«نبض الخليج»
الكويت في 12 مايو/ وام/ أكد وزراء إعلام ومسؤولون وخبراء عرب أن المشهد الإعلامي في العالم العربي يمرّ بتحوُّلات جذرية فرضها التطور المتسارع في العالم الرقمي، ما يستدعي إعادة تشكيل السياسات الإعلامية، ووضع إستراتيجيات عربية رقمية شاملة تواكب التغيرات، وتؤسس لنهضة إعلامية رقمية تعزّز الهوية وتواجه التحديات.
جاء ذلك خلال جلسة وزارية رئيسية نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالتعاون مع الملتقى الإعلامي العربي في دورته العشرين، التي تُعقد في دولة الكويت، تحت عنوان: “الإعلام والعالم الافتراضي.. تحوُّلات المشهد الإعلامي في العصر الرقمي”، وذلك بحضور عدد من وزراء الاعلام العرب والخبراء والإعلاميين.
شارك في الجلسة، معالي الدكتور رمزان النعيمي، وزير الإعلام في مملكة البحرين، ومعالي بول مرقص، وزير الإعلام في الجمهورية اللبنانية، والكاتب الأستاذ أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بجمهورية مصر العربية، إلى جانب الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، فيما أدار الحوار الإعلامي الدكتور نادر كرم.
وأكد الدكتور محمد عبدالله العلي أن الإعلام يشهد اليوم نقلة نوعية غير مسبوقة بفعل الثورة الرقمية، مشيرا إلى أن الإعلام لم يعد حكراً على المؤسسات التقليدية، بل أصبح فضاءً مفتوحاً يشترك فيه الجميع، من الأفراد إلى الشركات، ومن المؤثرين الرقميين إلى الروبوتات.
وأوضح أن التحوّل من الإعلام التقليدي إلى الإعلام التفاعلي والافتراضي أفرز تحديات غير مسبوقة، لكنه أيضاً فتح آفاقاً واسعة للابتكار والإبداع ، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصراً محورياً في العمليات الإعلامية الحديثة، من تحليل سلوك الجمهور، إلى إنتاج المحتوى، إلى مكافحة الأخبار الكاذبة.
وذكر أن أكثر من 4.7 مليار مستخدم نشط على منصات التواصل الاجتماعي حول العالم، وقرابة 5 مليارات مستخدم للإنترنت، مما يعكس الحاجة إلى إستراتيجيات إعلامية تستوعب هذا التغيّر الهائل في سلوك الجمهور ووسائل الوصول إليه.
من جانبه ، أكد معالي الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي، أن التحوّلات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم تتطلب تحركاً إعلامياً موازياً يتبنّى إستراتيجيات إعلامية متجددة تحفز الإبداع والابتكار، وتصون القيم والثوابت الوطنية.
وأوضح أن التحوّل الرقمي أصبح يمثل تحدياً وفرصة في آنٍ واحد، مشيراً إلى أن العالم الافتراضي بات ساحة مهمة لتقديم رسائل إعلامية هادفة تُعبر عن الهوية الثقافية والحضارية لدول المنطقة، داعياً إلى ضرورة تبنّي إستراتيجيات إعلامية عربية مشتركة تُسهم في تطوير المحتوى الرقمي والارتقاء به.
وفي مداخلته في الندوة، أكد معالي بول مرقص، على اللحظة الإعلامية المفصلية التي يعيشها العالم العربي في ظل التطوّر التكنولوجي والتحوّل الرقمي ، مشيرا إلى التغيّرات الجذرية في بنية الاتصال، وتحول الجمهور إلى شريك فاعل في صناعة المحتوى.
ودعا إلى رؤية عربية موحدة لإصلاح الإعلام، مقترحاً إنشاء صندوق عربي لدعم الإعلام الرقمي، وإطلاق مركز إقليمي للتدريب الإعلامي، وتأسيس مرصد عربي لأخلاقيات الإعلام الرقمي، مشددا على أهمية الانتقال من ردّ الفعل إلى الفعل في صناعة المحتوى.
من جهته أوضح أحمد المسلماني، أن وفرة المعلومات التي تقدمها أدوات الذكاء الاصطناعي بحجم غير مسبوق باتت تؤثر على أدوات القوى الناعمة التقليدية، مبيّنا أن العالم يواجه مأزقاً حقيقياً بين ترك الإبداع والصناعات الرقمية في يد الأفراد والمبرمجين، مطالباً بحوكمة الذكاء الاصطناعي عبر سن قوانين وتشريعات تحد من السلبيات الناتجة عن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
وفي ختام الجلسة، أوصى المشاركون بمجموعة من التوصيات، أبرزها، إنشاء منصات رقمية عربية للحد من استقطاب الجمهور من قبل المنصات الأجنبية، وإطلاق مبادرات إقليمية للتحقق من الأخبار ومكافحة التضليل الإعلامي، والاستثمار في المحتوى الإبداعي والترفيهي الذي يخاطب اهتمامات الشباب العربي، وإعداد جيل جديد من الصحفيين الرقميين يمتلك المهارات التقنية والتحقق المعلوماتي، وتعزيز التعاون بين مؤسسات الإعلام والبحث العلمي لإنتاج محتوى موثوق يواكب التحوّلات التكنولوجية المتسارعة، ودعم حماية الملكية الفكرية العربية، وتشجيع الشراكات الإقليمية والدولية في المجال الإعلامي.
وأكد المشاركون أن العالم الافتراضي ليس مجرد بيئة تقنية، بل فضاء حضاري ومعرفي جديد، وعلى الإعلام العربي أن يكون فاعلاً لا تابعاً في صياغة مستقبله الرقمي، مشددين على أهمية تكامل الأدوار بين الإعلام والمؤسسات التعليمية ومراكز الفكر والبحث العلمي من أجل صياغة محتوى وإنتاج موضوعي هادف.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية