جدول المحتويات
كتب: هاني كمال الدين
في تصعيد جديد للتوترات الإقليمية في شرق آسيا، أطلقت كوريا الشمالية عدة صواريخ باليستية قصيرة المدى باتجاه بحر اليابان، في خطوة أثارت ردود فعل سريعة من قبل كل من كوريا الجنوبية واليابان، وأعادت المخاوف من اتساع دائرة التصعيد العسكري في المنطقة.
وذكرت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية، نقلاً عن هيئة الأركان المشتركة، أن “كوريا الشمالية أطلقت، على الأرجح، عدة صواريخ باليستية قصيرة المدى”. ولم يتم حتى الآن الإبلاغ عن أضرار ناجمة عن هذه التجارب.
تفاصيل أولية من سيول: رصد وتحليل فوري للمسارات
بحسب ما نقلته وكالة “يونهاب”، فإن هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية رصدت عملية الإطلاق في وقت مبكر من صباح اليوم، وشرعت في تحليل نوع ومسار الصواريخ التي أطلقتها بيونغ يانغ، مشيرة إلى أنها قد تكون صواريخ قصيرة المدى حلّقت لمسافة تقدر بنحو 800 كيلومتر.
الجيش الكوري الجنوبي وصف هذا التطور بأنه “استفزاز خطير” يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي، مؤكدًا على التزام بلاده بالتنسيق الكامل مع الحلفاء وخاصة الولايات المتحدة لمواجهة هذه التهديدات.
الرد الياباني: استنفار وتحليل شامل
من جانبها، أطلقت الحكومة اليابانية إنذارًا بخصوص هذه التجارب، حيث صرّح رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا بأن حكومته على علم بتقارير الإطلاق، وتقوم بجمع وتحليل المعلومات بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والعسكرية المختصة.
وأشار التلفزيون الياباني الرسمي “NHK” إلى أن أحد الصواريخ سقط خارج المنطقة الاقتصادية الحصرية لليابان، ما خفف من احتمالية حدوث ضرر مباشر داخل الأراضي اليابانية، إلا أن الحكومة لم تستبعد اتخاذ إجراءات إضافية تحسبًا لأي تصعيد مفاجئ.
أوامر صارمة من رئيس الوزراء الياباني
وبحسب “NHK”، فإن رئيس الوزراء الياباني شكّل فريق طوارئ في مكتبه للتعامل مع الموقف وتحليل البيانات الصادرة عن وزارتي الدفاع والخارجية وهيئة الأرصاد العسكرية. كما أصدر تعليماته للوزارات المختصة بالتحرك في ثلاثة اتجاهات:
-
جمع وتحليل المعلومات بدقة، مع التأكد من إيصال التنبيهات إلى المواطنين في الوقت المناسب.
-
ضمان سلامة حركة الملاحة الجوية والبحرية، خاصة في المناطق القريبة من المسار المفترض للصواريخ.
-
الاستعداد الكامل لأي تطورات غير متوقعة قد تستدعي ردًا سريعًا.
مخاوف إقليمية وتحركات دبلوماسية محتملة
لا تأتي هذه العملية من كوريا الشمالية بإطلاق صواريخ باليستية باتجاه بحر اليابان بمعزل عن سلسلة من الاختبارات السابقة التي أجرتها بيونغ يانغ خلال الأشهر الماضية، في تحدٍ واضح للقرارات الدولية والدعوات المتكررة إلى التهدئة.
ويُرجح مراقبون أن هذه التجربة تأتي كرد فعل على المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، والتي تعتبرها كوريا الشمالية تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
صمت دولي وتحركات مرتقبة
رغم أن كوريا الشمالية تطلق صواريخ بشكل متكرر خلال السنوات الماضية، إلا أن هذا الإطلاق الجديد يحمل دلالات إضافية نظرًا لتوقيته، الذي يتزامن مع تصاعد التوترات الدولية في مناطق أخرى، مما قد يدفع مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة طارئة في الأيام المقبلة، بناء على طلب من طوكيو أو سيول.
تحليل أولي: اختبار تقني أم رسالة سياسية؟
يُعتقد أن هذه التجربة ليست فقط اختبارًا تكنولوجيًا لقدرات كوريا الشمالية الصاروخية، بل تحمل في طياتها رسالة سياسية إلى كل من واشنطن وسيول، وربما إلى بكين وموسكو أيضًا، في إطار التحولات الجيوسياسية التي تعيد تشكيل ميزان القوى في منطقة شرق آسيا.
ردود فعل في الداخل الكوري الجنوبي
وسائل الإعلام الكورية الجنوبية نقلت أجواء من القلق في الشارع، وسط تساؤلات حول نجاعة الاستعدادات الدفاعية، فيما دعا نواب في البرلمان إلى تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة وزيادة الجاهزية في مواجهة التهديدات الكورية الشمالية المتزايدة.
منطقة على حافة الانفجار؟
في ظل هذه التطورات المتسارعة، تبدو منطقة شرق آسيا على شفا أزمة جديدة، فبينما كوريا الشمالية تطلق صواريخ وتؤكد على مضيّها في برامجها العسكرية، تحاول دول الجوار احتواء الموقف دبلوماسيًا دون إغفال الخيارات العسكرية.
وفي الوقت الذي لم يُسجل فيه حتى الآن أي ضرر مباشر جراء هذه الصواريخ، إلا أن التحذير الإقليمي بات واضحًا: أي خطأ في الحسابات قد يشعل فتيل صراع لا تُحمد عقباه.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر