«نبض الخليج»
أبوظبي في 4 مايو / وام / أعلنت هيئة أبوظبي للتراث عزمها إعادة إطلاق مجالس الشعر في أبوظبي، على أن يتم قريباً الكشف رسمياً عن شكلها.
جاء ذلك في جلسة حوارية أقيمت ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب بعنوان «عودة مجالس شعراء أبوظبي برعاية هيئة أبوظبي للتراث» في إطار مجلس “ليالي الشعر”.
وأكد الدكتور سلطان العميمي، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع الشعر والموروث في الهيئة في الجلسة التي أدارها عارف عمر أن إعادة برامج مجالس الشعر في إمارة أبوظبي تأتي تجسيداً لتوجيهات القيادة الرشيدة التي تضع الاهتمام بالمجتمع وثقافته وموروثه على رأس الأولويات.
وأشار إلى أنه سيتم قريباً الإعلان رسمياً عن هيكلة هذه المجالس، والتي ستشمل مجالس مجتمعية قائمة على أرض الواقع، وأخرى تلفزيونية إلى جانب نظامها وآلية الانضمام إليها.
وأوضح أن إعادة هذه المجالس تهدف إلى مواصلة ما حققته المجالس السابقة، لا سيما في تعزيز اللحمة الاجتماعية منوها إلى أن لتلك المجالس دورا كبيرا في ترسيخ التواصل والترابط المجتمعي، فضلاً عن دورها في تنشئة الأجيال الشابة على أصول الشعر وعوالمه.
وأضاف أن مجالس الشعر ظاهرة ثقافية أصيلة في دولة الإمارات مشيرا إلى ارتباطها ببدايات التعليم شبه النظامي فعلى سبيل المثال، في إمارة أبوظبي، توجد مخطوطات دُوِّنت قبل أكثر من 120 عاماً على أيدي معلمين من بعض دول الخليج وتدل على أن هؤلاء المعلمين كانوا يحضرون مجالس الحكام والوجهاء التي كان يُلقى فيها الشعر.
وتحدث العميمي عن تاريخ المجالس في دبي، وعجمان، وأم القيوين، والشارقة، موضحاً أن أبناء الشعراء وأبناء “الفريج” كانوا يحضرونها والذين أصبح كثير منهم شعراء كباراً في ما بعد.
وتطرق إلى وجود مجالس أدبية أدارتها سيدات، مما يدل على أن المرأة كانت شريكاً فاعلاً في الحراك الثقافي، إذ لم تقتصر هذه المجالس على الشعر، بل كانت أيضاً مراكز اجتماعية تُناقش فيها القضايا وتُحل فيها المشاكل.
ولفت إلى أن ظهور الإعلام أسهم في نقل المجالس إلى شريحة أوسع من الناس، حيث بدأت البرامج الشعرية تُبث عبر الإذاعة والتلفزيون بتوجيهات من القيادة.
وأكد أن ” المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، كان أول حاكم في المنطقة يوجّه بتأسيس برامج للشعر الشعبي وأمر بإنشاء مجالس للشعر وصرف رواتب ومكافآت شهرية لها، وأولاها عناية خاصة”.
من جانبه، أوضح الباحث والأكاديمي الدكتور غسان الحسن في مداخلة له، أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، أدرك منذ البداية أهمية الشعر في مواكبة التحديث والتنمية في الدولة الفتية، ولهذا أولى اهتماماً بالغاً بالشعراء، وحرص على حضورهم في مجلسه، والاستماع إلى قصائدهم، وتوجيههم لإبراز المفاهيم الوطنية التي تُوحد المجتمع الإماراتي.. كما أنشأ مجالس شعراء النبطي التي استمر نشاطها حتى أواخر تسعينيات القرن العشرين وتوقّع أن يُكتب لعملية إحياء هذه المجالس النجاح في حمل رسالة الشعر من جديد.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية