«نبض الخليج»
دبي في 27 مايو / وام / استضافت قمة الإعلام العربي، المنعقدة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، جلسة مخصّصة للفنّ والثقافة، أكدت الأهمية المتزايدة للتعبير الإبداعي كركيزةٍ أساسيةٍ في تشكيل الخطاب العام، انطلاقا من كون الفنّ رابطاً قوياً بين الثقافات والأيديولوجيات، ويتجلّى دوره الحيوي اليوم في تجسير الفجوات الثقافية.
الجلسة التي حملت عنوان “حوار الفن والثقافة”، شارك فيها الكاتب والباحث في الفنون البصرية صائب أغنر، الذي قدّم لكتابه الجديد “فنّانو الشرق الأوسط .. من عام 1900 إلى اليوم”، وهو عملٌ مرجعيٌّ شاملٌ من 400 صفحة يُوثّق أعمال 259 فنّاناً من جميع أنحاء المنطقة، وحاورته خلال الجلسة أنطوليا كارفر، المدير التنفيذي لمركز “آرت جميل”.
وتحدّث أغنر، المعروف بمسيرته المتميّزة في مجال التنظيم المالي وانخراطه العميق في الفنّ والثقافة، قائلاً: الفنّ يحتلّ المرتبة الثالثة في حياتي، بعد العمل والأسرة، وبينما قدّم كتابه السابق “فن الشرق الأوسط” – الذي حقّق نجاحاً عالمياً ويُعرض حالياً في طبعته الرابعة – تعريفاً بالفنّ الإقليمي، فإنّ هذا العمل الجديد يتعمّق في استكشاف التطوّر الفنّي في منطقة الشرق الأوسط، مُسلّطاً الضوء على كلٍّ من الفانين الأوائل والأصوات المعاصرة.
ومن بين الأعمال الفنّية البارزة التي نوقشت خلال الجلسة، لوحة “الرجل الغاضب” للفنان ضياء العزاوي، و”بنت البلد” لمحمود سعيد، وأعمال فنية مؤثرة بريشة الفنانة كمالا إبراهيم إسحق. كما يُسلّط الكتاب الضوء على فنّانين مثل إنجي أفلاطون وعبد الحليم رضوي، مقدّماً قصصاً متنوّعةً وأنماطاً إقليميةً ووسائطَ وتأثيراتٍ مختلفة، ويُزيّن غلاف الكتاب عملٌ فنّيٌّ للفنانة الفلسطينية سامية حلبي مُستوحى من الذكاء الاصطناعي.
وتحدّث أغنر عن اختياره للفنانين وعمق التاريخ الكامن وراء اختياراته، فبعض الفنانين قد غادر عالمنا والبعض الآخر لا يزال يلعب دوراً في تشكيل المشهد الفنّي المعاصر، وأشار إلى إدراج الخطّ العربي من عصور ما قبل الإسلام في الكتاب، مُسلّطاً الضوء على الإرث اللغوي والبصري الذي حمله الفنّ، وقال الكاتب: لم يكن اختيار 259 فنّاناً فقط مهمّةً سهلةً، لكنّ الهدف كان تقديم سردٍ شاملٍ وأصيلٍ للإبداع في الشرق الأوسط.
واختُتمت الجلسة بالتأكيد على أنّ الفنّ ليس مجرّد تعبير، بل ضرورة، فمن خلال الاحتفاء بالتراث الثقافي والقصص الفردية، يُعزّز الفنّ التعاطفَ والفهمَ المُشتركَ عبر الحدود.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية