«نبض الخليج»
ناشد أهالي بلدة السكرية في ريف درعا الغربي محافظ درعا ومؤسسة المياه والمنظمات الإنسانية، للتدخل العاجل وإيجاد حل لأزمة انقطاع المياه المستمرة في البلدة منذ أكثر من 13 عامًا، وسط أوضاع معيشية صعبة وارتفاع كبير في تكلفة تأمين مياه الشرب.
وقال أسامة العودة، أحد أبناء البلدة، في حديث لموقع تلفزيون سوريا، إن ضخ المياه إلى البلدة متوقف تمامًا منذ عام 2011 بسبب تهالك الشبكة وضعف الضخ، ما دفع السكان للاعتماد على صهاريج المياه التي تُنقل من مناطق بعيدة مثل مدينة جاسم وبلدة العالية، الواقعتين شمال درعا على بُعد نحو 15 كيلومترًا.
وأوضح أن سعر صهريج المياه الواحد بلغ مؤخرًا نحو 150 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ باهظ بالنسبة لغالبية الأهالي، الذين يفتقرون لفرص عمل منتظمة ويعتمدون على الزراعة وتربية المواشي كمصادر دخل رئيسية.
وأضاف: “العائلة الواحدة تحتاج إلى صهريج أسبوعيًا، ما يعني نحو 600 ألف ليرة شهريًا فقط لتأمين مياه الشرب، وهذا عبء لا تحتمله معظم الأسر في البلدة”.
وأكد العودة أن الحل المستدام هو حفر بئر مياه داخل البلدة، وربطه بالشبكة الرئيسية، داعيًا الجهات المعنية لزيارة البلدة والاطلاع عن قرب على حجم المعاناة.
من جهته، وجّه أحمد العودة (60 عاما)، أحد وجهاء بلدة السكرية، نداء استغاثة عاجل لمحافظ درعا ومؤسسة المياه والمنظمات الدولية، داعيًا إلى توفير حل عاجل ينهي معاناة السكان المستمرة.
وقال أحمد إن معاناة أهالي السكرية غير مسبوقة، موضحًا أن أسعار المياه تضاعفت، خصوصًا مع الجفاف الذي ضرب المنطقة هذا العام، وغياب الأمطار بشكل شبه تام، ما أدى إلى جفاف الأراضي الزراعية ونفوق عدد من المواشي، وزاد الضغط على المواطنين.
وأشار إلى أن البلدة، التي يقدّر عدد سكانها بحوالي 4 آلاف نسمة، بحاجة ملحّة لبئر مياه يُنهي اعتماد السكان على الصهاريج المكلفة.
انقطاع التغذية من وادي الأشعري يزيد المعاناة
يُذكر أن بلدة السكرية كانت تعتمد سابقًا في تغذيتها بالمياه على وادي الأشعري، الذي يُعد من أبرز المصادر المائية التي كانت تغذي معظم مدن وبلدات محافظة درعا.
لكن في السنوات الأخيرة، تراجعت قدرة هذا المصدر الحيوي على تلبية احتياجات السكان، بسبب تهالك محوّلات الكهرباء المغذية لمحطات الضخ، وضعف التيار الكهربائي بشكل عام، بالإضافة إلى تعدّيات من بعض المزارعين على خط المياه، وقيامهم بحفر آبار بشكل عشوائي دون رقابة، ما أدى إلى خلل كبير في توزيع المياه وتوقفها عن الوصول إلى العديد من التجمعات السكانية، من بينها بلدة السكرية.
أزمة المياه في درعا تتفاقم
وتعاني محافظة درعا عمومًا من أزمة مياه حادة نتيجة جفاف الآبار والينابيع، بعد موسم شتوي شبه صفري للأمطار، ما انعكس سلبًا على مختلف القطاعات، لا سيما الزراعة ومياه الشرب، وسط مطالب شعبية متزايدة بضرورة تحرك الحكومة والجهات الدولية لتفادي تفاقم الأزمة في أشهر الصيف القادمة.
شارك هذا المقال
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية