«نبض الخليج»
أبوظبي في 8 ديسمبر/ وام/ أكد عدد من الخبراء وقادة الأعمال الدوليين أن الذكاء الاصطناعي قادر على إحداث تحول جذري في أساليب التواصل الإنساني وصناعة المحتوى، عبر تقديم حلول ذكية تقترب أكثر من اللغة الطبيعية للبشر وتستجيب لاحتياجاتهم اليومية، مع التأكيد على أن الجمهور أصبح ينتظر من مطوري أدوات الذكاء الاصطناعي تجارب “استثنائية” وغير تقليدية تضع أمام صناع هذه التقنيات تحديات صناعة منتجات ذكية بمواصفات عالية.
جاء ذلك خلال جلسات متخصصة ناقشت مستقبل التواصل والذكاء الاصطناعي ودور التقنيات الذكية في إعادة تشكيل العلاقة بين الإنسان والمنصات الرقمية، ضمن فعاليات الدورة الأولى من قمة “بريدج 2025″، التي تقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، بمشاركة 430 متحدثاً من 45 دولة من كبار المبدعين وصنّاع السياسات والمستثمرين وخبراء التكنولوجيا والمؤسسات الإعلامية وقادة الثقافة، يقدمون أكثر من 300 جلسة تتوزع على مسارات القمة السبعة: الإعلام، اقتصاد صناعة المحتوى، الفن والموسيقى، الألعاب الإلكترونية، التقنية، التسويق، وصناعة الأفلام.
ففي جلسة بعنوان “الذكاء الفائق: العصر الجديد من التواصل” استعرضت ديريا مطرّاس، نائبة الرئيس لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في “ميتا”، كيف يلبي الذكاء الاصطناعي حاجات الإنسان من خلال قصة شخصية تناولت تفاعل والدها بلغته التركية مع مساعد ذكي استطاع حلّ مشكلاته اليومية وقدم معلومات فورية بجودة عالية.
وأشارت مطرّاس إلى أنّ “ميتا” ضاعفت قاعدة مستخدمي تطبيقاتها اليومية إلى 3.5 مليار شخص خلال عشر سنوات، وأصبحت في طليعة الشركات المتقدمة في الواقع المعزّز والواقع الافتراضي والأجهزة القابلة للارتداء، مؤكدة أنّ التطور القادم سينقل التكنولوجيا من مجرّد مساعد رقمي إلى وكيل ذكي قادر على اتخاذ إجراءات بالنيابة عن المستخدم، من تنظيم جداول الحياة اليومية إلى إدارة البريد والعمل.
ولفتت إلى أن النظارات الذكية ستصبح امتداداً حيوياً لحواس الإنسان، بقدرتها على الرؤية والسمع والتحليل عبر الذكاء الاصطناعي، ما يتيح استخدامات عملية تشمل الترجمة والعرض الفوري للمعلومات والتنقل.
وشهدت القمة جلسة بعنوان “عصر الشخصيات الافتراضية مع برنامج هيجين لإنشاء محتوى الصورة والفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي”، قدّمها واين ليانغ، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للابتكار في منصة “هيجن”، تحدث فيها عن أحدث تقنيات المنصة في إنتاج المحتوى المرئي القائم على الذكاء الاصطناعي.
وقدّم ليانغ خلال الجلسة عرضاً حياً لنسخة رقمية مطابقة له تماماً، ظهرت متحدثة بعدة لغات وبملامح وتعابير تحاكي الشخص الحقيقي بدقة، موضحاً أن المنصة تساعد ملايين المستخدمين من صنّاع المحتوى والشركات الصغيرة والكبرى على سرد قصصهم بطرق أسرع وأسهل وأكثر فاعلية، مدعومة بنتائج موثوقة ودقيقة وبأسلوب إنساني أقرب إلى المشاهد والمتلقي، مشيراً إلى أن تحويل مقاطع الفيديو من لغة إلى أخرى، بشكل إنساني أكثر حيوية وتعبيراً من خلال محاكاة تعابير الوجه وأنماط الحديث، يسهم في خلق أثر اجتماعي ملموس لخدمات الذكاء الاصطناعي.
أما جلسة “كيف يغير الذكاء الاصطناعي مسلكيات استهلاك المحتوى”، فأكد فيها دانييل شوليكو، الرئيس التنفيذي لمجموعة “يانغو”، أن الجيل الجديد لم يعد يبحث ويتصفّح كما في السابق، بل يطرح الأسئلة مباشرة ويتوقع إجابات فورية ومخصّصة، وينتظر من العلامات التجارية أن تقدّم له لحظة “الانبهار بالذكاء الاصطناعي”؛ لافتاً إلى أن كثيراً من الشركات اكتفت بإضافة طبقة سطحية من الذكاء الاصطناعي إلى منتجاتها الحالية، لكن المستهلك اليوم يتوقع أن يكون الذكاء مدمجاً في جوهر المنتج، لا مجرد إضافة عليه.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية