«الأبيض» يمتلك كل المقومات للعودة بقوة.. ويستحق التأهل

أكد خبراء كرة القدم ولاعبو المنتخب الوطني السابقون، أن رحلة المنتخب الوطني نحو التأهل لكأس العالم 2026 لم تنته بعد، مؤكدين أن الفرصة لا تزال قائمة رغم الصعوبات التي واجهها المنتخب في المرحلة الأخيرة من التصفيات الآسيوية.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن «الأبيض لا يزال يملك كل الإمكانيات التي تؤهله للعودة بقوة إلى مرحلة الحسم»، لافتين إلى أن «التحديات التي واجهها الفريق يجب أن تعتبر جزءاً من عملية النضوج والتطور، وتوحيد إرادة اللاعبين والجماهير وتقريب الفريق من حلم التأهل إلى كأس العالم».

ودعوا إلى «ضرورة مضاعفة الجهد والعمل بتركيز كامل، ليس فقط من أجل تحقيق التأهل، بل للتأكيد على أن كرة القدم الإماراتية تسير في الاتجاه الصحيح»، مؤكدين أن «ما يميز الفريق هو أنه لا يستسلم بسهولة، وهي سمة الفرق الكبيرة التي تعرف كيف تحول الصعوبات إلى دفعة نحو النجاح».

ويلعب «الأبيض» مع نظيره العراقي في الجولة الثانية من التصفيات الآسيوية، الأولى على أرضه في 13 تشرين الثاني/نوفمبر، والثانية في العراق في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، ويتأهل الفائز إلى تصفيات عالمية تضم منتخبات من أفريقيا وأميركا الجنوبية وأوقيانوسيا وأميركا الشمالية.

“الأبيض” لديه الصفات

من جهته، أكد المحلل الفني الدكتور أحمد العوضي، أن منتخب الإمارات لا يزال يمتلك كل المقومات التي تؤهله للعودة بقوة في المرحلة الحاسمة من التصفيات الآسيوية لكأس العالم 2026، مشيراً إلى أن «المنافسة لا تزال مفتوحة حتى الأدوار النهائية، وأن الأمل موجود حتى اللحظة الأخيرة من التصفيات، طالما هناك الروح والعزيمة لدى اللاعبين والجهاز الفني».

وقال العوضي: «إذا نظرنا إلى الإمكانيات الفردية والجماعية التي يمتلكها الفريق مقارنة ببقية منتخبات القارة الآسيوية، يمكننا القول دون أدنى انحياز أن (الأبيض) استحق التأهل منذ فترة طويلة، فالعناصر المميزة التي يمتلكها، سواء على مستوى المهارة أو الفكر الكروي، تجعله قادراً على تجاوز أي مرحلة صعبة، والأهم الآن هو استثمار التجارب السابقة بشكل إيجابي. روح.”

وأضاف: «الدور الأكبر في المرحلة المقبلة يقع على عاتق اللاعبين والجهاز الفني، فهم أساس صناعة الفارق، والمطلوب مضاعفة الجهد والعمل بتركيز كامل، ليس فقط لتحقيق التأهل، بل للتأكيد على أن كرة الإمارات تسير في الاتجاه الصحيح».

واختتم العوضي: «أنا واثق من أن (الأبيض) سيعود أقوى، وسيرد في الملعب على كل التحديات، وما نحتاجه الآن هو وحدة الصفوف ومواصلة الدعم الجماهيري الكبير.. عندما تتحد إرادة اللاعبين والجماهير، يصبح الطريق إلى كأس العالم أقرب مما نتخيل».

بدوره، أكد لاعب المنتخب الوطني السابق ونادي الجزيرة يوسف عبد العزيز، أن المنتخب لا يزال يملك فرصة حقيقية وقوية لبلوغ المونديال، رغم صعوبة المهمة في المرحلة الأخيرة من التصفيات الآسيوية.

وقال عبدالعزيز: “ما يميز الفريق أنه لا يستسلم بسهولة، وهذه سمة الفرق الكبيرة. صحيح أن الرحلة أصبحت أكثر صعوبة، لكننا ما زلنا في قلب المنافسة، والفرصة لا تزال في أيدينا طالما حافظ اللاعبون على تركيزهم وروحهم الجماعية. كرة القدم لا تعترف باليأس بل العطاء حتى اللحظة الأخيرة، وأنا على ثقة من أن لاعبينا قادرون على قلب كل التوقعات”.

وأضاف: “المرحلة الماضية كانت مليئة بالدروس والدروس، وعلينا الاستفادة منها بدلاً من الخوض في الأخطاء. يضم المنتخب الوطني جيلاً شاباً واعداً يمتلك الموهبة والطموح، لكنه يحتاج إلى دعم متواصل من الجماهير والإعلام وكل من يحب كرة الإمارات. ما رأيناه من احتشاد الجمهور حول الأبيض في الدوحة كان مشرفاً ويستحق الثناء، وعلينا أن نحافظ على هذا الزخم في المرحلة المقبلة”.

وتابع: “رسالتي للاعبين أن يؤمنوا بحظوظهم، وللجماهير أن تستمر في دعمها دون توقف، هذه المرحلة تتطلب روحاً واحدة تجمعنا جميعاً، لأن الحلم لا يزال ممكناً، والواقع يؤكد أن لدينا كل الإمكانيات للوصول إلى كأس العالم”.

بحاجة إلى الصبر

أما لاعب المنتخب الوطني السابق داود علي، فقال: «المنتخب الوطني يسير على الطريق الصحيح نحو بناء مستقبل قوي ومستدام لكرة القدم الإماراتية». وأضاف: «اليوم أصبح لدى المنتخب الوطني أساس متين يمكنه البناء عليه لسنوات قادمة، وذلك بفضل الرؤية التطويرية لاتحاد الكرة، التي أعطت الجهاز الفني تنوعاً في الاختيارات وخلقت منافسة أكبر بين اللاعبين». وهذا المشروع يحتاج إلى بعض الصبر، لكنه بلا شك خطوة استراتيجية في الاتجاه الصحيح. وما نحتاجه الآن هو الاستمرارية والثقة في النهج الذي تم وضعه”.

وأضاف: “صحيح أننا مررنا بفترة صعبة شهدت بعض الإخفاقات أبرزها عدم التأهل المباشر لكأس العالم، لكن ذلك لا يعني نهاية الطريق، والفرصة لا تزال بين أيدينا، والبطولة لم تنته بعد. يجب أن نطوي صفحة الماضي، ونتعامل مع المرحلة المقبلة بعقلية المنتصر وليس الخاسر. لدينا مجموعة مميزة من اللاعبين القادرين على حمل الراية (البيضاء) وتمثيل المنتخب الوطني”. الإمارات بأفضل طريقة».

وأشار لاعب شباب الأهلي السابق إلى أن التصفيات الأخيرة كشفت عن وجوه جديدة واعدة ستكون لها أهمية كبيرة في السنوات المقبلة، قائلا: «من أبرز مكاسب التصفيات الماضية ظهور لاعبين شباب مثل سلطان عادل الذي أثبت أنه مهاجم ذو خصائص خاصة سواء في التحركات أو استغلال الفرص، وأتوقع أن يلعب دورا محوريا في مرحلة الحسم من التصفيات المقبلة». مثل هذه الأمثلة تعطينا الأمل بأن (الأبيض) لديه جيل قادر على إحداث الفارق في المستقبل القريب”.

• كرة القدم لا تعترف باليأس، بل بالتفاني حتى اللحظة الأخيرة.