«نبض الخليج»
أبوظبي في 16 مايو/ وام / بعد مشوار طويل اتسم بالتحدي، والطموح، والعمل الجماعي المنظّم، فرض نادي برشلونة نفسه بطلاً للدوري الإسباني لكرة القدم موسم 2024-2025، في تتويج جاء ثمرة لرؤية فنية متكاملة قادها المدرب الألماني هانسي فليك، الذي أعاد تشكيل هوية الفريق، ونجح في المزج بين حيوية الشباب وخبرة النجوم.
ولم يكن تتويج برشلونة باللقب للمرة الثامنة والعشرين في تاريخه مجرّد محصلة لمباراة حاسمة فاز فيها على إسبانيول 2-0 مساء أمس الأول، بل جاء امتدادًا لمسار تراكمي، شهد لحظات قوة وضعف، وانتقالات فنية حاسمة، تشكّلت خلالها ملامح فريق قادر على تجاوز كبواته، والعودة دومًا إلى الصدارة بأسلوب مقنع وأداء هجومي متكامل.
وفي ظل منافسة شرسة امتدت على مدار موسم كامل مع غريمه التقليدي ريال مدريد، وخصم ثالث ظهر في بعض المراحل ممثلًا بأتلتيكو مدريد، تمكّن برشلونة من حسم اللقب قبل جولتين من النهاية، مستفيدًا من سلسلة نتائج إيجابية في النصف الثاني من الموسم، ومن روح قتالية ظهرت جلية في محطات مفصلية ساهمت في بناء مسار التتويج.
ومن أبرز تلك المحطات،.. افتتاح برشلونة الموسم بانطلاقة قوية حملت مؤشرات مبكرة على جاهزيته للمنافسة الجادة، فحقق انتصارين صعبين خارج أرضه أمام فالنسيا وأتلتيك بلباو، تلاها مهرجان أهداف أمام بلد الوليد وجيرونا وفياريال، وضع الفريق على قمة الترتيب بعد ست جولات، بأفضل معدل تهديفي في الدوري.
وبرغم البداية المثالية، تلقى الفريق خسارة قاسية في الجولة الثامنة أمام أوساسونا بنتيجة 2-4، كشفت عن هشاشة دفاعية مؤقتة. لكن هذه المباراة شكّلت نقطة مراجعة دفعت الجهاز الفني لإجراء تعديلات تكتيكية، أسفرت عن استعادة توازن الفريق بسرعة.
وواصل برشلونة سلسلة انتصاراته بعد التعثر، وحقق فوزًا تاريخيًا في الجولة الـ11 على ريال مدريد برباعية نظيفة، في مباراة شكّلت منعطفًا حاسمًا في مسار الموسم. وبرز خلالها لامين يامال، النجم الشاب، كواحد من أبرز أوراق الفريق الهجومية، مسجلًا 5 أهداف حاسمة في هذه الفترة.
وشهدت الفترة بين نوفمبر ويناير تراجعًا كبيرًا في الأداء والنتائج، حيث لم يحقق الفريق سوى فوز واحد في 8 جولات إلا أن هذه المرحلة كانت حاسمة في بناء النضج الذهني والقدرة على تجاوز الأزمات، ما دفع الفريق للعودة لاحقًا بوجه أكثر تركيزًا وفاعلية.
ودخل برشلونة النصف الثاني من الموسم بسلسلة من 9 انتصارات متتالية، استطاع من خلالها استعادة الصدارة، وتأكيد تفوقه على ريال مدريد وتميز الفريق في هذه المرحلة بانضباط تكتيكي كبير، وتجانس واضح بين خطوطه الثلاثة.
وفي الكلاسيكو الثاني، على ملعب سانتياغو برنابيو في مايو، قدّم برشلونة واحدة من أقوى مبارياته، حين قلب تأخره بهدفين إلى فوز مثير 4-3، في لقاء أكّد من خلاله تفوقه الذهني والفني، ووسع الفارق في الترتيب بطريقة دراماتيكية، وضعت اللقب عمليًا في متناول اليد.
ودخل الفريق الجولة الـ36 وهو بحاجة إلى 3 نقاط فقط لحسم اللقب، وواجه إسبانيول في ظروف استثنائية بعد إصابة عدد من مشجعيه في حادث سير خارج الملعب. ومع ذلك، قدّم أداء متزنًا، وسجل هدفين عن طريق يامال وفيرمين لوبيز، ليحسم التتويج قبل جولتين من نهاية المسابقة.
وحتى الآن، خاض برشلونة 36 مباراة، فاز في 27، وتعادل في 4، وخسر 5، مسجلًا 97 هدفًا كأقوى هجوم في البطولة، واستقبل 36 هدفًا كثالث أقوى دفاع. وحقق الفريق 12 مباراة بشباك نظيفة، بمتوسط تهديفي بلغ 2.69 هدف في المباراة.
وحافظ برشلونة على معدل جماهيري مرتفع بلغ نحو 46 ألف مشجع في المباراة الواحدة، ما يعكس قوة القاعدة الجماهيرية ودورها في دعم الفريق.
واستطاع المدرب هانسي فليك، في موسمه الأول، فرض فلسفة هجومية مرنة، قائمة على الاستحواذ والضغط العالي، مع استثمار واضح في جيل شاب يقوده يامال، بيدري، كوبارسي، وفيرمين، إلى جانب ثقل الخبرة الذي وفّره ليفاندوفسكي، رافينيا، دي يونج، والحارس العائد من الاعتزال تشيزني.
ومع هذا الإنجاز، يكون برشلونة قد استعاد عافيته محليًا، وأعاد صياغة مشروعه الفني بهدوء وثقة، واضعًا نفسه من جديد على طريق المنافسة القارية خلال المواسم المقبلة.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية