«نبض الخليج»
أبوظبي في 21 أكتوبر/ وام/ نظّمت صحيفة “الاتحاد” اليوم فعاليات الدورة العشرين من “منتدى الاتحاد السنوي”، احتفاءً بمرور عقدين على انطلاقته الأولى عام 2006.
وشهد المنتدى، الذي أقيمت فعالياته في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بأبوظبي ويعقد بمناسبة الذكرى السادسة والخمسين لصدور صحيفة الاتحاد، حضور ومشاركة خبراء وأكاديميين ومسؤولين رفيعي المستوى وباحثين إماراتيين وعرب وأجانب، لمناقشة محاور ترتكز على الدور الريادي لدولة الإمارات في ترسيخ أطر السلام وتعزيز الحوار والتعاون الإقليمي والدولي وتقديم المساعدات الإنسانية في الأزمات.
وألقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، كلمة قال خلالها:” إن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، تمضي بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها كدولة محورية ورائدة في تحقيق السلام والاستقرار في العالم، بفضل سياساتها القائمة على التعاون والانفتاح والحكمة، وحرصها على مدّ جسور التواصل مع جميع الدول والشعوب، بما يُسهم في ترسيخ التنمية الشاملة وتعزيز التفاهم الإنساني المشترك”.
وأضاف معاليه أن ” سياسات دولة الإمارات، التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتواصلت برؤية القيادة الرشيدة، تنطلق من ثوابت إستراتيجية ومبادئ أصيلة، تُوازن بين التنمية الداخلية والسياسة الخارجية، وتعتمد على الشفافية والواقعية والدبلوماسية المتّزنة، بما يُعزّز دور الإمارات الفاعل في دعم الاستقرار العالمي وإقامة نظام دولي عادل يحترم القوانين والمواثيق الدولية”.
وأكد معالي وزير التسامح والتعايش أن “ثقافة التسامح في الإمارات تُعد ركناً أساسياً في ريادتها بصناعة السلام، إذ تُسهم في بناء الثقة والحوار الإيجابي بين الشعوب، وتُرسّخ قيم التعايش والتفاهم الإنساني، وهو ما تُجسّده وثيقة الأُخُوّة الإنسانية التي انطلقت من أبوظبي عام 2019، لتُقدّم للعالم نموذجاً رائداً وديناميكياً للتعاون والتقارب الإنساني، قائم على احترام التنوع وبناء مستقبل أكثر سلاماً واستقراراً”.
وتضمنت فعاليات المنتدى 3 جلسات رئيسية، الأولى بعنوان “السلام محور سياسة الإمارات التنموية”، والثانية بعنوان “الإمارات.. دور محوري في صناعة السلام”، والثالثة بعنوان “دور الشباب في نشر ثقافة السلام”، وتخللتها حوارات موسّعة بين المتحدثين والمشاركين، بما يُعزّز من دور المنتدى كمساحة لإطلاق وتبادل الرؤى والأفكار الهادفة إلى دعم مسارات السلام والتنمية على المستويين الإقليمي والدولي.
من جهته قال راشد القبيسي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للإعلام:”يأتي تنظيم الدورة العشرين من “منتدى الاتحاد السنوي” تأكيداً على دورالإعلام الوطني الفاعل باعتباره أحد أهم الركائز في ترسيخ قيم التسامح والتفاهم والحوار، وهي القيم التي جعلت من دولة الإمارات نموذجاً يحتذىبه في نشر السلام والمساهمة بالاستقرار إقليمياً ودولياً”.
وأضاف القبيسي: “من خلال منصاتنا الإعلامية المتنوعة، وعلى رأسها صحيفة الاتحاد، نواصل أداء رسالتنا الوطنية في إبراز الدور الحضاري والإنساني لدولة الإمارات، عبر تسليط الضوء على مكانتها كمنارة للحوار والبناء والتقارب بين الشعوب. كما يجسد المنتدى امتداداً لهذه الرسالة، إذ يجمع القادة والمفكرين وصنّاع القرار لمناقشة قضايا السلام والتنمية، بما يعزز مكانة الدولة كعاصمة عالمية للتفاهم والتعايش، ويسهم في تحقيق رؤيتها نحو مستقبل أكثر ازدهاراً للبشرية”.
كما أعرب القبيسي عن خالص شكره وتقديره على الدعم المستمر الذي يوليه معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، لمبادرات أبوظبي للإعلام من خلال مشاركته ومساهماته القيّمة التي تعزز مكانة المنتدى.
من جانبه، قال الدكتور حمد الكعبي الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار: ” يُجسّد انعقاد منتدى الاتحاد العشرين تحت عنوان “الإمارات.. صانعة السلام” رسالة أبوظبي للإعلام ممثلة بصحيفة “الاتحاد” في ترسيخ مكانة المنتدى منصةً تثري الفكر الحضاري المنفتح وتُواكب كل ما هو جديد، وتجمع قادة الفكر وصُنّاع القرار لمناقشة قضايا السلم والاستقرار والتنمية، انسجاماً مع رؤية دولة الإمارات القائمة على الحوار والتعاون الدولي، وتكريس السلام كقيمة إنسانية ومحرك رئيسي لبناء الأوطان وازدهار الشعوب”.
وأضاف الكعبي: ” يُناقش المنتدى هذا العام، من رحاب جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، جهود دولة الإمارات في ترسيخ السلام كنهج راسخ منذ تأسيسها، انطلاقاً من سياسة خارجية متوازنة ومبادرات إنسانية كبرى، تُؤكد أن السلام هو الطريق الوحيد لبناء الأوطان. وستظل الإمارات على الدوام قوة سلام واستقرار، تزرع الخير وتبث الأمل، وتُلهم الشعوب بريادتها التنموية والإنسانية”.
وأعرب عن خالص الشكر والتقدير لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، على رعايته ودعمه الدائم للمنتدى، وعلى كلمته الملهمة حول دور الإمارات في صناعة السلام. كما ثمّن مشاركة الخبراء والمفكرين والطلبة الذين يُسهمون في إثراء النقاش وتبادل الرؤى حول السلام كقيمة إنسانية عالمية تحتاجها الشعوب اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وشارك في المنتدى الدكتور خليفة الظاهري مدير عام جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، إلى جانب الدكتور محمد الظاهري نائب مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، الذي قدّم ورقة بعنوان “الإمارات تصنع السلام”، فيما طرح سيرغي بابورين مدير عام مركز دراسات التكامل والحضارة، نائب رئيس مجلس الدوما سابقاً ورقة عن دور الإمارات في الوساطة والجهود الإنسانية.
وتحت عنوان «السلام محور سياسة الإمارات التنموية) ناقشت الجلسة الأولى مبادرات الإمارات التنموية بروح السلام، التي قدمها الدكتور رضوان السيد عميد الدراسات العليا في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وفي الجلسة ذاتها قدم الدكتور السيد ولد أباه أستاذ الفلسفة في جامعة نواكشوط ورقة بعنوان “قيم السلام.. رهان إستراتيجي”.
كما طرح الكاتب والباحث السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي ورقة بعنوان (الحضارة تولد من السلام). وشارك الدكتور عيسى العميري الكاتب والأكاديمي الكويتي بورقة بعنوان (السلام مستقبل العالم).
وتمحورت الجلسة الثانية حول دور الإمارات في صناعة السلام على المستوى العالمي، وناقشت ثلاثة عناوين رئيسية، الأول بعنوان «وساطات إماراتية في القرن الأفريقي» طرحه سلومو غوشو كاتب وصحفي ومحاضر في كلية الحقوق بجامعة أديس بابا، والثاني بعنوان “القوقاز.. الإمارات حاضرة بالسلام” وقدمته تاتانيا كوخاريفا صحفية وإعلامية روسية، أما الثالث فهو بعنوان “دبلوماسية وقائية لمستقبل آمن” والذي قدمه سانتاناجوبيرتو كاتب ومستشار الرئيس البرازيلي السابق.
أما الجلسة الثالثة، فتضمنت حلقة نقاشية شارك فيها طلاب جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية من خلال حوارات حول السلام والتنمية في دولة الإمارات، ودور الشباب في نشر “ثقافة السلام”.
وحظي المنتدى هذا العام بأهمية استثنائية كونه يُمثل علامة فارقة في مسيرته الممتدة منذ عام 2006، حيث شكّل على مدى عقدين ملتقى مرموقاً جمع نخبة من القادة والمفكرين وصناع القرار لبحث التحديات والفرص المرتبطة بالسلم والاستقرار والتنمية، مؤكداً على الدور المحوري لدولة الإمارات في تعزيز الحوار والتعاون الدولي ونشر قيم التسامح والدبلوماسية الوقائية.
وعلى مدى 19 دورة سابقة، ناقش المنتدى قضايا محورية متنوعة شملت المشروع النووي الإيراني، والثقافة العربية في عصر العولمة وصورة الإمارات في الإعلام والأخوّة الإنسانية والتنمية الاقتصادية واقتصاد المعرفة والعمل المناخي، وصولاً إلى قضايا الذكاء الاصطناعي وغيرها من المواضيع الحيوية، بما يجسد مكانته كمنبر فكري رائد يُواكب المتغيرات العالمية ويعكس التزام الإمارات بمسؤولياتها الدولية في مختلف القضايا.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية