«نبض الخليج»
شهدت بلدة سلمى في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي قبل أيام إقامة ثاني حفل زفاف منذ سقوط نظام الأسد، وذلك بعد أكثر من 14 عاماً من غياب أفراح الزفاف عن المنطقة بعد تهجير سكانها. ورغم الدمار الكبير وانتشار الألغام، أصرّ الأهالي على إعادة إحياء طقوسهم التقليدية وإدخال البهجة مجدداً إلى قراهم، في مشهد يوحي بأن الحياة بدأت تستعيد إيقاعها الطبيعي.
يقول أبو نظر خالد، عم العريس، لموقع تلفزيون سوريا إن الهدف من إقامة العرس في سلمى هو إعادة إحياء الطقوس المتوارثة لأهالي الجبل، حيث تخلل الحفل قرع الطبول وحضور ثلاثة مطربين من ذوي الأصوات الجبلية المميزة. وأضاف أن الدعوات وُجهت إلى الأهل والأقارب والجيران وفق العادات المتبعة، وحضر عدد كبير من المعازيم من مخيمات نازحي جبل الأكراد المنتشرة في ريف إدلب الغربي.
ويتابع خالد: “أجواء السعادة غمرت الجميع، وتفاعل الحاضرون بطلب الأغاني التراثية وتبادل التحيات، وكأننا لم نغادر هذه الأرض يوماً. ورغم توفر خيارات أخرى لإقامة الحفل في إدلب أو اللاذقية، فضّلنا العودة إلى بلدتنا وإحياء العرس هنا.”
أما سراج زمو، أحد المدعوين، فأكد أن المناسبة لم تكن مجرد عرس، بل محطة للقاء أبناء المنطقة بعد سنوات التهجير، ولتجديد الذكريات التي جمعتهم. ويوضح: “الوضع المعيشي صعب جداً، لكن الإرادة أقوى. تم تجهيز ساحة في البلدة بالكهرباء والكراسي، لتتحول إلى مكان يعج بالفرح، واستمر الحفل لساعات طويلة. الأجمل أنه أعاد إحياء روح التعاون والتكاتف بين الأهالي الذين ساهموا جميعاً بإنجاح المناسبة.”
من جانبها، عبّرت هبة عمر، إحدى نساء جبل الأكراد، لموقع تلفزيون سوريا عن سعادتها بعودة الأفراح إلى المنطقة، معتبرة أنها خطوة بالاتجاه الصحيح، لكنها شددت على ضرورة أن تترافق مع جهود لإعادة إعمار المنازل ومساعدة الأهالي على الاستقرار مجدداً في قراهم. وقالت: “قدّمنا الكثير من التضحيات وصمدت مناطقنا لسنوات، واليوم تستحق أن تعود إليها الحياة والفرح.”
وتشير هبة إلى أن أعراس ريف اللاذقية لطالما تميزت بعادات متوارثة، مثل الدعوة الواسعة لأهالي الجبل، وتقديم الطعام والحلويات للجميع، واستمرار الاحتفالات لأيام عدة، إضافة إلى طقوس نقل تجهيزات العروس بطريقة احتفالية خاصة، داعية الجيل الجديد للحفاظ على هذه التقاليد وإحيائها.
قصف ثم تهجير فعودة بعد التحرير
تجدر الإشارة إلى أن قرى وبلدات جبل الأكراد في اللاذقية عاشت سنوات طويلة من الحرب، حيث خرجت عن سيطرة النظام أواخر عام 2012، وتعرضت لحملات قصف مكثفة، قبل أن يستعيد النظام السيطرة عليها مطلع 2016، ما أدى إلى تهجير سكانها نحو تركيا ومخيمات ريف إدلب الغربي. ومع سقوط النظام وعودة الأهالي مؤخراً، وجدوا مناطقهم مدمرة وتغطيها آثار الحرب من ألغام وخراب واسع وغياب كامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية .
شارك هذا المقال
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية