«نبض الخليج»
أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا، على محاسبة العناصر المتورطين في مقتل الشاب يوسف لباد، بحال أثبت ذلك تقرير الطبيب الشرعي، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل للوصول إلى حالة “صفر انتهاك” في سوريا.
وأكد البابا على الرواية الأولى لوزارة الداخلية خلال لقاء مع تلفزيون سوريا، مساء الخميس، بما يتعلق بالسلوك الغريب للشاب لباد خلال وجوده في الجامع الأموي ودخوله في مشادات كلامية وعراك بالأيدي مع الموجودين، وذلك من خلال شهود عيان وكاميرات المراقبة واستجواب عناصر مفرزة الجامع.
وأشار إلى أن هذا السلوك استدعى تدخّل عناصر مفرزة الجامع الأموي، لتتفاقم حالة الشاب ويُنقل في إثر ذلك إلى غرفة الحرس، حيث رطم نفسه بالجدار وركل كل شيء أمامه، ما أدى إلى إصابته بجروح وتوفي هناك.
وقال المتحدث إن القضية تحتاج إلى كثير من التمحيص والتدقيق قبل الجزم بالأحكام وخاصةً حول ما أثير على مواقع التواصل أن الشاب مات تحت التعذيب.
أفكار مطروحة لضبط التجاوزات
وكشف المتحدث عن خطة للاستعانة بوسائل التكنولوجيا لضبط الانتهاكات والتجاوزات، وأضاف: “الأفكار المطروحة لدينا في وزارة الداخلية، ونعمل على تنفيذها، تتضمن تخصيص رقم تعريفي لكل عنصر، يتمكن المواطن من خلاله من تمييزه في حال صدرت عنه أي تجاوزات أو انتهاكات”.
كما تشمل الأفكار تزويد كل دورية وكل عنصر بكاميرا مثبتة على الجسم، توثق الأعمال التي يقوم بها، بحيث يكون هناك دليل مادي يثبت أو ينفي الاتهام أو الانتهاك في حال حدوث خطأ في أثناء أداء المهام أو وقوع تجاوز، بحسب البابا.
ولفت المتحدث إلى أن الوزارة اضطرت من أجل سد الثغرة الأمنية الكبيرة إلى تخريج عناصر بفترة محدودة لا تتجاوز 15 يوماً، على أن يستكمل تدريباته لاحقاً.
ماذا حدث مع يوسف لباد؟
أثارت وفاة الشاب يوسف لباد في دمشق جدلاً واسعاً، بعد تسليم جثمانه لذويه وسط ظروف غامضة وتباين في الروايات الرسمية والأهلية.
يوسف لباد (31 عاماً) من حي القابون، غادر سوريا عام 2012 إلى ليبيا ثم استقر في ألمانيا. يقول قريبه المقيم في ألمانيا لموقع تلفزيون سوريا إن يوسف قد نذر أن يعتكف ثلاثة أيام متواصلة في الجامع الأموي حال سقوط نظام الأسد، وفور التحرير بدأ التحضيرات للعودة حتى وصل يوم الأحد 26 تموز الجاري، مضيفاً أنّ يوسف دخل الجامع الأموي حاملاً حقيبتين كبيرتين وحقيبة ظهر أودعها في الأمانات، ليبدأ بتنفيذ نذره.
في ساعات المساء من يوم الأحد، تواصل يوسف مع زوجته مطمئناً على أولاده (شام، والتوءم هشام ويمان تولد عام 2021) وكانت هذه المكالمة آخر تواصل له مع أسرته. إذ حاولت والدته وزوجته وإخوته الاتصال به مراراً، وأرسلوا له رسائل عديدة وصلت جميعها إلى هاتفه، لكنه لم يجب.
مساء الإثنين، تلقّت الزوجة اتصالاً من ضابط أخبرها فيه بوفاة زوجها، لكنها في البداية لم تتوثق من المعلومة فأرسل إليها صورة جثمان يوسف ليثبت كلامه، مضيفاً أن سبب الوفاة “جرعة مخدرات عالية”.
وتوجهت عائلة يوسف في دمشق إلى مشفى المجتهد حيث قيل إن الجثمان نُقل وقيل لهم إن الوفاة ناتجة عن “تسمم”، وأنه سيتم أخذ عينات دم لفحصها.
لكن عند استلامهم الجثمان لاحقاً، قالت العائلة إنها شاهدت على الجثمان آثار ضرب اعتبرتها دليلاً على تعرضه للتعذيب، ما دفعهم للشك برواية “المخدرات” التي قدّمها الضابط، وأصروا على المطالبة بفتح تحقيق.
شارك هذا المقال
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية