«نبض الخليج»
الشارقة في 4 مايو / وام / أكد عدد من الكتّاب أن النشر الذاتي لم يعُد مجرّد خيار بديل عن دور النشر التقليدية بل أصبح وسيلة تمكينية تمنح المؤلف سيطرة كاملة على رسالته وتُحتم عليه في الوقت ذاته خوض تجربة متكاملة تجمع بين الإبداع والاحتراف من تصميم الغلاف والتسويق وصولاً إلى بناء الجمهور وتحليل المبيعات.
وأجمع المتحدثون ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل على أن التحديات التي يفرضها هذا المسار قابلة للتجاوز من خلال الشغف والوضوح في الرسالة والتفاعل الذكي مع منصات التواصل ما يجعل من النشر الذاتي رحلة لبناء علامة شخصية مؤثرة وعابرة للحدود.
جاء ذلك خلال جلسة ثقافية بعنوان “ما وراء المخطوطة: اكتشاف أسرار النجاح في النشر الذاتي” ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل حيث استضافت الجلسة كلًا من كارولين باكر وكيم أ. بيج وياسمين أحمد وعادل الزرعوني وتناولت الجلسة تجارب المؤلفين في النشر الذاتي واستراتيجياتهم في الوصول إلى القراء والدروس المستفادة من التحديات والدور المتنامي للتسويق الرقمي في تعزيز حضور الكتاب وانتشاره.
وفي جلسة حوارية بعنوان: “الاحتفاء بقوة الروابط الأسرية” أكد كل من الدكتور محمد المعمري والكاتب محمد الشاعر والكاتبة آرتي خاتو أني بهاتيا أن الكتابة للأطفال تتطلب من الكاتب أن يكون موجهاً ومربياً وقادراً على التفاعل مع عالم الطفولة بلغة قريبة وبيئة مفهومة للطفل وبيّنوا أن الأدب يمكن أن يكون أداة فاعلة لمساندة الأسرة خاصة في مواجهة التحديات التي يصعب على الأهل توضيحها للأطفال.
وأشاروا إلى أهمية توظيف القصص الكلاسيكية والتي كان يرويها الأجداد في غرس القيم وبناء الوعي وتعزيز التماسك الأسري لما تحمله من ثراء معرفي وتجارب إنسانية يمكن تحويلها إلى حكايات معاصرة تواكب تطورات العصر وتُعيد إحياء الروابط العائلية من خلال سرد المواقف اليومية وتقاسم اللحظات العائلية.
و ضمن الورش التعليمية نظّمت هيئة الشارقة للكتاب ورشة متخصصة في فن القصص المصورة الرقمية قدّمها مدربون من مركز نوماد للتعليم المبتكر بهدف تمكين الأطفال من أدوات الرسم الرقمي وتعريفهم بتقنيات تصميم القصص المصورة بإستخدام البرامج الحديثة والتطبيقات التفاعلية.
وأتاحت الورشة للأطفال فرصة التعرف على مبادئ الرسم الرقمي وبناء الشخصيات وتلوينها من خلال أجهزة لوحية مزودة بتطبيقات مخصصة لهذا الفن مما أتاح لهم تحويل أفكارهم إلى مشاهد مرئية وقصص رقمية تفاعلية.
كما اصطحبت الرسامة الكورية شين آمي الحائزة على المركز الثالث في جوائز معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل 2025 مجموعة من الأطفال في رحلة فنية استثنائية لاكتشاف جماليات العمارة الكورية وتصميم منازلهم الخاصة بطريقة فريدة وذلك خلال ورشة “منزلي الرائع” و أظهرت الورشة أجواءً مليئة بالتفاعل حيث أقبل الأطفال بحماسة على تنفيذ تصاميمهم مستوحين خطواتهم من أفكارهم الخاصة وأحلامهم الطفولية.
وفي سياق متصل شهدت الدورة الثالثة من “مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة” الذي تنظمه “هيئة الشارقة للكتاب” بالتزامن مع مهرجان الشارقة القرائي للطفل مساء أمس ليلة موسيقية استثنائية احتفاءً بالإرث الفني العريق لاستوديو الأنيمي الياباني الشهير “غيبلي” وذلك من خلال حفل بعنوان “في قلب الأنيمي: تحية موسيقية إلى ستوديو غيبلي” قدّمته فرقة “فلورنس بوبس أوركسترا” الإيطالية بقيادة مشتركة جمعت الملحن الياباني تاميا تيراشيما أحد أبرز المؤلفين الموسيقيين في تاريخ غيبلي، والمايسترو الإيطالي كارلو كياريتي.
وجاءت الأمسية لتأخذ الجمهور في رحلة سمعية بصرية عبر أربعة عقود من أفلام غيبلي التي شكّلت وجدان أجيال كاملة حيث قدّمت الأوركسترا، المكونة من 52 عازفاً مجموعة مختارة من أشهر المقطوعات الموسيقية التي رافقت أفلام مثل “الأميرة مونونوكي” و”جاري توتورو” و”قلعة هاول المتحركة”، و”المخطوفة”، وغيرها من الأعمال التي ما تزال تحظى بشعبية واسعة حول العالم.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية