلفزيون سوريا عن الدعوى المرفوعة من قبل المدير التنفيذي للمجلس الطبي في كاليفورنيا William PrasifkaK والتي أفضت إلى إصدار قرار في عام 2020 بحق خطاب يقضي بإلغاء أو تعليق شهادته كطبيب جراح، وإلغاء ترخيص مركزه الطبي Precision M.D.
وفي شهادة إحدى المريضات والتي نقلها الموقع الآنف الذكر، وقد خضعت لعملية شفط دهون عند الدكتور خطاب، قالت Tameka Shedwin بأنه تجاهل شكواها حينما أخبرتها بالألم خلال العمل الجراحي على الرغم من بكائها وصراخها آنذاك، واصفةً إياه بـ “الشرير”. وقد عرضت 11 امرأة من اللواتي خضعن للعلاج عند خطاب شهاداتهن حول الآلام المبرحة والأذيات المتفرقة التي عانين منها لسنوات بسببه، لتبدو شهاداتهن وكأنها “فلم رعب”.
وزارة الصحة اكتشفت الأمر
بعد العرض الإعلامي الفاخر الذي سعى إليه خطاب في افتتاح مركزه، اكتشفت وزارة الصحة حقيقة خطاب، وكما أوضح مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا من داخل مديرية صحة دمشق، فإنّ خطاب قد هرب من كاليفورنيا إلى سوريا لمتابعة خروقاته وعمليات النصب والاحتيال على المرضى مدعياً كما ظهر على الشاشات بأنه طبيب مغترب على قدر عالٍ من الكفاءة عاد لينفع بعلمه بلاده!
وعلى الفور أُصدر القرار بإغلاق مركزه كما أوردنا في القرار أعلاه، ولكن كما أوضح المصدر تحت مسمى “عدم حيازة رخصة” وذلك لتلافي التشهير به أو الدخول في متاهة الفضائح.
وعلى غرار عدد كبير من المستثمرين و”رواد الأعمال” ومدعي الخبرة والكفاءة، لا تبدو قصة خطاب إلا واحدة من قصص أخرى كُشفت وأبقيت طي الكتمان أو لم تُكشف بعد، لأشخاص فشلوا في مكان ما فعادوا إلى بلدهم بحقائب النصب والكذب.
شارك هذا المقال
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية