«نبض الخليج»
كشف القائد العام للدفاع المدني في دبي، الفريق راشد ثاني المطروشي، أن جميع المنازل في دبي سيتم التأمين عليها بنسبة 100% بنظام «حصنتك» خلال ثلاث سنوات.
وقال المطروشي لـ«الإمارات اليوم» إن القيادة مسؤولة عن «الوقاية الاستباقية» ضمن استراتيجية حكومة دبي 2030، بما يضمن خفض مؤشر حوادث الحرائق ليكون الأدنى على مستوى العالم، وزيادة الوعي المجتمعي بهذا النوع من المخاطر.
وذكر أن هناك تطوراً كبيراً في تطبيق أنظمة حماية المنازل والمباني السكنية في الإمارة، لضمان حماية الأرواح من خلال نظام متطور مرتبط بغرفة عمليات الدفاع المدني، ومنع التعرض لخطر الاختناق بالدخان أثناء النوم، وهو السبب الأبرز للوفاة في حوادث الحرائق، وحماية الممتلكات من خلال مظلة تأمينية بسعر رمزي، وتغطية صيانة المنزل بحوالي 1.5 مليون درهم، وتوفير السكن البديل. لمدة اسبوعين.
وتفصيلاً، قال الفريق راشد ثاني المطروشي، في حديث لـ«الإمارات اليوم»، إن القيادة العامة للدفاع المدني تتولى مسؤولية محور «الوقاية الوقائية» أمام المكتب التنفيذي لحكومة دبي، ضمن استراتيجية دبي 2030، وتسير في اتجاهين متوازيين. الأول هو توفير الوقاية الاستباقية لجميع المرافق والمنازل والمباني، من خلال إجراء مسوحات يومية من قبل فرق الإطفاء لجميع مناطق الاختصاص، والتي على أساسها يتم تحديد المخاطر أو أعمال الصيانة. وفي حالة المباني، كلما زادت كفاءة التحليل، كلما تمكن الدفاع المدني من التعامل بسرعة وفعالية أكبر.
وأضاف أن الاتجاه الثاني هو الاستعداد للتطور السكاني الهائل والتوسع العمراني في الإمارة، وهو ما يتطلب توسعة المراكز والاستعداد الكامل للتعامل مع النمو الحالي والمتوقع.
وأشار المطروشي إلى أن القيادة العامة للدفاع المدني لديها مؤشر لقياس نسبة التزام المنشآت باشتراطات السلامة الوقائية، لافتاً إلى أن نسبة الالتزام وصلت حالياً إلى 78%، ويتم العمل على زيادة المؤشر بشكل مستمر.
وأوضح أن عملية القياس وفق المؤشر تعتمد على مسح المبنى بالكامل، والتأكد من استيفاء المخارج والمداخل وأنظمة الحماية لاشتراطات السلامة، مؤكداً أن كل هذه الجهود تأتي في إطار مسؤولية القيادة في «الوقاية الاستباقية» في الإمارة.
وعن نظام “حصنتك” قال المطروشي إن هناك هدفين رئيسيين لعمل الدفاع المدني، وهما حماية الأرواح وحماية الممتلكات. ثم تأتي أهمية دور “حصنتك”، لأنه يقلل من المخاطر الكبيرة التي تعد من الأسباب الشائعة للوفيات الناجمة عن الحرائق، مثل الاختناق أثناء النوم بسبب الدخان.
وذكر أن هناك تحديات تواجه الإدارة في بداية تطبيق نظام “حصنتك”. وكانت الإجراءات معقدة نسبياً، ولم يستوعب البعض فكرة ربط المنازل بغرفة عمليات الدفاع المدني، إضافة إلى عدم رغبة مجموعة منهم في تحمل تكلفة تنفيذ الأنظمة. وأشار إلى أن هذه التحديات تحتاج إلى حلول، باعتبار أن المنازل هي المباني الأكثر تعرضا للحرائق، ورغم أنها حوادث بسيطة في معظم الأحيان، إلا أنها تمثل خطرا على الناس. المشروبات الروحية.
وتابع أن القيادة العامة للدفاع المدني تغلبت على هذه المشاكل بحزمة من الحلول، أولها تثبيت أسعار الأنظمة، خاصة أجهزة كشف الدخان والحرارة، وإتاحة تركيبها لجميع الشركات، تحت الإشراف المباشر للإدارة.
وأوضح أن النظام الحالي له مميزات مهمة. يعمل باستخدام تقنية البلوتوث التي تربط الأجهزة الموجودة في جميع أنحاء المنزل. وفور رصد ارتفاع في درجة الحرارة أو ظهور دخان، يتم إطلاق إنذار قوي ومزعج في جميع الغرف، حتى يستيقظ الجميع ويغادرون المنزل. وبهذه الطريقة تم تحقيق ضمان حماية الأرواح.
أما فيما يتعلق بحماية الممتلكات، فنسقت الإدارة مع ثلاث شركات تأمين لتوفير التغطية التأمينية للمنازل ضمن نظام «حصنتك»، بسعر رمزي بسيط 200 درهم سنوياً، تتحمل بموجبه شركة التأمين صيانة المنزل في حال تعرضه للحريق، بتكلفة تصل إلى مليون و500 ألف درهم، وتوفير السكن البديل للعائلة لمدة أسبوعين، بالتنسيق مع هيئة تنمية المجتمع.
وأكد أنه وفقاً للخطة المتفق عليها واستراتيجية حكومة دبي، سيتم تأمين 100% من المنازل في الإمارة بنظام «حصنتك» خلال ثلاث سنوات، لافتاً إلى أن الحكومة قامت فعلياً برعاية الدفعة الأولى من ذوي الدخل المحدود، وتم تركيب النظام في نحو 11 ألف منزل.
من جانبها، قالت عفاف المهيري، مديرة إدارة الاستراتيجية والمستقبل في الدفاع المدني بدبي، إن آلية تطبيق نظام «حصنتك» وفق الاستراتيجية الحالية تنقسم إلى ثلاثة أنواع حسب المباني، الأول للمنازل الجديدة، لذا تم التعاون مع الدوائر الحكومية المعنية للتأكد من إلزامية تركيب النظام وإصدار شهادة إنجاز لذلك.
وأضافت أن النوع الثاني يشمل المباني المستأجرة، وتم التنسيق مع دائرة الأراضي بحيث لا يمكن استئجار المنزل دون تركيب النظام، مشيرة إلى أن النوع الثالث يشمل المباني القديمة، ويجري العمل حالياً من خلال إدارة التسويق على تزويدها بنظام “حصنتك”، لتصل نسب التركيب في جميع المنازل في الإمارة إلى 100% خلال السنوات الثلاث المقبلة.
إنجاز عالمي في أسرع وقت لصعود برج خليفة
سجلت القيادة العامة للدفاع المدني في دبي إنجازاً عالمياً بدخولها موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بعد أن حقق فريق من رجال الدفاع المدني رقماً قياسياً قدره 52 دقيقة و30 ثانية، وهو أسرع وقت لصعود برج خليفة (أطول برج في العالم) المكون من 159 طابقاً، عبر السلالم، وهم يرتدون الزي الكامل لبدلة الإطفاء، التي يصل وزنها الإجمالي مع أسطوانة الأكسجين إلى 15 متراً. كيلوغرام.
%50 تخفيض في وقت التحكم
قال الفريق راشد ثاني المطروشي إن مؤشرات التعامل مع حوادث الحرائق من قبل القيادة العامة للدفاع المدني في دبي أصبحت أكثر من ممتازة، وذلك بفضل تحديث الإمكانيات والأنظمة، مشيراً إلى أن نسبة الاستجابة والانتقال للحوادث من بين الأسرع على مستوى العالم، وفي المقابل انخفض زمن السيطرة بنسبة تصل إلى 50%.
وأضاف أن الإمكانيات تشمل استخدام الروبوتات للتعامل مع الحوادث التي كانت معقدة في الماضي، مثل حرائق المستودعات، بالإضافة إلى المواد الرغوية المعدلة والصديقة للبيئة، والتي تساعد في السيطرة السريعة على الحرائق، مما يقلل من التكلفة التشغيلية، على الرغم من ارتفاع سعرها مقارنة بالمواد المعتادة.
وأشار إلى أنه بالتوازي مع الأنظمة الذكية حرصت القيادة على تطوير الكادر البشري، وتوفير برامج تدريبية على أعلى مستوى، وحرصت على استقطاب الكوادر الشابة، نظراً لطبيعة المهنة التي تتطلب منهم التمتع بلياقة وقدرات استثنائية.
وتابع أن القيادة حرصت مؤخراً على تطوير مراكزها بما يتناسب مع المظهر الحضاري لإمارة دبي، فغيرت هويتها البصرية للمراكز القديمة، كما عززت طبيعتها من المفهوم التقليدي للدفاع المدني لتصبح مراكز خدمة مجتمعية.
يُذكر أن القيادة العامة للدفاع المدني في دبي أطلقت عدة مبادرات مؤخراً، ضمن فعاليات معرض «جيتكس جلوبال 2025»، شملت منظومة الطائرات بدون طيار «شاهين 2»، التي أثبتت كفاءة كبيرة في التعامل مع حرائق الأبراج الشاهقة، وآخرها حريق في أحد الأبراج بمنطقة البرشاء، إضافة إلى «الذراع القوية» لرجال الإطفاء التي تضيف 40% إلى قوة الكادر البشري، ويساعدهم على الصعود بسرعة. إلى الطوابق العليا، تم تعزيز قدرتها على نقل الضحايا وعمليات الإخلاء والعمليات القتالية.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية