بسبب منشور في نيسان.. القضاء التركي يمنع الوصول إلى حساب إمام أوغلو

فُرض حظر على الوصول إلى الحساب الرسمي لرئيس بلدية إسطنبول الكبرى السابق، أكرم إمام أوغلو، على منصة “X” داخل تركيا، وذلك بعد توقيفه عن العمل ووضعه قيد الاحتجاز في سجن مرمرة بسيليفري.

ويظهر لمستخدمي الإنترنت في تركيا، عند محاولة الدخول إلى الحساب الذي يتابعه قرابة 10 ملايين شخص (@ekrem_imamoglu)، إشعار يفيد بأن الوصول إلى الحساب قد تم حجبه بموجب طلب قانوني.

حظر الحساب بسبب “الإضرار بالنظام العام”

مركز مكافحة التضليل التابع لرئاسة دائرة الاتصال التركية نشر توضيحاً حول الحظر، أشار فيه إلى أن منشوراً نُشر في 24 نيسان على حساب إمام أوغلو على منصة “X” اعتُبر أنه “قد يشكّل جريمة التحريض العلني على ارتكاب جريمة وفقاً للمادة 214 من قانون العقوبات التركي”، وهو ما دفع النيابة العامة في إسطنبول إلى فتح تحقيق من تلقاء نفسها.

وجاء في البيان أن إمام أوغلو، الموقوف حالياً ضمن إطار تحقيق آخر تجريه النيابة العامة، “لا يقوم بنفسه بنشر المحتوى على حسابه”، وأن هذه المنشورات “تضر بالنظام العام”. وبناء على ذلك، تم تقديم طلب إلى القضاء من أجل حظر الوصول إلى الحساب بشكل مؤقت لحين انتهاء فترة توقيفه.

ونظرت المحكمة الجنائية للصلح الثامنة في إسطنبول في هذا الطلب، وأشارت إلى أنه “من الناحية التقنية لا يمكن حظر الوصول إلى المحتوى المخالف فقط دون حظر الحساب كاملاً”، وقررت بناء على ذلك “حظر الوصول إلى حساب أكرم إمام أوغلو على منصة X”.

وأُضيف في البيان أن “منصة X قامت بفرض الحظر على الحساب بعد صدور القرار القضائي بتاريخ 24 نيسان 2025”.

ردود فعل وتضامن واسع

وأثار القرار موجة من ردود الفعل الغاضبة على منصة “X”، حيث وضع عدد كبير من المستخدمين صورة إمام أوغلو كصورة شخصية لحساباتهم، في حين أعلن رئيس بلدية أنقرة الكبرى، منصور يافاش، عن تخصيص حسابه الخاص بالحملات لاستخدامه باسم إمام أوغلو.

وقال يافاش عبر حسابه الرسمي: “هذا الحساب (حساب الحملة) سيظل صوت أكرم إمام أوغلو ويُستخدم باسمه حتى يُرفع الحظر عن حسابه”.

بدورها، عبّرت ديليك إمام أوغلو، زوجة السياسي الموقوف، عن احتجاجها على القرار، قائلة: “لا يُستهدف فقط أكرم إمام أوغلو، مرشح الملايين للرئاسة؛ بل تُستهدف إرادة الشعب، والحقائق، والضمائر. حظر الوصول إلى حسابه في تركيا تدخل في حرية الرأي والتعبير، وهو أمر مرفوض تماماً”.

انتقادات من مسؤولي حزب الشعب الجمهوري

كما عبّر قادة ونواب حزب الشعب الجمهوري (CHP) عن رفضهم لقرار الحظر. وقال نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، جوكهان غون آيدين، عبر حسابه على “X”: “لقد حظروا حساب أكرم إمام أوغلو في تركيا. كما ظنّوا يوماً أنهم قادرون على إبقاء ميدان بيازيد في الظلام بعدم إدخال أجهزة الإضاءة. غداً سيكون للرئيس ملايين الحسابات. من الواضح أن الشرف لا يُكتب في كتابكم. عار عليكم”.

في حين قالت نائبة رئيس الحزب، سيفغي كليتش: “الخوف لا يمنع القدر. كلما حاولتم إسكاتنا بالرقابة، ازددنا قوة”، وغيّرت صورتها الشخصية إلى صورة لصفحة الحظر.

أما نائب رئيس الحزب، دنيز يافوز يلماز، فاعتبر أن القرار “تدخل مباشر في السياسة”.