كتب: هاني كمال الدين
في تطور خطير يفتح مرحلة جديدة في الصراع الإقليمي، نفذ الحرس الثوري الإيراني الهجوم الإيراني ضد إسرائيل مستخدمًا لأول مرة صاروخ “خيبر شکن” المتطور، ما شكل تحولا استراتيجيا لافتا في طبيعة المواجهة بين الجانبين. وأكدت وكالة “مهر” الإيرانية الرسمية نقلاً عن الحرس الثوري أن الصاروخ الباليستي ذو الرأس الحربي القابل للانفصال من الجيل الثالث دخل الخدمة خلال هذا الهجوم الإيراني ضد إسرائيل الذي نُفذ صباحاً.
وبحسب التفاصيل التي أوردها البيان الرسمي، فقد أطلق الحرس الثوري الإيراني 40 صاروخاً متنوعاً يعمل بعضها بالوقود السائل والبعض الآخر بالوقود الصلب، وذلك في إطار الهجوم الإيراني ضد إسرائيل الذي استهدف مواقع حيوية داخل الأراضي المحتلة. ويعد هذا التصعيد من أعنف الضربات الصاروخية التي شهدتها الساحة في السنوات الأخيرة.
الهجوم الإيراني ضد إسرائيل لم يكن مجرد رسالة عسكرية، بل جاء بعد ساعات فقط من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن هجوم جوي أمريكي ضد ثلاثة مواقع نووية إيرانية حساسة. وشملت الضربات الأمريكية منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، وهي من أهم منشآت البرنامج النووي الإيراني، حيث وصف ترامب هذا العمل العسكري بأنه لحظة تاريخية للولايات المتحدة وإسرائيل والمجتمع الدولي.
وأشار ترامب إلى أن هذا الهجوم الناجح يجب أن يدفع إيران إلى قبول خيار السلام، في تلميح إلى الرغبة الأمريكية في استغلال هذا التصعيد العسكري للضغط على طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن ملفها النووي وسلوكها الإقليمي المثير للجدل. وتزامن ذلك مع متابعة دقيقة من المجتمع الدولي الذي يراقب بقلق شديد تداعيات الهجوم الإيراني ضد إسرائيل وردود الأفعال المحتملة.
الهجوم الإيراني ضد إسرائيل باستخدام صاروخ “خيبر شکن” يمثل استعراضاً واضحاً للقدرات العسكرية المتطورة التي باتت إيران تمتلكها. فالصاروخ الجديد يتمتع برأس حربي يمكنه الانفصال عن جسم الصاروخ أثناء التحليق، ما يصعب مهمة اعتراضه من قبل الأنظمة الدفاعية المتطورة وعلى رأسها منظومة “القبة الحديدية” الإسرائيلية، التي واجهت صعوبات في اعتراض هذا النوع من الصواريخ.
وفي ضوء هذا الهجوم الإيراني ضد إسرائيل، تتزايد المخاوف في الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، حيث تدرس القيادة العسكرية الإسرائيلية خيارات الرد، بما في ذلك توجيه ضربات استباقية داخل العمق الإيراني أو توسيع نطاق العمليات ضد منشآت عسكرية إيرانية في مناطق أخرى من المنطقة.
وفي الولايات المتحدة، أثار هذا التصعيد نقاشات حادة بين صقور الإدارة الأمريكية والكونغرس حول مدى فعالية الخيار العسكري في كبح جماح إيران، خاصة مع تصاعد القدرات الإيرانية التي تجلت بوضوح في الهجوم الإيراني ضد إسرائيل الأخير. ويخشى العديد من المراقبين أن يؤدي هذا التصعيد المتبادل إلى حرب واسعة يصعب السيطرة على تداعياتها.
يرى محللون استراتيجيون أن الهجوم الإيراني ضد إسرائيل في هذا التوقيت يحمل أكثر من رسالة؛ فهو من ناحية يستعرض قدرات إيران العسكرية المتطورة ويوجه تحذيراً مباشراً لإسرائيل وحلفائها، ومن ناحية ثانية يرفع سقف مطالب طهران التفاوضية في أي مباحثات قادمة حول برنامجها النووي أو نفوذها الإقليمي.
في سياق أوسع، يهدد هذا التصعيد الهجوم الإيراني ضد إسرائيل الاستقرار الإقليمي الهش في منطقة الشرق الأوسط، وسط مخاوف من انزلاق الأوضاع إلى صراع إقليمي أوسع يشمل أطرافاً إقليمية ودولية أخرى. ولا تزال عواصم عربية وغربية تتابع تطورات الهجوم الإيراني ضد إسرائيل بدقة مع تصاعد الدعوات لتحركات دبلوماسية عاجلة لنزع فتيل الأزمة.
ويمثل نجاح إيران في تطوير صاروخ “خيبر شکن” واستخدامه عملياً في الهجوم الإيراني ضد إسرائيل مؤشراً قوياً على أن موازين القوى في الشرق الأوسط تشهد تحولات جوهرية. ويؤكد مراقبون أن طهران بهذه الخطوة تعزز من موقعها التفاوضي والسياسي والعسكري كلاعب إقليمي رئيسي يصعب تهميشه في أي ترتيبات مستقبلية تخص أمن المنطقة.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر