حرائق اللاذقية.. تمدد مستمر للنيران في غابات الفرنلق ووادي الشيخ حسن

تواصل الحرائق الحراجية اشتعالها لليوم الثامن في ريف اللاذقية، حيث تزداد النيران اشتعالاً في غابات الفرنلق ووادي الشيخ حسن، وسط ظروف ميدانية قاسية تُصعّب من مهام فرق الإطفاء.

وقال الدفاع المدني السوري إن سحب دخانية كثيفة وعالية ما زالت تتصاعد من داخل غابات الفرنلق في ريف اللاذقية من جراء الحرائق الكبيرة التي لاتزال مشتعلة لليوم الثامن على التوالي من الحرائق الحراجية في المنطقة، مضيفاً أن جميع فرق الإطفاء في المكان تحاول السيطرة على الحريق ومنع تمدده بشكل أكبر إلى عمق الغابة لتلافي حجم أكبر للحريق.

وواجهت فرق الإطفاء، مساء أمس، لحظات عصيبة خلال محاولاتها وقف تمدد النيران قرب “تلة النسر” في جبل التركمان، حيث ساهمت سرعة الرياح في انتشار الحرائق إلى بؤر جديدة، رغم الجهود المبذولة في إقامة خطوط قطع ناري.

ورغم الجهود المكثفة، تعيق عمليات الإخماد عوامل عديدة أبرزها وعورة التضاريس، وتغيّر اتجاهات الرياح، وارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب وجود ألغام ومخلّفات حربية تهدد سلامة الفرق الميدانية، وفقاً للدفاع المدني.

وادي الشيخ حسن تحت النار والجهود مستمرة

في ناحية قسطل معاف شمالي اللاذقية، انتقلت ألسنة النار إلى وادٍ شديد الانحدار في منطقة الشيخ حسن، بعدما دفعت الرياح النيران من البؤر المشتعلة إلى عمق الوادي، متجاوزة الخطوط العازلة التي أنشأتها فرق الإطفاء مسبقاً.

وتواصل وحدات الإطفاء عملها على مدار الساعة، وسط تضاعف عدد البؤر النشطة، في محاولة لمنع امتداد أوسع للحرائق داخل الغابات الكثيفة، وسط تحديات ميدانية غير مسبوقة.

 

كارثة بيئية كبيرة

ومنذ 3 تموز الجاري، تشهد محافظة اللاذقية في الساحل السوري سلسلة حرائق غابات كارثية، أدّت إلى التهام مساحات تقدّر بآلاف الهكتارات من الغطاء الشجري، وتشريد مئات العائلات من عشرات القرى، في واحدة من أسوأ الكوارث البيئية التي تشهدها سوريا.

في سياق ذلك، قال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث إن تركيا كانت الأسرع في الاستجابة، إذ أرسلت 12 طائرة إطفاء ومركبات متخصصة وفرقاً أرضية، كما شاركت طائرات وفرق من الأردن ولبنان، إلى جانب الدعم الجوي المقدم من وزارة الدفاع السورية.

وكان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح أكد استمرار التنسيق مع دول أوروبية والعراق لتفعيل عمليات التدخل الجوي عند الحاجة، مشيراً إلى أن الاستجابة الدولية ساهمت في تقليص مساحات الحريق وتعزيز سرعة السيطرة.