جدول المحتويات
«نبض الخليج»
أفادت قناة “روناهي” المقرّبة من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بوصول لجنة عسكرية وأمنية تابعة لـ”قسد” إلى العاصمة دمشق، لبحث ملفات التعاون العسكري والأمني المشترك مع الحكومة السوريّة، في خطوة جديدة تُعدّ امتداداً للمباحثات التي بدأت منذ توقيع “اتفاق 10 آذار” بين الطرفين برعاية أميركية.
وبحسب “روناهي”، فإنّ الوفد العسكري ضم: سيبان حمو، قائد “وحدات حماية الشعب – YPG” وعضو القيادة العامة في “قسد”، إلى جانب أعضاء آخرين وهم: سوزدار حاجي، وأبجر داود، وشاكير عرب (شاكر دير الزور).
وبعد غياب طويل عن المشهد استمر، منذ العام 2018، عاد “حمو” إلى الواجهة، ضمن وفد عسكري مفاوض -يرجّح أنّه يرأسه- وصل إلى العاصمة دمشق، في وقتٍ سابق اليوم، لبحث اندماج “قسد” بالجيش السوري.
وينحدر سيبان حمو من مدينة عفرين شمال غربي حلب، ويُعد من الشخصيات المؤسسة في البنية العسكرية الكردية الحديثة، كما يتولى حالياً، القيادة العامة لـ”وحدات حماية الشعب- YPG”، التي تمثل العمود الفقري لـ”قسد” منذ تأسيسها، عام 2015.
وسبق أن ظهر سيبان حمو لأوّل مرة، مطلع شهر آب الماضي، مشاركاً في ما يسمّى بـ”مؤتمر مكونات شمال شرقي سوريا”، ليُطرح مجدداً كأحد أبرز الوجوه المؤثرة في مستقبل المنطقة.
“من المناهضة إلى التفاوض”
وبعد ظهوره العلني في المؤتمر، ظهر سيبان حمو -مرتدياً بزّته العسكرية- في مقابلة مع موقع “نيوميديا 24” الكردي والناطق باللغة التركية، انتقد خلالها سياسية الحكومة السورية، مؤكداً أن “قسد لن تنضم إلى الجيش السوري إذا استمرت عقلية التسلط”، على حدِّ قوله.
وشدّد -خلال المقابلة- على ضرورة إقرار نظام لا مركزي في سوريا، رافضاً العودة إلى ما وصفه بـ”النظام القديم”، كما وجه انتقادات مباشرة لمشاريع سياسية اعتبر أنّها “غير قادرة على قيادة مرحلة انتقالية حقيقة”.
وكانت مقابلة “حمو” مع موقع “نيوميديا 24” الأولى منذ آخر ظهور إعلامي له، عام 2018، حين أدلى بتصريحات عقب خسارة قواته مدينة عفرين أمام الجيش التركي وفصائل الجيش الوطني السوري التركي، ضمن عملية “غصن الزيتون”.
دوره في “قسد” والعمل خلف الكواليس
تولى حمو القيادة العامة لـ”YPG”، خلال سنوات الحرب الأولى، قبل أن يبتعد تدريجياً عن الواجهة الإعلامية، منذ عام 2018، مكتفياً بإدارة ملفات ميدانية وسياسية خلف الكواليس.
وكان له ظهور معروف، عام 2014، خلال اجتماع له في منتجع “جبل الأحلام” ببلدة الباسوطة في منطقة عفرين، جمعته مع العقيد عبد الجبار العكيدي، قائد المجلس العسكري الثوري في حلب، حينذاك.
ورغم ابتعاده عن المشهد، بقي “حمو” فاعلاً في الدبلوماسية الميدانية التي انتهجتها “قسد”، وسجّلت له تقارير محلية ودولية عن محاولات عديدة لبناء علاقات متوازنة مع أطراف متناقضة، من فصائل الجيش السوري الحر وفصائل متشدّدة، حتّى مع قوات نظام المخلوع بشار الأسد، مروراً بروسيا والولايات المتحدة.
وكان -وفق تقارير محلية- الوسيط “غير المعلن” بين القوى المتحاربة، ويُنظر إليه كطرف قادر على إدارة التوازنات الحساسة، وذلك قبل التدخل العسكري التركي المباشر، في آب 2016، وصولاً إلى سيطرة فصائل الجيش الحر على عفرين، في آذار 2018.
“التحرك نحو موسكو”
ومن أبرز تحركات “حمو” الخارجية، زيارته العاصمة موسكو، عام 2017، حيث ناقش مع مسؤولين روس، مستقبل مناطق تسيطر عليها “قسد”، مثل دير الزور والرقة، بالتوازي مع تنامي الدور الروسي في شمالي سوريا عقب سيطرتها -إلى جانب قوات النظام والميليشيات الإيرانية- على مدينة حلب.
وفي تموز عام 2018، ارتبط اسمه بمحاولة لـ”تحرير نساء درزيات” مختطفات لدى تنظيم الدولة (داعش)، حيث كان جزءاً من محاولات التفاوض أو التدخل العسكري، ما يعكس أدواره المتعددة.
اليوم، ومع عودته للواجهة من جديد، في ظل تحولات سياسية وعسكرية حسّاسة تشهدها سوريا، تُثار التساؤلات في وقتٍ تتجه فيه الأنظار إلى مسار العلاقة بين “قسد” وحكومة دمشق، عن مدى الدور الذي يمكن أن يلعبه “حمو” في صياغة العلاقات المقبلة.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية