«نبض الخليج»
أبوظبي في 9 سبتمبر/ وام / اختتم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية اليوم فعاليات منتدى هيلي السنوي بنسخته الثانية والذي استمر على مدار يومين، تحت شعار “إعادة ضبط النظام الدولي: التجارة والتكنولوجيا والحوكمة”.
وجمع المنتدى نخبة من القادة والخبراء والدبلوماسيين من مختلف أنحاء العالم، ليؤكد الدور المحوري لدولة الإمارات في صياغة مقاربات عملية لمواجهة التحديات العالمية المتسارعة.
وتضمنت أجندة اليوم الثاني والأخير من المنتدى، جلسة رئيسية إلى جانب عدة جلسات متزامنة تناولت المحور الثالث من المحاور الأساسية وهو “محور الجيوتكنولوجية” حيث ناقش المشاركون تأثيرات التقنيات التحويلية مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمية، والروبوتات، على موازين القوة العالمية والأمن الوطني والتنافسية الاقتصادية، فضلاً عن انعكاساتهاعلى العلاقات الدولية.
وأكدت النقاشات أن التطور التكنولوجي، رغم ما يحمله من فرص، يفرض التزامات مشتركة لضمان توظيفه في خدمة التنمية والاستقرار العالمي.
وخلال أعمال المنتدى، أكدت معالي لانا نسيبة، وزيرة دولة، أهمية تبني الدول نهجا مرنا يمكّنها من صون سيادتها في ظل نظام دولي يشهد تحولات متسارعة مشددة على أن الدبلوماسية تبقى الركيزة الأساسية لإحلال السلام الإقليمي.
وقالت معاليها ” السلام لا يتحقق بالعدوان، ولايدوم نظام يقوم على المواجهة أو الإقصاء”.
وأوضحت معاليها أن مستقبل فلسطين سيبقى حجر الزاوية لأي سلام مستدام في الشرق الأوسط، مجددة رفض دولة الإمارات القاطع لأي محاولات لضم الأراضي الفلسطينية، ومؤكدة أن هذا الأمر يمثل “خطاً أحمر” بالنسبة للإمارات.
وحذرت معاليها كذلك من التحديات التي تفرضها الجهات الفاعلة غير الحكومية والداعمين الخارجيين لها، معتبرة أن ذلك يفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة وفي المقابل، شددت على رؤية الإمارات الداعية إلى “ميثاق إقليمي يحقق لشعوب المنطقة مكاسب حقيقية تفوق بكثير العوائد المحدودة للصراعات بالوكالة.
فيما أشار سعادة الدكتور سلطان النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية إلى أهمية المنتدى قائلاً ” يعكس الزخم الكبير، الذي شهده منتدى هيلي بنسخته الثانية، قيمتَي التواصل والحوار،اللتين يسعى المنتدى إلى ترسيخهما، كما يُبرز المكانة التي تحظى بها الإمارات بدبلوماسيتها الفعَّالة، التي تجلت في حضور نخبة من الوزراء وصناع القرار والمفكرين لمناقشة أبرز القضايا الملحَّة التي تواجهها منطقتنا والعالم، وسيواصل المنتدى، بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، ترسيخ موقعه بصفته منصة دولية رائدة للحوار والتواصل في أرض يشهد لها التاريخ بهذا التواصل منذ آلاف السنين”.
وقال سعادة نيكولاي ملادينوف، المدير العام لأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، إن مناقشات منتدى هيلي 2025 أكدت أن التكنولوجيا لم تعد شأناً تقنياً بحتاً، بل تحولت إلى عنصر رئيسي يسهم في إعادة تشكيل موازين القوة والعلاقات الدولية.
وأبرزت الحوارات حول الذكاءالاصطناعي والابتكار الحاجة الملحّة إلى تعاون عالمي يضمن الإستخدام المسؤول لهذه التقنيات، بما يخدم جهود السلام والتنمية ويعكس الدور المتنامي لدولة الإمارات كقوة دبلوماسية تسهم في صياغة المستقبل الدولي.
وأكد الدكتور نارايانابا جاناردان، مدير إدارة البحوث والتحليل في أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية خلال مشاركته في أعمال المنتدى، ضرورة تطوير أطر قانونية للحفاظ على القيم الإنسانية في ظل التقدم التكنلوجي الذي يشهده العالم اليوم.
و قال إن التقنيات التكنولوجية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والخوارزميات تطرح تحديات غيرمسبوقة على القوانين الدولية الإنسانية، حيث مع إعادة تعريف مفهوم الحرب والسلام في العصر الرقمي، يصبح من الضروري تطوير أطر قانونية وأخلاقية جديدة تضمن الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا وتحافظ على القيم الإنسانية الأساسية.
واختتم المنتدى أجندته بالتأكيد على أن التقدم التكنولوجي، بما يحمله من فرص وتحديات، يتطلب تعاوناً دولياً وشراكات عابرة للحدود لضمان توظيفه بما يخدم الاستقرار والازدهار العالمي.
وجدد “منتدى هيلي” التزامه بمواصلة توفير منصة إستراتيجية للحوار وتبادل الرؤى، تسهم في صياغة مقاربات عملية لمواجهة التحولات المتسارعة وبناء مستقبل أكثر توازناً وشمولية للمجتمع الدولي.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية