«نبض الخليج»
أبوظبي في 5 أغسطس/ وام/ أعلنت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، عن توسعة جديدة في مشروع “برنامج الوثيقة” الوطني الرائد، لتشمل فئة الأطفال من أصحاب الهمم كمؤلفين ومقدّمين، ضمن مبادرات عام 2025 “عام المجتمع”، وتحت شعار “يداً بيد”.
وتأتي هذه الخطوة النوعية لترسّخ توجه دولة الإمارات نحو إشراك أصحاب الهمم في قلب المشهد الثقافي والمعرفي، وتكرّس ريادة مؤسسة زايد العليا في التمكين الحقيقي والمستدام لهذه الفئة.
ولا يُعد هذا التوسّع مجرد تطوير فني للمحتوى، بل تحولاً في فلسفة التمكين التي تتبناها المؤسسة، إذ ينتقل المشروع من كونه سرداً وتوثيقاً للتاريخ إلى منصة لصناعة جيل جديد من رواة الوطن من أصحاب الهمم، القادرين على التعبير عن الهوية الوطنية وصياغة الذاكرة الجمعية بلغة معاصرة.
وتستثمر النسخة المطوّرة من “الوثيقة للأطفال” نجاح الموسم الأول الذي ضم 25 حلقة قصيرة قدّمها خمسة مذيعين شباب من أصحاب الهمم بأسلوب احترافي وسرد مؤثر، وشكّل نموذجا وطنيا فريدا في تسخير الإعلام لتمكين هذه الفئة وتوثيق محطات مضيئة من تاريخ دولة الإمارات.
ويبرز في النسخة الجديدة تأليف الحلقات من قبل عبدالله أحمد راشد الظحناني، الفائز بتحدي القراءة العربي فئة أصحاب الهمم لعام 2025، الذي يتحول من قارئ نهم إلى كاتب مؤرخ، ومعه سلطان أحمد إبراهيم البلوشي، الفائز بمسابقة “أنا كما أرى نفسي”، الذي يجمع بين الحس الأدبي والرؤية المجتمعية المستدامة.
أما التقديم الصوتي، فيقوده ثلاثة من أصحاب الهمم الأطفال يمثلون نماذج ملهمة في الإعلام والفن والرياضة ، وهم شما علي سيف المنصوري، الصوت الإعلامي الواعد من أصحاب متلازمة ويليامز، والموهوبة مريم سميدع، موهبة مسرحية تجاوزت التحديات بصوت فني مؤثر، والبطل ثاني سعيد الظاهري، بطل رياضي يثبت أن التمكين يبدأ من الميدان وينطلق إلى المنصة الإعلامية.
ولا يكتفي المشروع الجديد بسرد الأحداث التاريخية، بل يعيد صياغة الهوية الوطنية من خلال قصص ومواقف تراثية تُروى بلغة تناسب الأطفال ويقدمها أطفال، مما يُعزز الانتماء الوطني، ويرسّخ مفهوم المشاركة الفعلية لأصحاب الهمم في رسم الرواية الإماراتية.
وتعكس هذه الخطوة رؤية “زايد العليا”، التي لم تعد تكتفي بالرعاية والتأهيل، بل تسعى إلى صناعة أدوار قيادية حقيقية لأصحاب الهمم في مجالات الثقافة والإعلام والمعرفة.
وأكد سعادة عبدالله عبد العالي الحميدان، الأمين العام للمؤسسة، أن التمكين لا يتحقق إلا بمنح الأجيال المقبلة من أصحاب الهمم أدوات التعبير، ومساحات التأثير، ومنابر الحضور الحقيقي ، لافتًا إلى أن الوثيقة ليست فقط منصة بودكاست، بل مشروع إستراتيجي لرسم ملامح مستقبل يُروى بصوتهم، ويُكتب بأيديهم.
وأضاف أن إشراك الأطفال والشباب في الكتابة والتقديم هو استثمار في المستقبل، وتأكيد على أن كل صوت مختلف هو جزء من صوت الوطن، وهذا التحول يعكس رؤية مؤسسة زايد العليا في أن أصحاب الهمم ليسوا جمهورًا مستهدفًا، بل هم صُنّاع الرسالة وناقلوها إلى المجتمع وإلى الأجيال المقبلة.
ويأتي بودكاست “الوثيقة “استمرارً التعاون المعرفي بين مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ومركز تريندز للبحوث والاستشارات، لضمان دقة المحتوى، وتعزيز مصداقيته التربوية والتاريخية، بما يجعل المشروع نموذجا متكاملًا يجمع بين المعرفة والتمكين الإعلامي والمشاركة المجتمعية.
ويتحول مشروع “الوثيقة” بهذه النقلة النوعية، من منتج إعلامي إلى مؤسسة سرد وطني حيوية، تُروى من خلالها قصص الوطن بلسان أطفال من أصحاب الهمم، بلغة قريبة من قلوبهم، تعزز إنتماءهم، وتفتح لهم باب التأثير في تشكيل الوعي الجمعي للأجيال.
وتواصل ” زايد العليا ” من خلاله دورها الريادي في بناء مجتمع أكثر شمولاً، تُعاد فيه صياغة مفاهيم التمكين والتاريخ والهوية، على أيدي من يمثلون الإرادة الصلبة، والأمل المتجدد، والإبداع الذي لا يُقيد.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية