7
«نبض الخليج»
مدار الساعة – كشفت دراسة كندية أن بعض مرضى متلازمة القولون العصبي، قد تخلوا عن تناول الغلوتين بناء على اعتقاد خاطئ بأنه يسبب تفاقم أعراضهم.
وأظهرت الدراسة أن ما يقرب من 30% من المشاركين الذين تناولوا منتجات خالية تماما من الغلوتين أبلغوا عن تفاقم كبير في أعراضهم، تماما كما حدث عند تناولهم منتجات تحتوي على الجلوتين.
بعض المرضى قد يتبعون حمية خالية من الجلوتين دون سبب طبي واضح
وشملت الدراسة 28 مشاركا من عيادة أمراض الجهاز الهضمي في جامعة ماكماستر الكندية، جميعهم كانوا يتبعون نظاما غذائيا صارما خاليا من الغلوتين بناء على قناعتهم الشخصية بوجود حساسية تجاهه.
وخلال التجربة، تناول المشاركون ألواح حبوب يوميا لمدة أسبوع، دون علمهم بمكوناتها، والتي كانت إما مصنوعة من الجلوتين النقي أو من دقيق القمح الكامل أو من دقيق خالٍ من الجلوتين. بعد كل تجربة أسبوعية، كان هناك فاصل زمني مدته أسبوعان قبل الانتقال إلى نوع آخر من الألواح.
وبحسب الباحثين، لم تكن هناك فروقات كبيرة في شدة الأعراض بين الأنواع الثلاثة، بما في ذلك الألواح الخالية تماما من الجلوتين، ما يشير إلى أن الاعتقاد الذاتي قد يكون المحرك الأكبر للأعراض لدى العديد من المرضى.
وقال البروفيسور بريميسل بيرتشيك، كبير مؤلفي الدراسة: “بعض المرضى لديهم بالفعل حساسية حقيقية تجاه الجلوتين، لكن بالنسبة لآخرين، فإن الاعتقاد نفسه هو الذي يدفع الأعراض ويؤثر على قراراتهم الغذائية”.
ورغم إبلاغ المشاركين بنتائج الدراسة، فإن معظمهم استمروا في اتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين، ما قد يزيد من خطر الإصابة بسوء التغذية ويؤثر سلبا على جودة حياتهم. فالمنتجات الخالية من الجلوتين غالبا ما تحتوي على كميات أكبر من الدهون والملح والسكر، وأقل من الألياف والبروتينات المفيدة لصحة الأمعاء.
وأوصى الباحثون بدمج الدعم النفسي ضمن خطط علاج القولون العصبي، لمساعدة المرضى على التخلص من الخوف المرتبط ببعض الأطعمة، خاصة الجلوتين، وإعادة إدخالها بشكل آمن إلى النظام الغذائي.
وأشار الفريق البحثي إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تلعب دورا في ترسيخ هذا الاعتقاد، إذ يشارك العديد من المؤثرين تجاربهم السلبية مع تناول الجلوتين، ما يعزز الفكرة لدى الجمهور.
وقال البروفيسور بيرتشيك إن اتباع حمية خالية من الغلوتين قد يكون وسيلة يلجأ إليها بعض المرضى للشعور بالتحكم في أعراضهم، حتى وإن لم تكن فعالة فعليا.
من جانبها، أوضحت البروفيسورة زيغريد إلسنبروخ، خبيرة في العلوم السلوكية لم تشارك في الدراسة، أن “تغيير السلوك الغذائي أمر صعب، واستمرار المرضى في هذه الحميات قد يعكس تعقيد إدارة أعراض القولون العصبي أكثر من كونه رفضا لتغيير المعتقدات”.
بعض المرضى قد يتبعون حمية خالية من الجلوتين دون سبب طبي واضح
وتدعم نتائج الدراسة الدور النفسي في تشكيل ردود الفعل على الطعام لدى مرضى القولون العصبي، وتسلط الضوء على الحاجة لتقديم مقاربات شاملة تشمل العلاج النفسي إلى جانب التوجيه الغذائي.
يُذكر أن القولون العصبي حالة مزمنة تصيب نحو واحد من كل خمسة بالغين في المملكة المتحدة، وتسبب تقلصات مؤلمة، وانتفاخ، وإسهال أو إمساك. وفي بعض الحالات، قد تؤدي إلى نقص غذائي أو تلف بالأعصاب على المدى الطويل.
ورغم الاعتقاد الشائع بانتشار “حساسية الجلوتين غير المرتبطة بالداء البطني” بين نحو 13% من السكان، إلا أن العلماء لا يزالون غير متأكدين تماما من سبب حدوثها، ويشتبه بعضهم في وجود “تأثير نوسيبو”، أي أن التوقع السلبي بحد ذاته قد يسبب ظهور الأعراض.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية