«نبض الخليج»
أبوظبي في 23 أغسطس /وام/ تواصل دولة الإمارات ترسيخ ريادتها في توظيف الحلول التكنولوجية والذكاء الاصطناعي في قطاع السياحة والضيافة، معززة مكانتها كوجهة عالمية مبتكرة ومتقدمة رقمياً.
وتعكس الاستثمارات في التقنيات الذكية والبنية التحتية الرقمية المتطورة التزام الدولة بتقديم تجربة ضيافة متكاملة وآمنة، ودعم السياحة المستدامة والكفاءة البيئية.
وبحسب خبراء في القطاع، يشهد القطاع السياحي في الدولة اعتماداً متزايداً على الخدمات الرقمية والتخصيص الذكي للضيوف، والتحليلات الذكية للبيانات، والإجراءات الذكية لتسجيل الوصول والخدمات عبر الهاتف المتحرك، ما يسهم في تحسين تجربة الزائر وتعزيز الأداء السياحي.
وقال قتيبة العلي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ذا ديجيتال هوتيلير”، إن دولة الإمارات قطعت أشواطا متقدمة في توظيف التكنولوجيا داخل قطاع الضيافة، مشيراً إلى أنها كانت من أوائل الدول التي وضعت أطراً تنظيمية متقدمة لقطاع بيوت العطلات، واشترطت أنظمة دخول ذكية لحماية الضيوف وضمان أعلى معايير الأمن.
وأشار إلى أن تبنّي التكنولوجيا ليس مجرد خطوة لمواكبة التطور العالمي، بل هو وسيلة عملية لتعزيز تجربة الضيف وضمان سلامته، وفي الوقت ذاته دعم توجهات الدولة نحو السياحة الخضراء والاستدامة البيئية، مؤكداً أن قطاع الضيافة الإماراتي كان داعماً لنشوء وتأسيس شركات تكنولوجية متخصصة تخدم هذا القطاع.
ولفت إلى أن قطاع الفنادق يشهد اليوم توسعاً في اعتماد أنظمة الاستدامة، إذ حصل أكثر من 150 فندقاً على وسم السياحة المستدامة بفضل مبادرات تكنولوجية تتعلق بكفاءة الطاقة وتقليل الانبعاثات، إلى جانب أدوات قياس دقيقة للبصمة الكربونية مطبّقة منذ سنوات.
وقال ستايسي صامويل، المدير التنفيذي للتكنولوجيا في شركة “إشراق للضيافة”، إن التكنولوجيا أصبحت اليوم في قلب قطاع الضيافة، حيث تؤثر في طريقة تصميم الخدمات، وآلية عمل الفرق، وتجربة الضيف في كل لحظة.
وأشار إلى أن المنصات السحابية، وحلول الذكاء الاصطناعي الموجهة للتخصيص، وإجراءات تسجيل الوصول من دون تلامس، والخدمات عبر الهاتف المتحرك، كلها عوامل ترفع من توقعات الضيوف فيما يتعلق بالسرعة والملاءمة والموثوقية.
وأكد أن الفنادق التي تنجح هي تلك التي توحد بين البيانات والعمليات والكوادر حول رؤية رقمية واضحة.
وأضاف أن دولة الإمارات تُعد رائدة عالمياً في هذا المجال، موضحاً أن دبي أسست قاعدة قوية من خلال البنية التحتية الرقمية، وشبكات الجيل الخامس، والخدمات الحكومية اللاورقية، وهي مبادرات تدعم تبادل البيانات بشكل آمن، وتوفّر رؤى آنية لقطاع السياحة، وتُعزّز ممارسات المدن الذكية المستدامة.
وأكدت منظمة السياحة العالمية، أن استمرار تطور أنماط السفر العالمية وتوقعات المستهلكين، أدى إلى تزايد الطلب على حلول مبتكرة قادرة على إحداث ثورة في كيفية تجربة الوجهات السياحية والتفاعل معها.
وبحسب المنظمة يبرز الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة كمحفزات للتغيير، مما يوفر فرصاً غير مسبوقة لإعادة تصور المشهد السياحي، ويمثل دمج الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في كيفية فهمنا للوجهات السياحية وإدارتها.
وأظهرت دراسة أعدّها باحثان من جامعة ملقة في إسبانيا ونُشرت في منصة MDPI العلمية نهاية عام 2024 أنَّ الذكاء الاصطناعي يُعدّ أداة استراتيجية تمكِّن الوجهات السياحية الذكية من تحسين إدارة البيانات والمبيعات، وتخصيص العروض، وتخفيف أخطاء التنبؤ، كما يسهم في ترشيد الموارد وزيادة جودة الخدمات وتحفيز الاستثمار المحلي، والاستجابة بشكل ديناميكي للاحتياجات المتغيرة للسياح والمقيمين.
الجدير بالذكر أن مساهمة قطاع السياحة والسفر في الإمارات في الناتج المحلي الإجمالي ارتفعت خلال 2024 إلى 257.3 مليار درهم ما يمثل 13% من الاقتصاد الوطني بحسب تقرير للمجلس العالمي للسفر والسياحة.
وتوقع التقرير أن يزيد إنفاق السياح الدوليين خلال العام الجاري بنسبة 5.2% ليصل إلى 228.5 مليار درهم، في حين سيزداد إنفاق السياح المحليين بنسبة 4.3% ليصل إلى 60 مليار درهم.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية