9
«نبض الخليج»
مدار الساعة – كتب: العين والوزير الأسبق مفلح الرحيمي – لقد استفزني بعض أصوات الرويبضة ممن شككوا في مواقف الاردن وموافق العائله الهاشمية، في زمن صار فيه الجاهل يتكلم باسم الأمة، وصاحب المصلحة يصنع الموقف، والدجال يتصدر، يظل الأردن واقفًا، شامخًا، لا يهادن، ولا يساوم، ولا يرضخ. الأردن ما بيغير مواقفه عشان ترند، ولا بينتظر شكر من حد، ولا ينتظر توجيه او رضا من طرف. الأردن قيادةً وشعبًا، يفعل لأنه يؤمن، ويتحرك لأنه مسؤول، ويقف لأنه صاحب حقّ… ولأنه يعرف تمامًا من هو، ومن أين جاء، وإلى أين يمضي.
موقف الأردن من فلسطين، ومن غزة تحديدًا، مش وليد اللحظة، ولا من أجل عناوين إعلامية. هذا موقف متجذر في الدم، في التاريخ، في العقيدة. أول من قدّم روحه فداءً للأقصى كان الملك عبدالله الأول، مؤسس الدولة الأردنية، واستُشهد على عتبات المسجد الأقصى وهو يصلي، مدافعًا عن القدس، وعن كرامة الأمة. أما الشريف الحسين بن علي، فكان أول من رفض وعد بلفور، ورفض بيع فلسطين، ووقف في وجه كل من حاول تمرير المشروع الصهيوني، وقالها بوضوح: لا أوقع على ضياع فلسطين ولو قطعوا رأسي.
هذا تاريخ الأردن، هذا تاريخه الشريف، مش دعاية، ولا مزاودة.
من يومها، والعائلة الهاشمية ضل لفلسطين، وسند للقدس، وشريك في الوجع والصمود. جلالة الملك عبدالله الثاني، حامل الأمانة، مشى على خطى أجداده، ووقف بوجه العالم ليحكي كلمة حق ما حكاها غيره. بكبرياء الملوك، قالها واضحة: لن نترك فلسطين، لن نترك غزة، ولن نساوم على القدس. وغيّر بخطابه الصادق موازين الرأي العام العالمي، ووقف لوحده في وجه ماكينة صمت وتخاذل وخداع.
وليّ العهد، سمو الأمير الحسين بن عبدالله، مشى على نفس الدرب، مش بالكلام، بالفعل. نزل بنفسه وقاد أول قافلة مساعدات لأطفال غزة. وقف مع أبناء فلسطين بصدق، بحنية، وبإصرار، ليثبت أن الأردن مش بس دولة، بل ضمير حيّ ما بنام.
وجلالة الملكة رانيا، صوتها كان طعنة في خاصرة الإعلام الزائف. بكلماتها الواضحة، بإنسانيتها، بثباتها، كشفت الزيف، وأعادت بوصلة الحقيقة لمكانها. لما كان البعض يلمّع الجلاد، كانت هي تحكي عن الضحية، عن الطفل، عن الأم، عن الألم… عن فلسطين.
أما اللي بيهاجم الأردن، أو بيحاول يقلل من دوره، نقوله بصوت عالٍ:
احنا مش بحاجة لشهادة من حدا. لا من جهة، ولا من تنظيم، ولا من شخص. مواقفنا ثابتة، راسخة، متجذّرة. الأردن ما عمره تاجر بقضية، ولا باع حليف، ولا خان عهد. ومن يحاول الطعن في هذا الشرف، فهو يطعن في نفسه، ويُسقط ما تبقى من كرامته.
للجاحدين نقول: افتحوا كتب التاريخ…
اقرأوا عن الملك عبدالله الأول، شهيد الأقصى،
عن الشريف الحسين بن علي، الذي رفض بيع فلسطين،
عن الجيش العربي اللي روى ثرى فلسطين بدمه،
عن الأردن اللي كان دائمًا الجدار اللي اتكأت عليه الأمة لما خذلها الكل.
إحنا ما بنهز ولا بنلين.
الملك عبدالله هو الأب والسند، ولي العهد هو الامتداد، والشعب الأردني هو الدرع اللي ما بينكسر.
وكل من يتجرأ على الأردن أو يحاول يتطاول عليه، فليعلم أن صمْتنا مش ضعف، إنما لاننا كبِار، وصبرنا مش خوف، إنما حكمة.
لكن إذا لزم الأمر… فالتاريخ سيشهد من نحن، وسنكون حيث لا يستطيع الآخرون حتى الوقوف.
إحنا الأردن…
مع فلسطين، مع القدس، مع غزة، بكل فخر، بكل عزة،
وإذا في حد مش عاجبه، الباب بيفوّت جمل.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية