«نبض الخليج»
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن سرطان الثدي هو السبب الرئيسي لوفيات السرطان بين النساء حول العالم، حيث يتسبب في وفاة واحدة من كل ست نساء مصابات به، ويمثل حوالي 25% من حالات السرطان التي يتم تشخيصها سنويا لدى الإناث.
لكن في البيئات الفقيرة والمناطق المحاصرة مثل غزة، ترتفع معدلات الوفيات إلى 70% بسبب عدم الكشف المبكر والعلاج الشامل.
مستشفى المطلع…انقطع شريان
وقبل الحرب، كان مستشفى المطلع في القدس يستقبل مئات النساء الغزيات المصابات بالسرطان لتلقي العلاج الإشعاعي والكيميائي.
ويقول المدير التنفيذي للمستشفى الدكتور فادي الأطرش، إن المستشفى يعالج نحو 7000 مريض سنويا، من بينهم ما بين 4 إلى 5000 مريض بالسرطان، ونحو 35% منهم من سكان غزة.
ويضيف الأطرش أنه من بين 1000 إلى 1500 امرأة غزية تصل سنويا لتلقي العلاج من السرطان، 60% منها مصابات بسرطان الثدي.
لكن منذ اندلاع الحرب، انقطع هذا الخط الإنساني بشكل كامل. ولم يتمكن 71 مريضاً كانوا يستعدون لتلقي العلاج في الأيام الأولى للحرب، نصفهم من النساء، من الوصول.
آلاف المرضى خارج العلاج
وتشير بيانات المستشفيات إلى أن 738 مريضا بالسرطان من غزة، نصفهم من النساء، لم يتمكنوا من تلقي العلاج خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب، وفي عام 2024 كان من المفترض أن يستقبل ما بين 1500 إلى 2000 مريض جديد، لكن جميعهم حرموا من الوصول والعلاج.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن هناك حوالي 10 آلاف مريضة بالسرطان داخل القطاع، من بينهم 35% من النساء المصابات بسرطان الثدي.
وخلال عامين من الحرب، أضيفت نحو 4000 حالة جديدة، معظمهم لم يتمكنوا من مغادرة قطاع غزة لتلقي العلاج المتخصص في القدس.
ألم معقد ومعاناة لا نهاية لها
ويقول الأطرش إن انقطاع العلاج عن مريض السرطان يعني ببساطة “المعاناة والألم والموت”، موضحا أن الاستمرار في العلاج هو ما يضمن فرص الشفاء وتخفيف الألم.
وأضاف: “النساء في غزة يواجهن آلاماً معقدة. يدركن أن العلاج متوفر على بعد بضعة كيلومترات، لكنهن محرومات من الوصول إليه”.
ويؤكد الطبيب أن المستشفى كان قبل الحرب يستقبل حالات سرطان نادرة ومعقدة لدى الأطفال والنساء، ما يشير إلى وجود عوامل بيئية وصحية خطيرة في القطاع، إلا أن غياب الدراسات التحليلية يحول دون الوصول إلى نتائج دقيقة.
لا يوجد فحص مبكر ولا علاج
وتقول وزارة الصحة في غزة إن الحرب حرمت المرأة من برامج الكشف المبكر والعلاج الوقائي للعام الثاني على التوالي، بعد تدمير مراكز الرعاية وأقسام التصوير والفحص.
وتضيف أن أدوية السرطان من أكثر العلاجات المتضررة بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية، خاصة لسرطان الثدي، كما أن الكثير من النساء بحاجة إلى العلاج الإشعاعي وهو غير متوفر ضمن القطاع.
وبحسب وزارة الصحة في رام الله، فإن حالات سرطان الثدي في غزة تمثل نحو 30% من حالات السرطان بين النساء، بمعدل 29 حالة لكل 100 ألف امرأة.
وأدى تدمير مستشفى الصداقة التركي نهاية عام 2023 إلى توقف الخدمات التشخيصية والعلاجية، حيث تم تحويلها مؤقتا إلى مستشفى غزة الأوروبي، والذي خرج بدوره عن الخدمة لاحقا.
وفي ظل هذا الواقع، تقف آلاف النساء الغزيات بين الأمل المفقود والخوف المستمر.
مرض يمكن علاجه في دول العالم، أصبح في غزة ألما بلا علاج، ومأساة إنسانية تتجاوز حدود الطب لتختصر معنى العزلة والموت تحت الحصار.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية