«نبض الخليج»
أكدت وزارة الثقافة السورية متابعتها الاكتشاف الجديد للمدافن البيزنطية في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، مشددة على اتخاذها إجراءات فورية لحماية الموقع وصون التراث السوري.
ويوم الأحد الفائت، عثر أهالي معرة النعمان على مقبرة تعود إلى العصر البيزنطي في اكتشاف أثري جديد يعيد المدينة التاريخية إلى الواجهة ويعكس الغنى الحضاري لمحافظة إدلب.
الاكتشاف الأثري الهام، جرى خلال عمليات حفر بهدف تشييد بناء في الحي الشمالي بالقرب من المقبرة الجنوبية لمعرة النعمان، ما دفع القائمين على أعمال الحفر إلى إبلاغ مديرية الآثار في محافظة إدلب، التي سارعت بدورها إلى إرسال فريق مختص لتأمين الموقع والكشف عن تفاصيله.
وقالت وزارة الثقافة في بيان: “تابعنا باهتمام اكتشاف مدافن أثرية في معرة النعمان ونؤكد أهمية هذا الاكتشاف التاريخي والثقافي”، وفق ما نقلت قناة “الإخبارية” السورية.
وأشارت إلى أنها أرسلت لجنة أثرية مختصة للكشف على الموقع وتقييمه علمياً، ووثقّت أن المدافن تعود للعصر البيزنطي. وأضافت: “جرى تأمين الموقع بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي لحمايته من العبث أو التخريب”.
وختمت الوزارة بيانها بالقول إنها تجدّد الالتزام بحماية التراث السوري بكل أشكاله وصونه، وبأن هذه الآثار تمثل ذاكرة وطنية ملكاً للشعب السوري، مؤكدة أن حرصها على المحافظة على التراث بعد سنوات الدمار التي شهدتها البلاد بسبب الحرب.
تفاصيل الاكتشاف
مدير آثار إدلب، حسان إسماعيل، أوضح أن الحفريات كشفت عن وجود مدفنين يحتوي كل منهما على ستة معازب (قبور فردية)، مشيراً إلى أن المؤشرات الأولية، ومن بينها وجود صليب منحوت على أحد القبور، تدل على أن الموقع يعود للعصر البيزنطي، وتحديداً بين القرنين الرابع والخامس الميلادي.
وقال إسماعيل إن المدافن شيدت بطريقة معمارية دقيقة، حيث استخدمت الأقواس نصف الدائرية فوق كل معزب، وزُينت بأعمدة وتيجان تعكس الطراز المعماري لتلك الحقبة. كما عثر داخل المدافن على قطع فخارية وبقايا عظام بشرية. ولفت إلى أن الموقع تعرض لأضرار جزئية خلال أعمال الحفر قبل اكتشاف أهميته الأثرية.
وقد يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام مزيد من الأبحاث حول البنية السكانية والدينية للمنطقة خلال العصر البيزنطي، كما يمثل فرصة لتسليط الضوء على ما تزخر به معرة النعمان من إرث حضاري يرقى إلى مصاف المدن الأثرية الأهم في سوريا.
وتعد محافظة إدلب من أغنى المناطق السورية بالمكتشفات الأثرية، إذ تضم أكثر من 1000 موقع أثري، منها 760 موقعاً مسجلاً رسمياً. وتعتبر مملكة “إيبلا” من أهم تلك المواقع نظراً لقدمها التاريخي (الألف الثالث قبل الميلاد) ومكتبتها التي تحتوي آلاف الرُقم المسمارية، ما جعلها من بين أهم المواقع الأثرية على مستوى العالم.
ورغم غناها الحضاري، إلا أن المحافظة عانت من إهمال كبير على مدى العقود الماضية، ما ساهم في تعرّض العديد من معالمها للتخريب أو الإهمال.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية