«نبض الخليج»
أطلقت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم (الاثنين)، مبادرة التضامن من أجل المستقبل لدعم البحث العلمي في الدول العربية المتضررة من الصراعات تحت شعار “البحث العلمي لا ينتظر”.
وشارك في حفل إطلاق المبادرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي في جمهورية السودان، ووزير التعليم والبحث العلمي في الجمهورية العربية السورية، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية اليمنية، واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في منظمة التحرير الفلسطينية وأكاديمية البحث العلمي في مصر. المبادرة هي مشروع إنساني استراتيجي متكامل يهدف إلى دعم الباحثين والمؤسسات البحثية والأكاديمية في المناطق المتضررة من الصراعات وإعادة تأهيلهم بما يضمن استمرارية المساهمات العلمية بهدف التعافي وإعادة البناء.
وتهدف المبادرة إلى تأهيل ودعم الباحثين في المناطق المتضررة من الأزمات والصراعات، وإعادة تأهيل وإعادة بناء المراكز البحثية المتضررة من الصراعات، وتسهيل الوصول إلى الموارد البحثية العالمية من خلال الشراكات مع الناشرين الأكاديميين والمؤسسات البحثية، وتعزيز التعاون الدولي بين الباحثين في البلدان المتضررة من الصراعات ونظرائهم من البلدان الأخرى.
كما تهدف إلى تحفيز البحث العلمي التطبيقي الذي يركز على التحديات الناتجة عن الأزمات مثل الأمن الغذائي، والصحة العامة، وإعادة الإعمار، وبناء قاعدة بيانات للباحثين ومراكز البحوث في الدول المتضررة من الصراعات، وتحديد متطلباتهم، وربطها بدعم الفرص. وشددت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على أن الاستثمار في العلم والمعرفة والبحث العلمي يعد من أهم سبل التعافي المستدام، حيث لا يقتصر العلم على المعرفة فقط، بل هو أداة لبناء القدرات الوطنية ووضع حلول واقعية للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلدان الخارجة من الصراعات.
جاء ذلك في كلمة للأمانة العامة ألقتها الوزيرة المفوضة ميساء الهدمي مديرة دائرة الصحة والمساعدات الإنسانية. وقالت الهدمي إن هذه المبادرة الرائدة تأتي في وقت يشهد فيه عالمنا تحديات متزايدة، خاصة الدول المتضررة من الصراعات والصراعات التي طال أمدها، مع أملها أن تساهم هذه المبادرة في إعادة بناء الثقة والأمل وتأكيد أن مستقبلنا المشترك يقوم على التعاون والتضامن وليس العزلة والانقسام. ولم يعد التضامن اليوم خيارا بل أصبح ضرورة لمستقبل أكثر استقرارا وعدلا وإنسانية.
وأضافت أن البحث العلمي هو أساس بناء الأمم وتشكيل مستقبلها، فهو المحرك الأساسي للتنمية المستدامة والوسيلة الأكثر فعالية لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها مجتمعاتنا العربية، والاستثمار في البحث العلمي يعني الاستثمار في الإنسان وقدرته على الابتكار وحل المشكلات وبناء اقتصاد معرفي يمكّن الدول من النهوض والتطور مهما كانت الصعوبات.
وتابعت: “في عالم يشهد تغيرات سريعة وتحديات متشابكة، من الأزمات الاقتصادية إلى تغير المناخ والصراعات، لم يعد من الممكن الاعتماد على الحلول التقليدية، بل أصبح من الضروري الاعتماد على البحث العلمي كأداة للتخطيط وصنع القرار ووسيلة لفهم الواقع واستشراف المستقبل. وفي البلدان المتضررة من الصراعات، يكتسب البحث العلمي أهمية مضاعفة لأنه يمثل جسرا نحو التعافي وإعادة البناء. فالعلم قادر على إيجاد حلول عملية لإعادة الإعمار وإدارة الموارد بكفاءة واستعادة التعليم وإعادة بناء الرؤوس”. رأس المال البشري الذي يشكل أساس كل تنمية.
وأشارت إلى أن مبادرة “التضامن من أجل المستقبل” تأتي كمبادرة إنسانية وتنموية في الوقت نفسه تجسد روح التعاون والمسؤولية المشتركة تجاه الدول والمجتمعات المتضررة من الحروب والصراعات. كما أنها دعوة لإعادة التفكير في مفهوم الدعم الإنساني بحيث لا يقتصر على بناء الإنسان فقط، بل يمتد إلى تعزيز المؤسسات وتمكين المجتمعات من تطوير قدراتها الذاتية.
وذكرت أن هذه المبادرة تؤكد أن التضامن ليس شعارا، بل هو نهج عمل واستثمار في المستقبل يقوم على الشراكة والتكامل بين الدول والمنظمات الدولية والإقليمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني. إنها دعوة للأمل ورسالة لبناء الثقة بين الشعوب والالتزام بالمسؤولية تجاه الإنسانية. وأشارت إلى أن التجارب أثبتت أن البحث العلمي والابتكار يمكن أن يكون جسرا حقيقيا بين الإغاثة والتنمية، وأن دعم الباحثين والجامعات ومراكز الفكر في هذه الدول يساهم في إعادة بناء الإنسانية قبل العمارة.
وتابعت أن جامعة الدول العربية عملت على دفع جهود البحث العلمي والتكنولوجي في الدول العربية، من خلال الاستراتيجية العربية للبحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار، بالتعاون مع اتحاد مجالس البحث العلمي، واتحاد الجامعات العربية، والألكسو، لدعم الباحثين والعلماء العرب من خلال توفير بيئة مشجعة للإبداع، وتحفيز الاستثمار في البحث العلمي والابتكار، وتعزيز التكامل بين البحث العلمي ومتطلبات التنمية والسلام بما يسهم في تحقيق أهداف القمة. "مبادرة. التضامن من أجل المستقبل.
وشددت على أن جامعة الدول العربية تضع دعم البحث العلمي والتعليم في صلب أولوياتها ورؤيتها للتنمية والسلام، مدركة أن العلم هو أقصر طريق للتعافي والتضامن هو الجسر الذي نعبر به إلى المستقبل. وتؤكد الجامعة التزامها بالمشاركة في تنفيذ هذه المبادرة، والعمل مع الشركاء والمنظمات ذات العلاقة على تنسيق الجهود وتبادل الخبرات وتحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس ينعكس إيجاباً على حياة أبناء أمتنا العربية.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية