جدول المحتويات
«نبض الخليج»
فتح الادعاء العام في مدينة شتوتغارت الألمانية تحقيقاً بشأن تعليقات تحريضية تضمّنت دعوات للعنف والقتل ضد لاجئين سوريين، جاءت رداً على منشور لرئيسة حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف أليس فايدل على إنستغرام.
وفي نهاية شهر حزيران الماضي، طالبت أليس فايدل عبر حسابها على إنستغرام بترحيل مجموعة من اللاجئين السوريين. ووفقاً للشرطة، يُشتبه في أن هؤلاء اللاجئين قاموا بـ”ملامسات غير لائقة” لعدة فتيات وشابات داخل مسبح في بلدة غيلنهاوزن بولاية هيسن الألمانية.
ويحقق مكتب الادعاء العام حالياً في شبهة تحرش جنسي، وأفادت الشرطة بأن عدد الضحايا بلغ ثماني فتيات تتراوح أعمارهن بين 11 و16 عاماً. ويُشتبه في تورط أربعة شبان تتراوح أعمارهم بين 18 و28 عاماً، وجميعهم، وفقاً للشرطة والنيابة العامة، يحملون الجنسية السورية.
أكثر من 120 دعوة للعنف والقتل
ووفقاً لتقرير نشرته قناة (SWR) فإنه “على مدار شهر كامل، بقيت التعليقات تحت المنشور على الإنترنت دون أي رقابة، وبعد وقت قصير من مواجهتها من قبل القناة بتلك التعليقات، حُذف أكثر من 700 تعليق، تلاها حذف المنشور الأصلي بالكامل”. وذكرت القناة أنه حتى الآن لم ترد فايدل على استفساراتها.
ونشرت فايدل صورة (لا تُظهر الحدث الحقيقي) يبدو أنها صُنعت بمساعدة الذكاء الاصطناعي، تُظهر رجالاً عرب المظهر يضحكون خلف فتاة شقراء في مسبح، وقد حصل المنشور على ما يقرب من 150 ألف إعجاب، وقرابة 8000 تعليق من مستخدمين من مختلف أنحاء ألمانيا، ما جعله من أكثر منشوراتها انتشاراً.
وأشارت القناة إلى أن فريقها وبعد تحليله جميع التعليقات على منشور أليس فايدل، وجد أن أكثر من 120 منها تتضمن دعوات للعنف والقتل، والتي قد تُعد جرائم قانونية حسب تقييم الخبراء.
دعوات إلى الشنق والإخصاء
وكتب أحد المستخدمين تحت منشور فايدل عن اللاجئين السوريين: “اقتلوا الجميع، أنا أحب 88″، حيث يُعد الرقم 88 رمزاً يستخدمه مؤيدو هتلر. وكتب مستخدم آخر: “ارموا القذارة فوق سوريا بدون مظلة”. كما طالبت تعليقات أخرى بـ”الشنق العلني” أو “الإخصاء دون تخدير” للسوريين، كما كتب أحدهم: “اطردوا الأوساخ، أعدوا بناء معسكرات الاعتقال”.
كثير من التعليقات الأخرى قد تندرج أيضاً تحت بند جريمة “التحريض على الكراهية”، حيث طالب أكثر من شخص بـ”إطلاق النار بدلاً من الترحيل”، كما عبّر العديد من المستخدمين عن دعمهم لأليس فايدل وحزبها من خلال وضع “قلوب زرقاء” في تعليقاتهم.
الادعاء العام يفتح تحقيقاً
وبعد تحديد هوية بعض المعلقين، بدأ مكتب الادعاء العام في شتوتغارت التحقيق في الأمر، وقالت متحدثة باسم النيابة العامة لقناة (SWR) إن “المواد المنشورة قد تندرج تحت بند (الدعوة العلنية لارتكاب جرائم) أو (تمجيد أو تبرير الجرائم)، وهذه تُعتبر جرائم رسمية، أي أن على السلطات التحقيق فيها تلقائياً عند معرفتها بالأمر”.
وأكدت النيابة أن تحديد المادة القانونية المناسبة سيتم أثناء التحقيق وبعد تقييم شامل للظروف. كما باشرت “الوحدة المركزية لمكافحة جرائم الكراهية على الإنترنت”التابع لمكتب المدعي العام في مدينة غوتينغن تحقيقاً أولياً ضد أحد المستخدمين ضمن نطاق اختصاصها.
“التعليقات قد تكون مجرّمة قانونياً”
وتقول المحامية جيسيكا فلينت، إن التعليقات تحتوي على عناصر قد تشكل جرائم يعاقب عليها القانون، ويمكن أن تنطبق عليها مواد مثل (التحريض على الكراهية، وتمجيد الجرائم، والشتائم والتشهير والافتراء)”.
قد تكون هناك بالفعل تحقيقات أخرى جارية في جميع أنحاء ألمانيا، خاصة أن عدداً من المستخدمين صرحوا بنيّتهم تقديم بلاغات قانونية ضد التعليقات، لكن لم يتأكد بعد ما إذا تم تقديم هذه البلاغات فعلاً. ويستند اختصاص الملاحقة الجنائية عموماً إلى مبدأ “مكان وقوع الجريمة”، أي بناءً على مكان إقامة الجناة.
وتشير خبيرة خطاب الكراهية والأخبار الكاذبة جيسيكا فلينت إلى أن “المحاكم لم تحسم بعد المسألة الجوهرية المتعلقة بمسؤولية شخص ما قانونياً عن التعليقات التي تُنشر تحت منشوره”. وترى فلينت، الحاصلة على دكتوراه في التضليل الإعلامي على منصات التواصل الاجتماعي، أن “المسؤولية المدنية، وفي بعض الحالات الجنائية، مبررة”.
شارك هذا المقال
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية