جدول المحتويات
«نبض الخليج»
أقر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أن بلاده تتعرض لعزلة سياسية ومحاولة لفرض حصار عليها من دول أوروبا الغربية، متهماً السوشيال ميديا والمهاجرين العرب والمسلمين في أوروبا بتأليب الرأي العام العالمي ضد إسرائيل، في حين حمّله المعارضون، المسؤولية عن هذا الوضع وطالبوه بالرحيل.
وحذّر نتنياهو من الحصار والعزلة السياسية التي تواجهها إسرائيل، داعياً إلى “الاكتفاء الذاتي بالاقتصاد والتسليح”، موضحاً: “علينا أن نكون أثينا وأسبارطة العظمى”، في إشارة إلى فرض الهيمنة بالقوة العسكرية كما كانت “أسبارطة” الإغريقية قوة إمبراطورية فرضت هيمنتها عبر الحروب.
יש ניסיון של הטלת מצור על ישראל ע״י מדינות ממערב אירופה וגופים שונים.
האם הם השיגו בידוד עולמי? לא. ארה״ב איתנו וגם הרבה מדינות אחרות. אנחנו פועלים ונמשיך לפעול להסיר את המצור הזה. pic.twitter.com/qxooJN4wNo
— Benjamin Netanyahu – בנימין נתניהו (@netanyahu) September 15, 2025
وتأتي اعترافات نتنياهو بعد العديد من الاتهامات التي وجهتها له المعارضة الإسرائيلية بتحويل إسرائيل إلى “دولة منبوذة”، على خلفية سياسته في إدارة الحرب ضد قطاع غزة وارتفاع نبرة الانتقاد من قبل الحلفاء في الغرب.
وهدّدت 6 دول غربية -أبرزها: فرنسا وأستراليا وبلجيكا- بأنّها ستعترف بالدولة الفلسطينية، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمة المتحدة، الأسبوع المقبل، وقد تزامنت هذه التهديدات مع انعقاد الاجتماع الطارئ لدول منظمة التعاون الإسلامي في العاصمة القطرية الدوحة، أمس الإثنين، ودان البيان الختامي الاعتداء الإسرائيلي السافر على قطر، مطالباً مجلس الأمن الدولي بمحاسبة “تل أبيب”.
وفي 9 أيلول/سبتمبر الجاري، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوماً مفاجئاً وغير مسبوق استهدف اجتماعاً لقادة حركة حماس في الدوحة، الأمر الذي يعد تطوراً خطيراً على أمن المنطقة وتوسيعاً لدائرة الاستهداف لدولة ذات سيادة وتقود جهوداً دبلوماسية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
نتنياهو: يجب أن نكون “أسبارطة”
قال نتنياهو، في مؤتمر اقتصادي عُقد في القدس الغربية، أمس الإثنين، إنّ إسرائيل تمر بوضع سياسي صعب وتعيش في عزلة سياسية، ملقياً اللوم على الثورة الرقمية، موضحاً: “يستغلها خصومنا بمن فيهم دول معادية مثل قطر والصين”.
وأضاف، أن الصين وقطر تستثمران مبالغ طائلة في الذكاء الاصطناعي، ولديهما نفوذ كبير يفوق نفوذ وسائل الإعلام التقليدية، كما أن وسائل الإعلام التقليدية تنضم إلى الأقليات الدولية.. هذا يَعزلنا ويجب علينا محاربته”.
كذلك، اتهم رئيس وزراء الاحتلال، الجاليات المسلمة التي تعيش في القارة الأوروبية بأنهم “يؤثرون على الحكومات الغربية”، زاعماً: “تؤثر هذه الأقليات (المسلمة) بشدة على الحكومات (الغربية)، وتؤثر على القادة، الذين لا ينكرون ذلك، بل يعترفون به في أحاديثهم الخاصة، هذا يُسبب الكثير من العقوبات والقيود على إسرائيل، ويحد من قدرتنا على استيراد قطع غيار الأسلحة، ويهددنا بانتكاسات اقتصادية. إنه أمرٌ مُسلّم به، ومن الصعب جداً التأثير عليه”.
ودعا نتنياهو إلى اعتماد “اقتصاد يعتمد الاكتفاء الذاتي”، لمواجهة الحصار الذي ستواجهه إسرائيل، في ظل تراجع بورصة تل أبيب في الأسواق المالية، مردفاً: “سيتعيّن علينا التكيّف بشكل متزايد مع اقتصاد ذي خصائص الاكتفاء الذاتي.. قد نجد أنفسنا في وضع تُعرقل فيه صناعاتنا العسكرية. سيتعيّن علينا تطوير صناعات الأسلحة هنا”.
وكرّر نتنياهو التصريحات ذاتها بعد ساعات، في خطاب خلال مشاركته في فعاليةٍ أقامتها وزارة خارجية الاحتلال في القدس الغربية أمام وفدٍ من 250 نائباً أميركياً من 50 ولاية أميركية، ويُعدّ هذا الوفد الأكبر من نوعه الذي يزور إسرائيل في وفدٍ واحد.
وقال إن “هناك محاولة لفرض حصار على إسرائيل من قبل دول مختلفة، بقيادة قطر، وحصارٍ إعلامي تموله قطر والصين. إنهم يعملون أيضاً في الغرب، ولا سيما في الولايات المتحدة”.
المعارضة الإسرائيلية تحذر من خطر نتنياهو
في المقابل، ردّ عليه قياديون بارزون في المعارضة الإسرائيلية ووصفوا تصريحاته بـ”المجنونة” ووصفوه بـ”الحقير والمستبد”.
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد، إنّ “تصريح نتنياهو بأن إسرائيل تدخل في عزلة ويجب أن تتكيف مع اقتصاد العزلة تصريحٌ جنوني، فالعزلة ليست قرارا مصيريا، بل هي نتاج سياسة خاطئة وفاشلة لنتنياهو وحكومته. إنهم يحولون إسرائيل إلى دولة من العالم الثالث، ولا يحاولون حتى تغيير الوضع”.
بدوره، رئيس “الحزب الديمقراطي” الإسرائيلي يائير غولان، شنّ هجوماً لاذعاً على نتنياهو ووصفه بـ”الحقير”.
وقال غولان، إنّ “نتنياهو يُحيي مواطني إسرائيل بمناسبة رأس السنة العبرية ويقول لهم: للحفاظ على كرسي الحكم، أحتاج إلى حرب وعزلة أبديتين. وستُضحّون بالبلاد والاقتصاد ومستقبل أبنائكم وارتباطكم بالعالم”، مضيفاً: “ردّنا على هذا الرجل الحقير: هذا العام سنُغيّركم ونُنقذ إسرائيل”.
أمّا غادي آيزنكوت، وهو وزير سابق في حكومة الحرب ورئيس أركان سابق شغل العديد من المناصب العسكرية في إسرائيل، فقال إنّه “لا يُمكن لإسرائيل أن تتحمل العزلة عن جميع الدول وأن تُدير نظاماً استبدادياً. إذا لم يعرف رئيس الوزراء كيف يُحلّ الوضع، فليُسلّم المفاتيح ويُعيد التفويض إلى الشعب فوراً”.
الإيديولوجية على حساب الاستراتيجية
شكّل “السابع من أكتوبر” نقطة تحول في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، على إثره طرأت تحولات عميقة في العقيدة العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، باتجاه ترميم صورة الردع التي تعرضت لإهانة كبيرة في هجوم “طوفان الأقصى”.
ودأب نتنياهو على مواصلة الحرب ضد قطاع غزة، رغم كل الجهود والضغوط الدولية لإيقافها، لأسباب شخصية وعسكرية، في مقدمتها هي أنّ نتنياهو يدرك أن مصيره مرتبط باستمرار الحرب التي متى ما انتهت ستكون نهايته السياسية.
عسكرياً، يلجأ الجيش الإسرائيلي وبدفع وتوريط من اليمين المتطرف إلى توسيع دائرة الاستهداف التي شملت لبنان وسوريا وإيران وكان آخرها الهجوم غير المتوقع في قطر، والهدف ترميم صورة الردع المنهارة وفرض التفرد بالهيمنة العسكرية بعد القضاء على المشروع الإيراني الإقليمي.
وقد أكّد أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال كلمته في الاجتماع الطارئ لدول منظمة التعاون الإسلامي، أنّ إسرائيل تريد فرض هيمنة على الشرق الأوسط عبر القوة العسكرية.
هذه الأحلام الامبريالية بالاعتماد على العنجهية العسكرية على حساب العقل الاستراتيجي، الذي غاب في الهجوم على قطر وقبله في سوريا، وظهور التنافس الجديد بين أنقرة و”تل أبيب”، مهّد لها نتنياهو بتصريحات علنية استدعى فيها مشاريع إيديولوجية، وذلك عند حديثه الشهر الماضي، عن “إسرائيل الكبرى” وحديثه عن “مهامه الروحانية”.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية