«نبض الخليج»
أبوظبي في 21 مايو/ وام /أعلنت مستشفى برجيل الطبية في أبوظبي عن تحقيق إنجاز طبي بارز يتمثل في تطوير تقنية مبتكرة لعلاج السرطانات الدموية باستخدام “الخلايا التائية المعدّلة جينيًا (CAR T-cell)”، مع إمكانية خفض تكلفة هذا العلاج بنسبة تصل إلى 90%.
ويُعد هذا التطور خطوة نوعية نحو توطين الصناعات الطبية الحيوية وتعزيز منظومة الأمن الصحي والاقتصادي، بما يسهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز إقليمي رائد في العلاج الخلوي والابتكار الطبي.
وأوضح الدكتور عجلان الزاكي مدير مركز أمراض الدم والأورام والعلاج الخلوي في مستشفى برجيل في أبوظبي، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، على هامش معرض “اصنع في الإمارات” المقام حاليا في مركز أبوظبي الوطني للمعارض أن المشاركة في هذا الحدث تمثل فرصة مثالية للتعريف بهذا النوع المتقدم من العلاج، الذي يعتمد على جمع الخلايا التائية من المريض وتعديلها وراثياً في المختبر لتتمكن من التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها بدقة، قبل إعادتها إلى جسم المريض.
ولفت الزاكي إلى أن المعرض يشكل منصة إستراتيجية لاستعراض القدرات الإماراتية في تصنيع الخلايا التائية محليا، وبحث فرص تصدير هذه التقنية إلى الأسواق الإقليمية والدولية، مؤكدا أن هذا التوجه يجسّد تكامل العلم مع التكنولوجيا الحيوية المتقدمة، ويدعم اقتصاد المعرفة، ويساهم في بناء منظومة رعاية صحية مستدامة.
وأشار إلى أن نجاح مستشفى برجيل في خفض تكلفة العلاج بهذه التقنية المتطورة بنسبة تصل إلى 90% يُعد إنجازًا غير مسبوق على مستوى المنطقة، ويعزز مكانة الإمارات كمركز إقليمي للعلاجات المتقدمة، كما يفتح المجال أمام مزيد من التعاون العلمي الدولي، ويعكس التقدّم الطبي الذي تشهده الدولة.
وأكد الدكتور الزاكي، الذي يمتلك خبرة بحثية وطبية من خلال عمله السابق في جامعتي ستانفورد ومركز إم دي أندرسون للسرطان، التزامه بتسخير هذه الخبرات لتوفير علاجات فعّالة وميسورة التكلفة لمرضى السرطان في الإمارات والمنطقة، ورفع الوعي بأهمية الخلايا التائية المعدّلة في علاج السرطانات الدموية المستعصية.
وأوضح أن هذا النوع من العلاج يُعد علاجًا شخصيًا دقيقًا، يُمنح غالبا من خلال جلسة واحدة فقط، وقد أظهر نتائج إيجابية في نسب الشفاء، مما يمثل تحولًا نوعيًا في مستقبل علاج الأورام داخل الدولة، ويعزز من مكانة أبوظبي كمركز إقليمي للبحث السريري والابتكار في مجال علاج السرطان.
وأضاف أن مشروع CAR T-cell يعكس قدرة الإمارات على توطين التكنولوجيا الحيوية المتقدمة و تمكين الكفاءات الوطنية وتكامل البحث العلمي مع الصناعات الدقيقة والعلاجات المخصصة.
وأشار إلى أن استخدام هذا العلاج لم يعد مقتصرًا على سرطانات الدم مثل اللوكيميا واللمفوما، بل يتم التوسع من خلال الأبحاث لتطبيقه في علاج الأورام الصلبة، كسرطان الثدي والبنكرياس والرئة، إضافة إلى الأورام الدماغية المعقدة مثل الورم الأرومي الدبقي، وحتى النقائل السرطانية المقاومة للعلاجات التقليدية.
وأكد الدكتور الزاكي أيضًا على الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في تحليل الجينوم وتحديد الأهداف الجزيئية بدقة، إلى جانب الاستفادة من تقنيات الهندسة الوراثية الحديثة مثل CRISPR في تعديل الخلايا بكفاءة عالية.
وأشار إلى جهود الإمارات في التعاون مع شركاء علميين ومؤسسات غير ربحية، مثل “كيرينغ كروس”، لتصنيع هذه العلاجات محليًا، مما يسهم في جعلها أكثر توفرًا في المراكز الطبية الإقليمية، بدلاً من اقتصارها على عدد محدود من المراكز العالمية.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية