10
«نبض الخليج»
مدار الساعة – اختَتمت الجامعة الأردنيّة اليوم فعاليّات حفل تخريج الفوج السّتّين من طلبتها الذين يُقدَّرون بنحو (11580) خرّيجًا وخرّيجةً.
ووَفقًا للإحصائيّات التي أعدّتها وحدة القَبول والتّسجيل، فقد بلغ العدد الكلّيّ للطّلبة الخرّيجين (11580) خرّيجًا وخرّيجة، منهم (8180) أنهَوا متطلّبات مرحلة البكالوريوس، و(1530) طالبًا وطالبةً أنهَوا مستوياتِ الدّراسات العليا، و(1870) ممّن أنهَوا متطلّبات دبلوم إعداد المعلّمين. وقد شكّلت الإناثُ ثلُثَي الخرّيجين على مستوَيَي البكالوريوس والدّراسات العليا.
وقال رئيس الجامعة الأردنيّة الدّكتور نذير عبيدات، في مستهَلِّ كلمته، إنّ الجامعة إذ يسبقُ اسمُها “أل” التّعريف كانت وما زالت فكرةً وطنيّةً أردنيّةً، سكَنت قلوبَ الأردنيّين وعقولَهم. أنتم تمثِّلون الفوجَ السّتّين، فَوجٌ يسكنه الحلم والمعرفة، والبحث والاكتشاف. فوجٌ لا تفصله الكلّيّات، ولا تحدّه التّخصّصات، أنتم اليوم تمثِّلون الفكرة الأردنيّة الكبرى التي لا تتجزّأ أراكم بعَين “الأردنيّة”، لا بعيون العابرين، وأراكم فوجَ السّتّين… وكفى!
وقال عبيدات مخاطبًا الخرّيجين وذويهم: إنّنا نقف في هذا المكان، الذي لا يُشبِهه مكانًا، لنحتفل بقصَّتنا المشترَكة: قصّةِ الحِكمة والمعرفة، مشيرًا إلى أنّ أجمل اللّحظات هي تلك التي يعود فيها الإنسان إلى ذاته، وما أقساها حين يخسرها. إنّها الذّات العالية، المحبّة للحياة، الذّات المحميّة بوردِ العِشق الأبديّ لوطنٍ عاشَ لغَيره قبل أن يعيش لنفسه، لا عن ضَعف، بل عن قوّةٍ وهبَها الله لكم، كما وهبها لآبائكم وأجدادكم.
وتساءل عبيدات أين الجامعة الأردنيّة اليوم؟ مُجيبًا مفتَخِرًا: إنّها في قلوب مَن مرّوا في جنباتِها في دفاتر الباحثين، في ثغور الشّعراء، في سَروها، وتَمرِ مزارِعِها وفي الشَّعر المتدلّي على وجوه خرّيجيها.
وأكّد عبيدات أنّ الجامعة الأردنيّة قصّةٌ كتبها الهاشميّون برؤاهم، وسطّرها الأردنيّون بشغفهم، وخطّها خرّيجوها الذين تجاوزوا 300 ألفٍ، يكتبون كلّ يومٍ تاريخًا جديدًا، ويزرعون الأملَ حيثُ حلّوا.
ولفَتَ في كلِمتِه إلى أنّ الفوج السّتّين ليس رقمًا، بل لحظة فاصلة في مسيرة الجامعة، يأتي وقد أكملَت الجامعةُ أربعَ سنواتٍ وتمكّنَت من دخول خرائطِ التّصنيفات العالميّة اليوم لتحلّ في المرتبة 324 على مستوى العالَم.
وعرَض عبيدات لقليلٍ من كثيرٍ إنجازات الجامعة، إذ أَدخلَت برامجَ إلزاميّة في اللّغة الإنجليزيّة، واللّغة العربيّة، والمهارات الرّقميّة، والمهارات النّاعمة، والإعداد الوظيفيّ، وبشجاعةٍ واقتدار، أَطلقَت مشروعَ التّحوُّلِ الرّقميّ للمحتوى التّعليميّ، وسابقَت الزّمن بهذا المشروع الطّموح.
ورفَعَت الجامعة وفقًا لعبيدات كفاءةَ بِنيَتها التّحتيّة والتّقنيّة، وبدأت بقوّةٍ برامجَها التّقنيّة والمهنيّة. وأُعيد تعريفُ دَورها كبِنيَةٍ وطنيّةٍ معرفيّة، قادرةٍ على إنتاج المعرفة، لا استهلاكِها فقط. واعترفَ العالم بتميّز باحثيها، فكتَبوا سُطورًا لم يُكتَب مِثلُها من قَبل، ونحن نفتخر بهم، رغم معرفتِنا بما ينقُصُنا، وما ينتظرنا من عملٍ ومسؤوليّة.
وخاطَبَ عبيدات الخرّيجين قائلًا: “اليوم تستلمون أجمل الشّهادات، وتقولون لأمّهاتكم وآبائكم: “لم نخيّب ظنّكم، ولم نخذل قمحَ وزيتونَ الوطن.”، لقد أدهشني التّحوّلُ العميق في شخصيّاتكم. أصبحتم أكثرَ وعيًا، وأكثرَ انخراطًا، وأكثرَ انتماءً. رأيناكم تقودون المبادرات، وتُبدعون في البحث، وتثبِتون أنّ الانتماء فِعلٌ لا قَول، أنتم لا تُغادِرون بشهاداتٍ فحسب، بل تُغادِرون وفيكُم قادةُ المستقبَل، أصحابَ الأخلاق والرّؤية.
وأوصى عبيدات الطّلبة بألا يخشَوا البَلل، أو السّقوط لأنّ القَفَزاتِ القادمة ستعانق السّماء. وأنّ أجمل القراراتِ هي تلك المحفوفةُ بالحُبّ، وبعضٍ من الخَوف، والشّك، والجنون؛ فالقرار الخالي من التّردّد ليس بالضّرورة هو الأجمل.
وحثّ عبيدات الطّلبة قائلًا: كونوا أصحابَ قلبٍ وعقل، ولا تجعلوا العقلَ يستبدّ في كلّ قراراتكم، وامنحوا القلبَ بعضًا من مساحة تفكيركم، واحذروا الغُلُوّ في اليقين، كما الغلوّ في الشّك؛ فاليقينُ المطلَق كجهلٍ مطلَق، ولا تُغالوا في إدانة الآخرين، بل انغمسوا في كُنوز الكَرَم، والحِكمة، والبصيرة، وغوصوا في أعماق المَحَبّة والعطاء.
وقال عبيدات للخرّيجين: أنتم أملُ هذه الجامعة، وأملُ الوطن، اكتبوا قصّتكم بأنفسكم، وارسموا طريقَكم أنتم، لا غيركم.
ولا تخشَوا المنعطَفات، فأنتم تملِكون أسبابَ النّجاح: من المعرِفة، والأصدقاء، والوطن.
وأوصى عبيدات الطّلبة بأن يحمِلوا ما غُرِسَ فيهم من عِلمٍ ومحبّة، وأن يزرعوه حيث يكونون، وأن يكونوا وجهًا مشرِقًا لهذا الوطن
وشدّد عبيدات على أنّ الجامعة وُجِدت لتكون بيتًا للإبداع والابتكار، تطمح أن ترسُم أفضلَ نسخةٍ من أنفسِنا، فنُغيّرُ ونتغَيَّر لنتقدّم، نحوَ النّسخة الأفضل من “الأردنيّة” الشّامخة.، قلعةٌ صامدة، لا مثيلَ لها، في قُدرتِها على تعزيز الازدهار الفرديّ والتّقدّم المجتمعيّ.
وفي سياقِ كلمته أكّد عبيدات الوقوفَ بكلّ إجلالٍ لأولئك الذين يعملون مع الجامعة، في الدّاخل والخارج، لبناء بِنيةٍ بحثيّةٍ عالية المستوى، قائلًا: نحن نعرف عيوبَنا، ومواضعَ تعثّرِنا، لكنّنا نفخر بباحثينا الذين اعترف العالَمُ بهم، إذ أثبتت الجامعة الأردنيّة أنّها واحدةٌ من سيّدات جامعات العَرَب… والعالم.
ومن جديدٍ عاد رئيس الجامعة ليؤكّد أنّ أجمل اللّوحات التي ما زالت في قلبه ووِجدانه هي تلك التي رسمَتها يدُ فلاحٍ أردنيٍّ من سهول حَوران، جرحتها سنابلُ الحصاد… إنّها صورةُ والده، رحمه الله.
وفي خِتام كلمته عرّجَ عبيدات مُثنيًا على الجهود الإغاثيّة التي يبذلها الأردن منذ الأزل لا سيّما ما كان مؤخّرًا من قوافل الخير والعطاء، قوافل أردنيّة هاشميّة اخترَقت أسوار غزّة لتكسر حصار الجوع والعطش، إضافةً إلى تلك الجهود الكبيرةِ التي تقدّمها الخدماتُ الطبّيّةُ الملكيّةُ وجيشُنا العربيّ الباسل بقيادة مليكنا المفدّى جلالة الملك عبد الله الثّاني ابن الحسين المعظّم، ووليّ عهده الأمين
إلى ذلك، قال نائب رئيس الجامعة للشّؤون الإداريّة والماليّة رئيس لجنة التّخريج الدّكتور زياد حوامدة: إنّ الجامعة الأردنيّة إذ تحتفل بتخريجِ الفوجِ السّتّين من طلبتها، تزداد شموخًا وتألّقًا، وتغدو الجامعة الأردنيّة أكثر بهاءً وفخرًا وهي تزفّ للوطن كوكبةً جديدةً من خرّيجيها.
وأضاف الحوامدة أنّ حفل التّخريج ليس مجرّد احتفالٍ بالنّجاح الأكاديميّ، بل هو تأكيدٌ على القوّة والإرادة التي أظهرتموها، أنتم خرّيجونا المميّزون، الذين ستُسهمون بلا شكّ في بناء مستقبلٍ مشرِقٍ ومتجدّد، محقّقين طموحاتِكم ومُواصِلين مسيرةَ العطاء والعمل في كلّ مَيدان.
ولفت الحوامدة إلى أنّ لجنة التّخريج عملت بتوجيهات رئيس الجامعة ليكون هذا الحفل استثنائيًّا ومميّزًا يليقُ باسم الجامعة وتاريخها، ويليق بالإنجازات الكبيرة والمتتالية التي حقّقتها الجامعةُ الأردنيّةُ مؤخّرًا في كافّة المجالات وكان آخرَها حصولُها على المركز 324 على مستوى العالم وغيرها الكثير من الإنجازات، وهي إنجازاتٌ لا تُحسَب بالأرقام فقط بل بالقِيَم والعقول والمشاريع والطّاقات التي تصنع هذه المكانة.
ووجّه حوامدة الشّكر لرئيس الجامعة، وأعضاء لجنة التّخريج، ولعمادة شؤون الطّلبة، ووحدة القَبول والتّسجيل، ووحدة العلاقات العامّة والإعلام، ودائرة الصّيانة، ودائرة الخدمات المساندة، ومركز تكنولوجيا المعلومات، ودائرة الأمن الجامعيّ، ودائرة اللّوازم، ودائرة التّدقيق الدّاخليّ والمتابعة، ولكافّة العاملين في كلّيّات ودوائر الجامعة المختلِفة، واتّحاد طلبة الجامعة الأردنيّة، وكلّ من ساهم في إنجاح هذا الحفل.
وخلال الحفل الختاميّ، كرّم رئيس الجامعة (90) من الطّلّاب والطّالبات من أوائل الأقسام والكلّيّات والمتميّزين والمتفوّقين من مختلِف التّخصّصات، و(20) شخصيّةً وطنيّةً بارزة ممّن لهم إسهاماتٌ بارزة في مسيرة الجامعة الأردنيّة.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية