«نبض الخليج»
أبوظبي في الأول من سبتمبر/ وام/ اختتم معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية فعاليات يومه الثالث بمجموعة من العروض والأنشطة التراثية والثقافية التي عكست عمق التقاليد الإماراتية، وشهدت تفاعلاً مجتمعياً واسعاً من الزوار والخبراء والعارضين، مؤكداً مكانته كمنصة رائدة لصون الموروث وتعزيزه، وجامعاً بين الأصالة والتجديد في مشهد ثقافي متكامل. وجاءت أبرز فعاليات اليوم الثالث من المعرض بتنظيم النسخة الثانية والخمسين من مزاد الهجن العربية، الذي حقق نجاحاً غير مسبوق بإجمالي مبيعات تجاوزت مليونا و770 ألف درهم، ما رسّخ مكانة المزاد كأحد الأعمدة الرئيسية للمعرض منذ انطلاقه عام 2005.
ويستقطب المزاد نخبة من المربين والمهتمين، حيث يُعرض فيه صفوة الهجن العربية الأصيلة المعروفة بجمالها وأدائها المتميز في السباقات، بما يجسد المكانة الرفيعة التي تحظى بها الإبل في قلب الثقافة الإماراتية.وعكست أجواء المزايدة الحماسية البعد الثقافي والاقتصادي لتربية الهجن، مؤكدةً على استمرار جاذبيتها للأجيال الجديدة، ودورها في الحفاظ على هوية المجتمع الإماراتي وتعزيز ارتباطه بموروثه الوطني.
وفي إطار اهتمام المعرض بالأنشطة البرية، شكّل قطاع المركبات الترفيهية والقوافل نقطة جذب مميزة لعشاق القيادة في الصحارى والطرق الوعرة، حيث قدّمت وكالات السيارات والشركات المصنعة أحدث المركبات المجهزة لتلائم التضاريس الصعبة، والمزودة بتقنيات حديثة تلبي متطلبات المغامرات الخارجية.وقدمت شركة “آر في بن لاحج”، الراعي الرسمي للقطاع، عروضاً حصرية وخصومات وصلت إلى 50% على المركبات المتنقلة، ما منح الزوار فرصة اقتناء مركبات عالية الجودة بأسعار تنافسية.
كما شهدت فعاليات المعرض تنظيم سحوبات خاصة على جوائز مميزة، تضمنت توزيع ثلاثة صقور، في مبادرة تسلّط الضوء على المكانة الرفيعة لفن الصقارة في الثقافة الإماراتية، وتمنح الزوار فرصة فريدة للتفاعل المباشر مع هذا الموروث العريق.
وعلى منصة المعرفة، أدار المقدم الطبيب هود الشنقيطي من إدارة الخدمات الطبية بشرطة أبوظبي ورشة عمل متخصصة في طب البرية، قدّم خلالها إرشادات عملية حول الإسعافات الأولية الميدانية وتطعيمات السفر، إلى جانب استراتيجيات وقائية مهمة للرحلات في البيئات الصحراوية والنائية، ما أتاح للمشاركين اكتساب مهارات عملية تعزز من سلامتهم أثناء ممارسة الأنشطة الخارجية.
كما قدّم الخبير الدكتور زبير مدمل، أحد أبرز المتخصصين في الصقارة وصاحب خبرة تمتد لأكثر من ثلاثين عاماً، عرضاً علمياً تناول فيه تطور فن الصقارة عبر العصور، مبرزاً جذوره التاريخية التي تعود إلى أكثر من عشرة آلاف عام.
واستعرض تقنيات الصيد التقليدية وأدواته، مشيداً بالمبادرات الرائدة التي أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – لإعادة تأهيل الصقور البرية قبل ثلاثة عقود، والتي تركت أثراً مستداماً في حماية الأنواع وتعزيز ممارسات الصقارة المسؤولة.واختتم المعرض فعاليات يومه الثالث بالتأكيد على رسالته في صون التراث الثقافي الإماراتي وتعزيز المعرفة المتخصصة، فضلاً عن دعم المبادرات الهادفة إلى الحفاظ على الموروث الأصيل، ليواصل ترسيخ مكانته كمنصة فريدة للاحتفاء بالتقاليد الإماراتية وضمان استمراريتها للأجيال القادمة.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية