«نبض الخليج»
أبوظبي في 8 سبتمبر/ وام / انطلقت اليوم فعاليات النسخة الثانية من “منتدى هيلي 2025” تحت شعار “إعادة ضبط النظام الدولي: التجارة والتكنولوجيا والحوكمة”، الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية في أبوظبي.
ويعكس المنتدى، الذي يقام على مدار يومين، مكانة دولة الإمارات كقوة فاعلة في معالجة القضايا العالمية من منظور محلي وإقليمي ودولي؛ حيث يستقطب هذا العام أكثر من 1000 مشارك و70 متحدثاً من أكثر من 30 دولة حول العالم، لبحث تحولات إستراتيجية ترسم ملامح النظام الدولي في مجالات السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا.
وركزت حوارات اليوم الأول على مناقشة محورين رئيسيين يشكلان جوهر التحولات العالمية الراهنة، هما؛ المحور الجيوسياسي والمحور الجيواقتصادي.
وسلطت الجلسات المتعلقة بالمحور الجيوسياسي الضوء على التحولات المتسارعة في ظل اشتداد التنافس بين القوى الكبرى وصعود أدوار القوى الوسطى، وما يتيحه ذلك من فرص لبناء شراكات جديدة في عالم متعدد الأقطاب.
فيما ناقشت جلسات المحور الجيواقتصادي التغيرات الكبرى التي يشهدها الاقتصاد العالمي، بما في ذلك التحديات الناجمة عن انقسام الاقتصاد الدولي وتباين السياسات التجارية، مع بحث سبل التكيف مع هذه التحولات عبر الابتكار وإعادة التموضع الإستراتيجي.
وقال معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، خلال كلمته الرئيسية التي ألقاها في المنتدى إن دولة الإمارات تمتلك اليوم إرثاً تاريخياً عريقاً متجذراً في ميادين الاقتصاد والأعمال وعلى مدى قرون، نجحت في تعزيز حضورها الاقتصادي والاستثماري بين دول العالم لتصبح مركزاً اقتصادياً مهماً ومحورياً يربط شرق العالم بغربه، وشماله بجنوبه، كما باتت إحدى أكثر الفاعلين الاقتصاديين ديناميكية وتأثيراً على مستوى العالم من خلال مسار تعاوني وشامل في الدبلوماسيه الاقتصاديه.
من جانبها قالت معالي لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، في كلمتها إن الحوارات التي يحتضنها منتدى هيلي تعزز قوة الإمارات الناعمة ونفوذها عبر تمكين تبادل المعرفة والتعاون والحوار الشامل بين مختلف المناطق والقطاعات.
فيما شدّد سعادة الدكتور سلطان النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية على أهمية الحوار في هذا المنتدى في تحويل الاضطرابات العالمية إلى فرص للتعاون والابتكار والنمو وقال “يعد منتدى هيلي استمراراً للشراكة الإستراتيجية مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية وحرصاً على جمع العقول من المسؤولين والخبراء والمختصين تحت مظلة هيلي لمناقشة أهم القضايا على المستويين الإقليمي والدولي، وقد جاء التأكيد على اختيار مسمى هيلي لإبراز العمق الثقافي والفكري الممتد لدولة الإمارات، التي استطاعت عبر آلاف السنين أن تكون ملتقى حضاريا وثقافياً وتجارياً”.
من جانبه سلّط سعادة نيكولاي ملادينوف، مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، الضوء على الدور الرئيسي لدولة الإمارات في مجال العمل الدبلوماسي الدولي، قائلا إن انعقاد منتدى هيلي في نسخته الثانية يعكس الدور المتنامي للإمارات كقوة دبلوماسية فاعلة تسهم في صياغة مسارات التعاون الدولي فالمنتدى بحد ذاته منصة للحوار وتبادل الرؤى، لكنه أيضاً انعكاس لرؤية إماراتية أوسع تقوم على بناء شراكات إستراتيجية وتعزيز الأمن والتنمية المستدامة على المستويين الإقليمي والدولي ومن خلال هذه المبادرات، تؤكد الإمارات التزامها بمواصلة الإسهام في إعادة تشكيل النظام الدولي بما يخدم الاستقرار والازدهار العالمي.
وشارك سعادة الدكتور محمد إبراهيم الظاهري، نائب المدير العام لأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية في إدارة جلسة حوارية، تناولت موضوع الخليج العالمي: القوى الوسطى ودبلوماسية الوساطة.
وقال سعادته إن جلسات اليوم الأول من المنتدى أبرزت أهمية القوى الوسطى في دعم دبلوماسية الوساطة وقد شكّل المنتدى مساحة ثرية للنقاش وتبادل الرؤى بين نخبة من الخبراء وقادة الفكر، وهو ما ينسجم مع رؤية دولة الإمارات في ترسيخ الحوار كأداة لبناء التفاهم والسلام.
شارك في الجلسات العامة لليوم الأول من المنتدى متحدثون رفيعو المستوى منهم، الدكتور بشر الخصاونة، عضو مجلس الأعيان، رئيس الوزراء ووزيرالدفاع السابق بالمملكة الأردنية الهاشمية، والدكتور محمد بن هويدن عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات، ومعالي ناصر جودة، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق بالمملكة الأردنية الهاشمية، وسعادة السفير دوجلاس سيليمان، السفير السابق للولايات المتحدة للعراق، ورئيس معهد دول الخليج العربية، والدكتورة إبتسام الكتبي مؤسسة ورئيسة مركز الإمارات للسياسات، وسعادة السفير فرانشيسكو تالوه المبعوث الخاص الإيطالي المعني بالممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وسعادة السفير رضوان جدوت سفير أستراليا لدى دولة الإمارات، وغيرهم العديد من الخبراء البارزين إلى جانب أعضاء الإدارة وأعضاء هيئة التدريس في أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.
ويُعقد “منتدى هيلي 2025” في منتجع سانت ريجيس في جزيرة السعديات في أبوظبي، ويجمع نخبة من قادة الفكر الدوليين والخبراء والدبلوماسيين للمشاركة في نقاشات تهدف إلى تقديم رؤى معمقة ضمن ثلاثة محاور رئيسية، وهي: الجيوسياسة، والجيواقتصادية، والجيوتكنولوجيا.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية