«نبض الخليج»
الشارقة في 16 سبتمبر / وام / ناقش خبراء ومسؤولون من مؤسسات أكاديمية ومجتمعية ضمن فعاليات المؤتمر العالمي “نحن الاحتواء”، المنعقد حاليا في مركز إكسبو الشارقة، سبل تعزيز شمولية القطاع الصحي وضمان احترام حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، مؤكدين أن تحقيق الدمج الحقيقي يبدأ من إشراكهم الفعلي في قراراتهم الصحية.
وقدمت سلمى الطباخ، مناصرة ذاتية وخبيرة في تنمية مهارات الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية، وأخصائية منتيسوري في مركز “تميُّز” بالأسكندرية وعضو في منظمة الاحتواء الشامل الدولية، تجربتها الشخصية مع مقدمي الرعاية الصحية، مشيرة إلى أن بعض الأطباء تفاعلوا معها بشكل مباشر وشرحوا لها تفاصيل العلاج، مما جعلها تشعر بأنها شريكة في القرار الطبي. في المقابل، لفتت إلى أن بعضهم تجاهل وجودها وتحدث فقط إلى والدتها، ما أشعرها بانعدام الاعتراف بحقها في المشاركة.
وقالت “نحن الأشخاص ذوو الإعاقة نستحق أن نكون جزءا من القرارات التي تخص صحتنا، فالدمج يبدأ من الاحترام، ومن الاعتراف بأصواتنا وآرائنا كشركاء حقيقيين في منظومة الرعاية الصحية”.
من جانبه، أكد سعادة عبدالله الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، أن الرعاية الصحية الشاملة لا تتحقق دون دمج يضمن المساواة وتكافؤ الفرص.
وأشار إلى أن المؤسسة طورت نموذجا عمليا لتوحيد المفاهيم بين القطاع الاجتماعي والطبي من خلال “دليل تصنيف الإعاقات في إمارة أبوظبي” الصادر عام 2020 والذي يشكل مرجعاً موحداً للتعامل مع مختلف أنواع الإعاقات بالتعاون مع أكثر من 12 جهة حكومية وخاصة.
بدوره أوضح الدكتور محمد إياس رئيس برنامج السمعيات وعلاج النطق واللغة في جامعة الشارقة أن التعاطف وإشراك المريض في القرار الطبي يعززان نجاح العلاج.
واستعرض جهود الجامعة في دمج مفاهيم الإعاقة ضمن المناهج، من خلال مساقات تعليمية مثل “فهم الإعاقات”، ومختبرات محاكاة تتيح للطلبة التدريب على حالات حقيقية، بما يهيئهم لتقديم رعاية صحية أكثر إنسانية وشمولا.
من جانبها أوضحت رزان أبو عساف تنفيذي تدريب وتطوير في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أن المدينة تعمل منذ أكثر من أربعة عقود على بناء جسور تعاون مع القطاع الصحي عبر برامج عملية لطلبة الطب وتدريبات متخصصة في لغة الإشارة وأساليب التواصل الفعّال مع الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدة أن الدمج الصحي حق أصيل ومسؤولية مشتركة وليس خدمة إضافية.
وخلصت الجلسة إلى أن تمكين الأطباء من فهم الدمج وبناء مهارات تواصل تراعي الاختلافات يفتح الباب أمام نظام صحي أكثر عدالة ويعزز ثقة المرضى بأنهم جزء أصيل من قراراتهم العلاجية الأمر الذي ينعكس على جودة حياتهم وصحتهم بشكل عام.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية