«نبض الخليج»
أبوظبي في 22 يوليو / وام / أكدت إمارة أبوظبي مجددا مكانتها الرائدة في مجال الحفاظ على البيئة البحرية والاستدامة البيئية على الساحة الدولية، من خلال مشاركة فاعلة لهيئة البيئة – أبوظبي، ضمن وفد دولة الإمارات المشارك في أعمال المنتدى السياسي رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك من 14 إلى 23 يوليو الجاري.
وبالتعاون مع مكتب التبادل المعرفي الحكومي والأمانة العامة لأهداف التنمية المستدامة في الدولة، شاركت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، نائب رئيس المجلس العالمي المعني بالهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة، في سلسلة من الفعاليات رفيعة المستوى، ركزت على تعزيز أهداف التنمية المستدامة، وبالأخص على الهدف الرابع عشر (الحياة تحت الماء).
وتأتي المشاركة تجسيداً للدور المحوري الذي تضطلع به دولة الإمارات على الساحة الدولية في تسريع وتيرة تنفيذ هذه الأهداف بحلول عام 2030، وتؤكد دورها في تعزيز التوافق الدولي حول القضايا التنموية الجوهرية، بما يعزز من زخم التنمية الشاملة، ويُسهم في ترسيخ الاستقرار ودفع مسارات الازدهار العالمي.
وشهدت الظاهري افتتاح معرض دولة الإمارات في مقر الأمم المتحدة، والذي استعرض أبرز المبادرات الوطنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وقدّمت خلاله هيئة البيئة – أبوظبي نموذجاً متقدماً في إعادة تأهيل الموائل البحرية، والابتكار في العمل المناخي، من خلال “تحالف القرم من أجل المناخ”، والتحضير لاستضافة مؤتمر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) في أكتوبر المقبل.
وخلال الجلسة العامة للهدف الرابع عشر، ألقت الظاهري كلمة، أكدت فيها التزام دولة الإمارات باعتماد هذا الهدف كأولوية وطنية مدعومة بأسس علمية وسياسات حكومية فاعلة وتمويل مستدام، وأبرزت جهود أبوظبي في إعادة تأهيل النظم البيئية للكربون الأزرق، مثل غابات القرم ومروج الأعشاب البحرية، وإطلاق مبادرة عالمية لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية من خلال زراعة 4 ملايين مستعمرة مرجانية بحلول عام 2030.
وسلطت الظاهري الضوء على جهود أبوظبي في حماية التنوع البيولوجي البحري، من خلال استخدام تقنيات رائدة، كتحليل الحمض النووي البيئي والذكاء الاصطناعي لرصد التنوع البيولوجي، بما في ذلك حماية ثاني أكبر تجمع لأبقار البحر في العالم ويبلغ عددها نحو 3500 إلى جانب مراقبة أكثر من 7900 سلحفاة بحرية، واستخدام تقنيات الحمض النووي البيئي (eDNA) والذكاء الاصطناعي لرصد الأنواع.
وأشارت كذلك إلى رفع مؤشر الصيد المستدام من 8.9% عام 2018 إلى 97.4% بنهاية 2024، في إنجاز يعكس فعالية الإدارة البيئية المستندة إلى البيانات.
وفي جلسة الطاولة الوزارية المستديرة تحت عنوان “توسيع نطاق الحلول الناجحة”، شاركت الظاهري إلى جانب قادة دوليين في تبادل الرؤى حول سُبل تسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية.
وخلال الجلسة، أطلق سعادة عبدالله ناصر لوتاه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، نائب رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، تقرير “أهداف التنمية المستدامة 2045″، وقال : إلى جانب دورها الدولي الفاعل في تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، تتبنى دولة الإمارات العربية المتحدة رؤية استشرافية لمرحلة ما بعد عام 2030، من خلال وضع تصور شامل لأهداف التنمية المستدامة لعام 2045، حيث تعكس هذه المبادرة ثقافة الدولة في الاستعداد للمستقبل، والتزامها بالتنمية المستدامة طويلة الأمد.
وأضاف : تماشياً مع “ميثاق المستقبل” الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، يضع إطار عمل أهداف التنمية المستدامة 2045 دولة الإمارات في موقع ريادي للمشاركة الفاعلة في ابتكار حلول للتحديات العالمية، ومن خلال منصات مثل المنتدى السياسي رفيع المستوى ومنتدى “أهداف التنمية المستدامة في التنفيذ” التابع للقمة العالمية للحكومات، تسعى دولة الإمارات إلى إشراك قادة الفكر حول العالم لصياغة مسارات تنمية شاملة ومرنة وجاهزة لمتطلبات المستقبل.
وخلال اجتماع الطاولة المستديرة الوزارية، الذي عُقد ضمن فعاليات “معرض الحلول السريعة”، استعرضت الظاهري نهج أبوظبي المتكامل في تحقيق الاستدامة البحرية، وقالت : إن إعادة تأهيل محيطاتنا لا تقتصر على العلم أو التمويل فحسب، بل تتطلب إرادة سياسية، وتجربة أبوظبي تؤكد على ما يمكن تحقيقه عندما تجتمع القيادة الوطنية مع الشجاعة التنظيمية والاستثمار طويل الأجل، ومن أجل توسيع نطاق الحلول الناجحة، علينا تمويل ما ينجح فعلا وتكراره من خلال شراكات عالمية شاملة تتجاوز الحدود والقطاعات والأجيال.
كما ترأست الدكتورة شيخة سالم الظاهري، اجتماع الطاولة الوزارية المستديرة المخصص للهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة، ضمن فعاليات “الخلوة العالمية لبرنامج التبادل المعرفي الحكومي” استضافتها بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة، وركزت الجلسة على موضوع “البيئة المستدامة”، وجمعت ممثلين رفيعي المستوى من الدول الشريكة، إلى جانب ممثلي الأمم المتحدة والمؤسسات الأكاديمية.
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت الظاهري أهمية التعاون الدولي والحوكمة البحرية الشاملة لمواجهة التحديات المتزايدة التي تهدد محيطات العالم، وقالت : رغم أن الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة لا يزال من بين الأهداف الأقل تحقيقاً على مستوى العالم، إلا أن هناك تجارب ملموسة تثبت أن التقدم ممكن عندما تتكامل العلوم والسياسات والشراكات.
وقدمت الظاهري لمحة شاملة عن التطورات البحثية البحرية في أبوظبي، بما في ذلك نتائج المسح البيئي الأولي عبر سفينة الأبحاث البحرية “جيّوَن” في عام 2022، ورسم خريطة توضح وجود الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في 25 دولة، و8 أنظمة بيئية بحرية، كما أبرزت جهود تطوير السياسات المستندة إلى البيانات من خلال مسوحات تقييم موارد الثروة السمكية التي تنفذها هيئة البيئة – أبوظبي، والدراسات الجينومية للأنواع التجارية الرئيسية، واستشهدت بقصص نجاح بارزة، مثل إعادة تأهيل 4 ملايين مستعمرة مرجانية، وعودة الظهور الطبيعي لأنواع نادرة من الأسماك مثل سمك الهامور الأبيض.
واختتمت كلمتها بالتأكيد على أهمية العلم والمشاركة المجتمعية في بناء نظم بيئية بحرية أكثر مرونة، وقالت : تقدم تجربتنا نموذجاً يحتذى به، فمن خلال السياسات المبنية على الأدلة والتنظيم الشامل والمساءلة المشتركة، يمكننا عكس عقود من التدهور، وتعزيز مرونة المحيطات لتزدهر فيها الحياة البحرية من جديد، داعية إلى التحرك سريعا حيث تقف أبوظبي على أهبة الاستعداد للقيادة والتعاون وإلهام حقبة جديدة من انتعاش المحيطات.
وشاركت الظاهري في عدد من المناقشات الثنائية على هامش المنتدى السياسي رفيع المستوى لعام 2025، وانضمت إلى زملائها في “الليلة الثقافية الإماراتية”، إلى جانب عقد اجتماعات مع منظمات دولية مثل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، بهدف استكشاف سبل التعاون المشترك بشأن النظم الغذائية المستدامة والتنوع البيولوجي، ومع إدارة حماية البيئة في مدينة نيويورك لمناقشة المرونة البيئية الحضرية ومكافحة التلوث.
ومع استعداد دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة العالمي في أبوظبي في وقت لاحق من هذا العام، تشكل مشاركة هيئة البيئة – أبوظبي في منتدى الأمم المتحدة السياسي رفيع المستوى لعام 2025، محطة مهمة لترسيخ مكانة الإمارة كمركز عالمي للاستشراف البيئي والحلول القائمة على الطبيعة ودبلوماسية الاستدامة.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية