«نبض الخليج»
دبي في 22 مايو / وام / نظمت اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومي النسخة الثالثة من خلوة الجاهزية الرقمية لحكومة دولة الإمارات، بمشاركة نحو 1000 قيادي ومسؤول حكومي في الوزارات والجهات الحكومية الاتحادية والمحلية وممثلي أهم الشركات الوطنية والعالمية، لمناقشة أبرز التطورات والنماذج الرقمية الحكومية المستقبلية، وحلول تعزيز التكامل الرقمي في خدمة المجتمع، وسبل تعزيز الجاهزية الحكومية في العصر الرقمي الجديد.
وشهدت الخلوة إطلاق النسخة الثانية لتقرير حالة التحول الرقمي الحكومي في دولة الامارات، الذي تناول منجزات التحـول الرقمـي فـي الوزارات والجهـات الحكوميــة الاتحاديــة والقطاعــات الحيويــة، بما فيها الاقتصــاد، والخدمــات الماليــة، والمــوارد البشــرية، والصحــة، والتعليــم، والمجتمــع، والثقافــة والشــباب، وخدمــات الجنســية والإقامــة والشــؤون الخارجيــة، والأمن والعدل، والبنية التحتية والطاقة والخدمات اللّوجستية، والبيئة.
كما تم خلال فعاليات الخلوة إطلاق برنامج قيادات التحول الرقمي من هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، وشهدت توقيع مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون الرقمي عبر القطاعات، وعقد اجتماع رفيع المستوى للقيادات الرقمية في دولة الإمارات.
وهدفت خلوة الجاهزية الرقمية إلى تعزيز التكامل والتعاون الرقمي بين الجهات الاتحادية والمحلية، والقطاع الخاص وشركات التكنولوجيا، واستعراض الحلول الرقمية الحكومية الرائدة في دولة الإمارات، وبحث التوجهات الرقمية العالمية المستقبلية، والنماذج الرقمية الناشئة وتكنولوجيا المستقبل المستدامة، واستشراف وتصميم مفاهيم جديدة للعمل الرقمي الحكومي ذي الأثر الإيجابي على المجتمع.
ونظمت الخلوة بشراكة استراتيجية مع هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، والهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، وبالتعاون مع شركة e& شريك التحول الحكومي، وشركة “بريسايت” شريك التحول الرقمي، وبدعم من “مايكروسوفت” و”سيرفيس ناو” شريكي تكنولوجيا الحكومات، في منصة تجمع القيادات الحكومية لتبادل التجارب والاطلاع على أفضل الممارسات في تعزيز الجاهزية والتنافسية الرقمية لحكومة دولة الإمارات.
وتمثل خلوة الجاهزية الرقمية لقاء سنوياً جامعاً للجهات الرقمية الحكومية على المستويين الاتحادي والمحلي، ومنصة لتعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، وتطوير الشراكات الهادفة لتدعيم المجتمع الرقمي في دولة الإمارات، وتوفر بيئة حاضنة ومحفزة لإطلاق المبادرات الرقمية المبتكر، ومساحة مفتوحة لحوار معمق بين القيادات الرقمية في القطاعين الحكومي والخاص يستشرف تحديات وفرص المستقبل الرقمي.
وأكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل رئيسة اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومي أن خلوة الجاهزية الرقمية تمثل لقاء استثنائياً يجمع الوزراء والمسؤولين الحكوميين وقادة التحول الرقمي، والشركاء الاستراتيجيين من القطاع الخاص، ونخبة العقول والخبرات الحكومية من مختلف إمارات الدولة، وتمثل جهداً وطنياً تكاملياً هادفاً لتعزيز الجاهزية الرقمية الحكومية ومنظومة العمل الحكومي.
وقالت معاليها إن تسارع تطور التكنولوجيا وتعاظم أثرها بشكل غير مسبوق، أسهم في تغيير مقاييس ريادة الدول، التي لم تعد ترتكز على حجم الموارد أو الثروات وحسب، بل بمستوى الابتكار، وسرعة تبني وتطوير التكنولوجيا المتقدمة، والقدرة على مضاعفة أثر الحلول المبتكرة على المجتمع والاقتصاد والعالم.
ولفتت إلى أن حكومة الإمارات أنجزت عام 2024 173.7 مليون معاملة حكومية رقمية، فيما بلغ عدد الخدمات الحكومية الرقمية 1419 خدمة، تجاوز عدد المستفيدين منها 57 مليون متعامل، وبلغت نسبة رضا المتعاملين عنها 91%.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات نجحت في بناء منظومة رقمية طموحة خلال العقود الثلاثة الماضية، أسهمت في تعزيز ريادتها في مؤشرات التنافسية العالمية، إذ حلت الدولة في المركز الرابع عالمياً في مؤشر نضج الحكومة الرقمية الصادر عن البنك الدولي، وحققت المركز الحادي عشر عالمياً في مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية الصادر عن الأمم المتحدة، ومؤشر التنافسية الرقمية الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية.
وأضافت معالي عهود الرومي أن حكومة دولة الإمارات بدأت مرحلة جديدة تتخطى التحول الرقمي، إلى إرساء فكر رقمي شامل متجدد، قادر على مجاراة التقدم السريع للتكنولوجيا، واستيعاب التغيرات الكبرى، مشيرة إلى أن السؤال المستقبلي الأهم يتمثل في طبيعة الدور الجديد للقيادات الحكومية في عصر يصبح فيه تبني التكنولوجيا أمراً محسوماً.
وأكدت وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، أن الجاهزية الرقمية لا تقاس بالسرعة فقط، بل بتحول الفكر والقدرة على القيادة من منظور جديد، مشيرة إلى أن مفهوم القيادة في عصر الذكاء الاصطناعي، تحول من معرفة كل شيء، إلى معرفة كيفية توجيه الذكاء المشترك المكون من البشر والآلات والبيانات.
من جهته، أكد سعادة المهندس ماجد سلطان المسمار مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية أن خلوة الجاهزية الرقمية 2025 تشكل منصة لتسريع وتيرة التحول نحو حكومة رقمية مرنة، مترابطة، تتمحور حول الإنسان وتستند إلى الابتكار، مشيرا إلى أن هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، تواصل قيادة هذا التحول بمنهجية واضحة ونتائج ملموسة تعكس جاهزية دولة الإمارات الرقمية.
وقال ماجد المسمار إنه تم ربط جميع الجهات الاتحادية بالشبكة الاتحادية (FEDNet)، وتفعيل أكثر من 1500 تكامل رقمي حكومي عبر الرابط الحكومي للخدمات، ما أتاح تنفيذ أكثر من 2.6 مليار معاملة رقمية حتى الآن، كما أسهمت الهوية الرقمية الوطنية في تخطي عدد المستخدمين 11 مليون، وإصدار 20 مليون وثيقة رقمية ومشاركة 12 مليون مستند إلكتروني رسمي، بينما قدّم المساعد الحكومي الذكي في عام واحد إجابات على أكثر من 500 ألف استفسار بدقة فاقت 99.7%، وبأسلوب بشري يعكس فهمًا حقيقيًا لاحتياجات المتعامل.
وأضاف أنه من خلال هذه الممكنات الرقمية، أصبحنا قادرين على تمكين برنامج “تصفير البيروقراطية الحكومية”، الذي حقق نتائج إيجابية ملموسة في مرحلته الأولى، فقد بدأت الجهات الحكومية إلغاء ما لا يقل عن 2000 إجراء حكومي، مع تقليص 50% من الزمن اللازم للحصول على الخدمات.
وقال ماجد المسمار هدفنا واضح، أن تتحول الخدمة التي كانت تنجز في يوم إلى ساعة واحدة، وتلك التي كانت تستغرق ساعة إلى دقائق معدودة لجعل دولة الإمارات أفضل مكان للعيش والعمل في العالم، ونعمل اليوم بروح تكاملية وشراكة وطنية لنؤسس حكومة مستقبلية تستبق التحديات، وتقود عبر التقنيات الناشئة والمتقدمة كالذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والحوسبة الكمومية، وترتقي بتجربة المتعامل لتكون معيارًا عالميًا للتميز الحكومي.
وأكد سعادة اللواء سهيل سعيد الخييلي مدير عام الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، أن خلوة الجاهزية الرقمية تمثل فرصة مهمة لتبادل الخبرات والتجارب بين الجهات الحكومية في مجال التحول الرقمي وتسليط الضوء على أفضل الممارسات والابتكارات الوطنية في هذا المجال.
ولفت إلى أن رحلة التحول الرقمي في الهيئة أسهمت في سرعة إنجاز العمليات والخدمات ورفع مستوى الإنتاجية والأداء بما يوائم تطلعات القيادة الحكيمة والتوجهات الحكومية، مشيرًا إلى أن الهيئة تنجز أكثر من 7 ملايين معاملة يوميًا، بما يعادل أكثر من 200 مليون معاملة شهريًا بحسب إحصائيات أبريل 2025، ومن بين المعاملات حوالي 5 ملايين معاملة يوميًا تتم من خلال الربط الإلكتروني مع أكثر من 292 جهة حكومية وخاصة.
وأشار اللواء سهيل سعيد الخييلي إلى أن تجربة الهيئة في التحول الرقمي تتسم بالثراء والإبداع والابتكار في طرح الحلول لمواجهة التحديات التي طرأت خلال رحلة التحول، موضحًا أن وضوح رؤية القيادة الحكيمة لدولة الإمارات وحرصها على إنجاز التحول من الحكومة الورقية إلى الحكومة الذكية خلال فترة وجيزة أسهم في سرعة تمكين الجهات من أدوات التحول الرقمي وتقديم خدمات استباقية تلبي توقعات المتعاملين وتعزز ريادة الدولة.
وأكد سعادة الدكتور محمد الكويتي رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، أن الأمن السيبراني يشكل دعامة رئيسية لمسيرة التحول الرقمي المستدام، وتحقيق الجاهزية الرقمية عبر ضمان استمرارية وكفاءة الخدمات الرقمية في ظل بيئة تشهد تحديات متسارعة وتحولات متنامية، موضحًا أن دولة الإمارات، بتوجيهات القيادة الرشيدة، تواصل ترسيخ مكانتها الرائدة عالميًا في ترسيخ بنية تحتية رقمية آمنة وموثوقة.
وأشار إلى أن مجلس الأمن السيبراني يواصل في إطار رؤية متكاملة تنسجم مع توجهات اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومي، بناء منظومة دفاعية رقمية مستدامة، حيث أطلق المجلس مبادرات وطنية نوعية، من أبرزها النسخة الثالثة من مبادرة النبض السيبراني، ومبادرة تأهيل الكوادر المواطنة بالتعاون مع أكاديمية سوق أبوظبي العالمي، والمنصة الوطنية لضمان أمن المعلومات، والمبادرة الوطنية لكشف الثغرات السيبرانية.
وأكد محمد الكويتي أهمية بناء شراكات استراتيجية على المستويين الوطني والعالمي، في التصدي للتحديات السيبرانية، وتطوير حلول رقمية مبتكرة تواكب تطلعات المستقبل، مختتما كلمته بتأكيد التزام دولة الإمارات بمسيرة التحول الرقمي الآمن.
وفي سياق متصل، أكَّد مسعود م. شريف محمود، الرئيس التنفيذي لـ “إي آند الإمارات”، أن خلوة الجاهزية الرقمية تتجاوز مفهومَ توفُّر التقنيات لتجسِّدَ رؤية شاملة تقوم على تشريعات مَرِنَة، وشراكات ذكية، ومواهب مدرَّبة، وهو ما جعل الإمارات نموذجًا عالميًّا للتحوُّل الذكي.
وأوضح أن البنى التحتية التقليدية لم تَعُدْ كافية، ما يتطلب ابتكار أنظمة ذكية تُواكِب تعقيدات العصر الرقمي، خاصةً مع تسارُع اعتماد الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح شريانًا حيويًّا لقطاعات عدة، مؤكدًا أن دور المؤسسات التكنولوجية هو ترجمة هذا التقدم إلى حلول تعزِّز جودة الحياة وكفاءة الاقتصاد.
وقال خالد مرشد، الرئيس التنفيذي لـ “إي آند إنتربرايز”، إن تجربة الإمارات أثبتت قدرة المؤسسات المحلية على تحقيق الريادة العالمية في التحول الرقمي؛ بفضل الرؤية الاستباقية للقيادة والاستثمار في الشراكات والمواهب، مشددًا على أن التكاملَ بين الحكومات والمؤسسات ضرورةٌ لبناء بنى تحتية ذكية قادرة على مجاراة تسارُع الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن دور “إي آند إنتربرايز” في تقديم حلول رقمية متكاملة يعكس أهمية الابتكار المؤسسي في قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والخدمات الحكومية، مؤكدًا أن حماية البيانات والأمن السيبراني مسؤولية مشتركة بين القطاعين العام والخاص.
من جهته، قال توماس برامودهام الرئيس التنفيذي لشركة “بريسايت” شريك التحول الرقمي لخلوة الجاهزية الرقمية إن الخلوة تمثل دعوة مفتوحة للعمل، ومنصة تجمع بين مهندسي مستقبلنا الرقمي لتوحيد الرؤية نحو هدف مشترك يتمثل في بناء حكومة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تقود العالم في الابتكار والكفاءة والخدمات التي تتمحور حول المواطن.
وأضاف: “نفخر بكوننا الشريك الرسمي للتحول الرقمي لهذا الحدث، وكشركة إماراتية وطنية، فإن رسالتنا هي دفع الذكاء الاصطناعي الذي يقود التحول الشامل”، مشيرا إلى أن حلول الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي المطورة في دولة الإمارات والمطبقة في قطاعات استراتيجية، تحقق أثرا ملموسا، لكن دور الشركة يتجاوز التكنولوجيا، إلى الشراكة في الفكر والابتكار وتمكين الذكاء التطبيقي، لافتاً إلى أن الخلوة توفر مساحة لإعادة تصميم نماذج توظف الحلول الرقمية المبتكرة لتشكيل مستقبل آمن ومستدام.
وأطلقت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية ضمن فعاليات الخلوة برنامج قيادات التحول الرقمي، وهو عبارة عن برنامج تنفيذي موجه لقيادات الحكومة الاتحادية من المدراء التنفيذيين ومدراء إدارات التحول الرقمي، لتزويدهم بالمهارات والمعارف والخبرات اللازمة لقيادة جهود التحول الرقمي الشامل في الوزارات والجهات الحكومية.
ويهدف البرنامج الذي ينظم بالشراكة مع جامعة برمنغهام وجامعة سنغافورة الوطنية، إلى تعزيز الفكر الاستراتيجي لتأسيس تحول رقمي شامل، ورفع مستويات القدرة على تبني التقنيات الناشئة بشكل استباقي، وتمكين المنتسبين من أداء دور فاعل في قيادة فرق العمل الحكومية لتحقيق الابتكار الرقمي، وتوظيف ودمج الممكنات الرقمية الحكومية في آليات العمل.
وفي إطار استراتيجيتها لتنفيذ الدورة الثانية لخطتها لتصفير البيروقراطية، وقعت الهيئة الاتحادية للضرائب أربع مُذكِّرات تفاهم مع كلٍ من “مايكروسوفت” و”زوهو كوربوريشن بي تي إي. إل تي دي”، و”حلول تالي للبرمجيات”، و”سيجنت للبرمجيات”، للاستفادة من إمكانيات منصة “مايكروسوفت ديناميكس 365 للمالية والعمليات”، واتفاقية لتنفيذ آلية للربط المباشر بين منصة الهيئة للخدمات الضريبية الرقمية “إمارات تاكس” والأنظمة المُحاسبية المُعتمدة لدافعي الضرائب، وذلك لتعزيز التكامُل الرقمي وتحسين تجربة المُتعاملين عبر إرساء شراكات استراتيجية فعَّالة مع القطاع الخاص.
واستشرفت خلوة الجاهزية الرقمية في نسختها الثالثة المستقبل الرقمي، والأدوات والحلول الكفيلة بتعزيز جاهزية الجهات الحكومية لمتطلبات العصر التكنولوجي الجديد، في جلسات حوارية وتفاعلية وورش عمل شارك بها عدد من المسؤولين الحكوميين والقيادات الرقمية وقادة القطاع الخاص وخبراء عالميون.
وشارك مسؤولون في حكومة دولة الإمارات قصص نجاح ريادية في تسريع التحول الرقمي، في جلسة بعنوان “القيادة الرقمية: تجارب حكومية رائدة”، تحدث فيها سعادة المهندس شريف العلماء وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، وسعادة خليل الخوري وكيل وزارة الموارد البشرية والتوطين لعمليات سوق العمل والتوطين، وسعادة خالد البستاني مدير عام الهيئة الاتحادية للضرائب.
وناقشت جلسة حوارية رئيسية بعنوان “الحكومات الرقمية: الإنسان أولاً”، تجارب التحول الرقمي الحكومي المرتكز على المتعامل، تحدث فيها كل من سعادة الشيخ سعود بن سلطان القاسمي مدير عام دائرة الشارقة الرقمية، وسعادة وسام لوتاه مدير عام الحكومة الرقمية في دائرة التمكين الحكومي في أبوظبي، وسعادة مطر الحميري الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي الرقمية، وسعادة محمد الزرعوني نائب المدير العام لقطاع الحكومة الرقمية في هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية.
واستعرض المشاركون في الجلسة الحوارية عدداً من المبادرات والمشاريع الاستراتيجية والجهود التحولية على مستوى الجهات، وتطرقوا إلى دورها في تعزيز الجاهزية الرقمية على المستوى الوطني، وتناولوا تجارب جهاتهم لتصبح منصات للتفكير الاستراتيجي، وتصميم الخدمات، وتصميم وتهيئة البنية التحتية الذكية.
وأكد سعادة الشيخ سعود بن سلطان القاسمي مدير عام دائرة الشارقة الرقمية، أن خلوة الجاهزية الرقمية تعكس التزام دولة الإمارات بتعزيز التكامل الرقمي، وصناعة مستقبل حكومي أكثر ذكاءً ومرونة، مشيراً إلى أن مشاركة الدائرة في الخلوة تمثّل ترجمة فعلية لرؤية تستهدف الانتقال من الطرق المتفرّقة إلى المسار الواحد عبر استراتيجية رقمية تنبض بروح الإمارة وقيَمها، وتخدم الإنسان أولاً.
وقال: “نعمل على ترسيخ المرونة المؤسسية الشاملة، حيث تتحوّل المبادرات إلى منظومات، وتصبح الغاية هي البوصلة، وذلك عبر إرساء بنية تحتية ذكية تتكامل بسلاسة مع مختلف الجهات المحلية والاتحادية والخاصة، بما يسهّل رحلة المتعامل؛ فهو الحكم في نهاية الأمر. كما نؤمن بأن التحوّل الحقيقي توجّهه قيادة تستشرف وتُحدث فرقاً في مجتمع لا يُقاس إلا بما يُنجز وما يُحدث من أثر. نسعى لأن نرسّخ الذكاء والتفكير الاستباقي في العمل الحكومي، وأن نحوّل طموحاتنا الرقمية إلى أثر ملموس يشعر به كل فرد في الدولة. وهذه ليست رحلة نخوضها وحدنا، بل فرصة لنتعلّم من بعضنا، ونتكامل لنرسم معاً ملامح مستقبل رقمي رائد يُحتذى عالمياً”.
وقال سعادة وسام لوتاه مدير عام الحكومة الرقمية – دائرة التمكين الحكومي في أبوظبي: “تشكل خلوة الجاهزية الرقمية لقيادات حكومة الإمارات، منصة استراتيجية لدعم جهودنا واستراتيجياتنا الوطنية في بناء حكومة المستقبل، التي تبتكر وتعمل من أجل الإنسان، وتستثمر في البنية التحتية الرقمية والتكنولوجيا الناشئة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة حياة أفراد المجتمع، وتمكين المنظومة الحكومية بما ينعكس على الكفاءة التشغيلية والإنتاجية”.
وأضاف: “في الفضاء الرقمي المتسارع، بات الذكاء الاصطناعي ليس خياراً ثانوياً، بل أداة رئيسية لتلبية الاحتياجات المتطورة لمجتمعات المستقبل، ولذلك نسعى في دائرة التمكين الحكومي التي تتولى تنفيذ “استراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية 2025 – 2027″ لأن نكون أول حكومة تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم بحلول عام 2027″، فالاستراتيجية تعد مساراً واضحاً ومتكاملاً نحو نموذج عالمي من الحكومة الرقمية المدعومة بالحوسبة السحابية السيادية والبنية التحتية المتطورة”.
من جهته، قال سعادة مطر الحميري الرئيس التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الرقمية: “لقد كرست خلوة الجاهزية الرقمية خلال السنوات الأخيرة من مسيرة التحول الرقمي في دولة الإمارات مكانتها محطة سنوية مهمة تسهم في إحداث نقلات نوعية تستفيد من التجارب المتبادلة سواء على مستوى الحكومات المحلية أو على المستوى الاتحادي. هذه الخلوة تتناغم بشكل جوهري مع قناعاتنا في دبي الرقمية بأن العمل المشترك هو أحد أهم أسرار النجاح في عصر التحولات الرقمية المتسارعة والتقنيات المتقدمة، لا سيما في ظل ما نراه اليوم من انتشار سريع للذكاء الاصطناعي والتقنيات الافتراضية وإنترنت الأشياء وغيرها”.
وأضاف الحميري: “نحن نرى أن التكامل بين الجهات هو الأساس لبناء منظومة رقمية شاملة، فنحن جميعاً ننطلق من أهداف مشتركة يقع في مقدمتها تعزيز الريادة العالمية لدولة الإمارات من خلال رقمنة الحياة وصولاً إلى سعادة الإنسان. إننا على ثقة بأن خلوة الجاهزية الرقمية 2025، بشعارها الغني بالدلالات “الإنسان أولاً” ستشكل منعطفاً مهماً في مسيرتنا الرقمية المشتركة، وأن نتائجها ستكون دافعاً لنا لنحقق قفزات كبرى للأمام”.
وشارك المؤلف ومستشرف المستقبل بريت كينغ في جلسة بعنوان: “كيف سيعيد الابتكار الرقمي والتكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي تشكيل الحكومات”، رؤاه لمستقبل الحكومات في ظل ثورة تكنولوجية غير مسبوقة يقودها الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي، وتطرق إلى منظومة التحديات والفرص التي سيحملها التحول الرقمي للحكومات والمجتمعات، والحلول المبتكرة الكفيلة بتوظيف مخرجات هذه المرحلة في إعادة تصميم العمل الحكومي وتعزيز جاهزيته الرقمية والتكنولوجية.
ونظمت خلوة الجاهزية الرقمية جلسة حوارية بعنوان “نحو 2030: 5 توجهات رقمية تشكل مستقبل الحكومات”، استعرض فيها دين لاشيكا نائب رئيس التحليل في مؤسسة “غارتنر”، أبرز التوجهات الرقمية التي ستشكل مستقبل الحكومات على المدى القريب، والتي تشمل تسارع تبني حلول وكلاء الذكاء الاصطناعي، وتطور منصات حوكمة الذكاء الاصطناعي، وظهور مجالات جديدة من ضمنها أمن المعلومات المضللة، إضافة إلى تطور منظومة جديدة لأنظمة التشفير، وأنظمة الذكاء المخفية الشاملة لكل مجالات الحياة والنشاط الإنساني.
واستعرض توماس برامودهام الرئيس التنفيذي لشركة “بريسايت”، رؤيته لدور البيانات في إحداث نقلات نوعية في الخدمات الحكومية، ضمن جلسة بعنوان “مستقبل الخدمات والعمليات الحكومية: قوة البيانات الضخمة والتحليلات المتقدمة”.
وشارك مديرو ورؤساء تنفيذيون لشركات رائدة في القطاع الخاص رؤاهم لأهمية الشراكات الرقمية في تعزيز العمل الحكومي، ضمن جلسة بعنوان “الشراكات الرقمية الاستراتيجية: مسرعات التحول الحكومي”، بحثت أثر عصر الذكاء الاصطناعي، في تحويل العلاقة بين الحكومات ومقدمي التكنولوجيا من عقود توريد إلى شراكات استراتيجية عميقة تُشكل جوهر الحوكمة، وتطرقت إلى تحول الجاهزية الرقمية إلى ضرورة للتنافسية الوطنية والكفاءة، وأهمية تعزيز الشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص لتعزيز الابتكار والمرونة الحكومية.
وتحدث في الجلسة نعيم يزبك مدير عام شركة مايكروسوفت الإمارات، وكيريل إيفتيموف الرئيس التنفيذي لشركة “كور 42″، وجيسيكا قسطنطينيدس رئيس الابتكار في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة “سيرفيس ناو”.
وتطرق المتحدثون إلى الطبيعة المتطورة للتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في تسريع التحول الرقمي، وكيفية مساهمة شركات التكنولوجيا الرائدة في دعم جاهزية الحكومات في عصر الذكاء الاصطناعي، وناقشوا مستقبل تحول الشراكات من توفير المنتجات إلى التمكين الاستراتيجي، وآليات تمكين الحكومات لتكون مستعدة رقميًا في البنية التحتية والأنظمة، والعقلية والمهارات والثقافة والقدرة على التكيف المستمر.
وشهدت الخلوة عقد فعاليات متزامنة شملت طاولة مستديرة للقيادات الرقمية، فيما نظمت شركة “إي آند الإمارات” جلسة رئيسية بعنوان “ما بعد الرقمنة: إعادة بناء الأنظمة الحكومية للمستقبل”، استشرف المتحدثون فيها معالم عصر التكنولوجيا المقبل، وحلول إعادة تشكيل مفهوم العمل الحكومي.
أما شركة “بيرسايت” فنظمت ورشة عمل تناولت خلالها موضوع قيادة التغيير من خلال تعزيز التحول الرقمي في مجالات العمل الحكومي.
وبحث مسعود شريف محمود الرئيس التنفيذي لشركة إي آند الإمارات، في جلسة بعنوان “إعادة البناء الرقمي”، ما تتطلبه المرحلة المقبلة من تحسين النظم القائمة، وإعادة بناء عملية التحول الرقمي بطريقة جذرية، وتناول الأسباب التي تجعل الثورة الرقمية الحالية بحاجة إلى نظرة جديدة في مجالات البنى التحتية الرقمية والمنصات والخدمات في الحكومات والمؤسسات.
واستعرض خالد مرشد الرئيس التنفيذي لـ “إي آند إنتربرايز” مواضيع تعزيز التحول الرقمي، وإعادة تصور البنية التحتية، عبر منظومات رقمية ذكية، آمنة وقابلة للتوسع، وتناول تطبيقات عملية للحكومات مثل منصات البيانات الموحدة، والبنية التحتية القائمة على الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي.
واختتمت خلوة الجاهزية الرقمية بجلسة حوارية رئيسية، بعنوان “الطيران والفنادق والمصارف مصدر إلهام للحكومات: ماذا بعد؟”، تحدث فيها عادل الرضا نائب الرئيس والرئيس التنفيذي للعمليات في طيران الإمارات، وتوماس ماير الرئيس التنفيذي لمجموعة جميرا.
واستعرض المتحدثون التطورات التي شهدتها الخدمات بعد وضع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” عام 2013، معيارًا جريئًا للعمل الحكومي، حين قال سموه: “أريد حكومةً تُرحّب بالضيوف كالفنادق، وتعمل على مدار الساعة كشركات الطيران”.
وتناول المتحدثون تجارب شركاتهم في الحفاظ على استدامة التطوير في الخدمات في قطاعي الطيران والضيافة والمصارف، من خلال الاعتماد على التكنولوجيا في تصميم تجربة المتعاملين، والتخصيص الرقمي، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، والخدمة على مدار الساعة، واستعرضوا تجاربهم الناجحة في تقديم خدمات استثنائية، ودور الرقمنة في تطوير خدمات محورها المتعامل وهدفها تسهيل حصوله على الخدمة والارتقاء بجودة حياته.
يذكر أن خلوة الجاهزية الرقمية شهدت في دورتها الثانية التي نظمت في مايو 2024، إصدار النسخة الأولى لتقرير حالة التحول الرقمي، وإطلاق عدة مبادرات وشراكات، وشارك في فعالياتها 6 وزراء و20 متحدثاً وأكثر من 300 مسؤول من 50 وزارة وجهة حكومية اتحادية ومحلية، ناقشوا أبرز تطورات التحول الرقمي الحكومي في دولة الإمارات، والنماذج الرقمية الحكومية المستقبلية، وأفضل الحلول الهادفة لتصفير البيروقراطية الرقمية، وتعزيز التكامل الرقمي وتفعيل التكنولوجيا المتقدمة في خدمة المجتمع.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية