جدول المحتويات
«نبض الخليج»
يستمر الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له بمحاولات استئناف تجارة المخدرات داخل سوريا، عبر ابتكار أساليب جديدة للتمويه والتخفي، في محاولات مستمرة للالتفاف على القيود الأمنية التي تواجهها منذ طرد قواتها من الأراضي السورية في كانون الأول الماضي. ووفقاً لمصادر لتلفزيون سوريا، تم رصد شحنة جديدة دخلت في الأسبوع الأول من شباط/ فبراير 2025 عبر الحدود العراقية، تحديداً من منطقة البوكمال، مخبأة داخل معجنات مغلفة، حيث تسلمتها شبكات توزيع محلية متورطة في تجارة المخدرات منذ سنوات طويلة بالتنسيق مع الميليشيات الإيرانية.
ابتكار جديد: المخدرات في عبوات كيك إيرانية
تشير معلومات المصادر المدعومة بالصور التي حصل عليها تلفزيون سوريا، إلى أن الشحنة المهربة تتكون من نحو 15 ألف علبة كرتونية من الكيك المغلف، المخصص للبيع في الأسواق والمتاجر. تحتوي كل علبة على 28 قطعة كاتو مغلفة، تحمل علامات تجارية إيرانية معروفة، منها شركة حام للصناعات الغذائية HAAM Food Industries وشركة شهربابانا، وكلاهما من كبرى الشركات الإيرانية المتخصصة في إنتاج المعجنات والمخبوزات، كما تحمل أغلفة المخبوزات تواريخ قريبة من موعد التهريب إذ أنتجت نهاية شهر كانون الثاني 2025، كما هو موضح على الأغلفة.
لكن اللافت في هذه الشحنة أن المخدرات قد تم إخفاؤها داخل طبقات الكيك على شكل حشوة صغيرة، لتباع بهذه الطريقة على المدمنين ومتعاطي المخدرات بشكل سري، فقد أوضحت المصادر أن المنتجات التي تحمل علامة التصنيع في مدينة مشهد تحتوي على بلورات “إتش بوز” (كريستال ميث)، في حين تم إضافة مادة مخدرة على شكل بودرة بيضاء بين طبقات الكيك المنتج في تبريز.
محاولة تمويه لتجنب الاشتباه
ولتجنب الشبهات، لجأت الجهة القائمة على العملية، وهي ميليشيات تتبع للحرس الثوري الإيراني، إلى ضخ كميات من هذا المنتج خالية من المخدرات ليتم تداولها في الأسواق وتوزيعها على المتاجر بالشكل المعتاد، وبهذا يصبح تداول المنتج “الملغوم”، كما تسميه المصادر، أمراً يسيراً ولا يلفت الأنظار.
وتأتي هذه المحاولة الجديدة بعد الضربات المتتالية التي تعرضت لها تجارة المخدرات الإيرانية في سوريا بعد طرد قواتها من أراضي البلاد، حيث تم استهداف مصانع إنتاج المخدرات واعتقال عدد من المهربين والمتعاونين معهم، ما أدى إلى انخفاض النشاط بشكل ملحوظ. ويريد القائمون على العملية الأخيرة المحافظة على زبائنهم واستدامة السوق ريثما يتمكنون من استرجاع قدرتهم على الإنتاج محلياً بكميات كبيرة، فقد أكدت المصادر نفسها سعي الميليشيات إلى محاولة إنشاء مختبرات سرية لإنتاج المخدرات في بعض المناطق السورية بعد تهريب المواد الأولية اللازمة لذلك، وهو أمر أسهل بكثير من تهريب المنتج النهائي وتهريبه عبر الحدود المراقبة والخطرة.
لماذا تصر إيران على مواصلة تجارة المخدرات في سوريا؟
استمرار الحرس الثوري الإيراني في هذا النشاط يعكس الأهمية الحيوية لتجارة المخدرات في تمويل الميليشيات، إلى جانب كونها وسيلة لفرض نفوذه في سوريا والمنطقة عبر إغراق المجتمعات المستهدفة بالمخدرات وتخريبها من الداخل.
وتتطلب مواجهة هذه الظاهرة تتطلب يقظة مستمرة من المجتمع والسكان المحليين، إلى جانب تفعيل التوعية، خاصة بين الأطفال والمراهقين، لحمايتهم من الوقوع في فخ الإدمان. كما يحتم على السلطات الصحية توفير برامج إعادة تأهيل لضحايا الإدمان، ومعاملتهم كضحايا لحقبة النفوذ الإيراني في سوريا، والعمل على دمجهم مجدداً في المجتمع.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية