11
«نبض الخليج»
مدار الساعة – كتبإياد يوسف البستنجي -في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم في سوق العمل، بات من الضروري أن تعيد أنظمتنا التعليمية صياغة أولوياتها بما يتناسب مع متطلبات العصر، وتحديات الاقتصاد الرقمي، وثورة المهارات. ومن هنا، يبرز التعليم المهني كخيار استراتيجي لا يقل أهمية عن التعليم الأكاديمي، بل هو شريان حيوي يدعم النمو الاقتصادي ويرفد سوق العمل بكفاءات فنية متخصصة.
وقد كان لمعالي وزير التربية والتعليم، الأستاذ الدكتور عزمي محافظة، رؤية استشرافية واضحة في هذا السياق، تمثلت في دعم التعليم المهني وتعزيزه، لا بوصفه بديلاً، بل خيارًا وطنيًا رفيعًا يستحق التقدير والتطوير.
من أبرز ما تبنّته وزارة التربية والتعليم مؤخرًا، برنامج BTEC (بيتك)، وهو اختصار لـ “Business and Technology Education Council”، وهو برنامج بريطاني عالمي معتمد يقدّم تعليمًا مهنيًا عالي الجودة، يجمع بين الجانب النظري والتطبيقي، ويوفر للطلبة فرصًا حقيقية للتأهل لسوق العمل المحلي والعالمي، بل والالتحاق مستقبلاً بالتعليم الجامعي في تخصصات ذات صلة.
BTEC ليس مجرد برنامج مهني تقليدي، بل هو منظومة تعليمية متكاملة، تقوم على التقييم المستمر، والمشاريع العملية، وتنمية المهارات الحياتية، والاعتماد على التفكير النقدي، والعمل الجماعي، وحل المشكلات الواقعية.
وقد تم تطبيق هذا البرنامج في عدد من المدارس الحكومية في الأردن، بدعم مباشر من الوزارة، ويُعتبر نقلة نوعية في مفهوم التعليم المهني، حيث يمنح الطالب شهادة معترفًا بها عالميًا، ويفتح له آفاقًا واسعة في مجالات مثل: إدارة الأعمال، تكنولوجيا المعلومات، الهندسة، الفندقة، الصحة، وغيرها.
إن معالي الدكتور عزمي محافظة، بما يحمله من خبرة أكاديمية واسعة، وإيمان راسخ بضرورة إصلاح التعليم، لا ينظر إلى التعليم المهني كرافد جانبي، بل كمكون أساسي في استراتيجية تطوير التعليم، تسنده شراكات محلية ودولية، وبيئة تعليمية متطورة، وكوادر مؤهلة.
ختامًا، فإن التعليم المهني بصيغته الحديثة كـ BTEC، ليس فقط استجابة لتحديات سوق العمل، بل هو أيضًا تجسيد لعدالة تعليمية تضمن لكل طالب أن يسلك المسار الذي يلائم قدراته وطموحاته، وهو ما تسعى وزارة التربية والتعليم إلى ترسيخه في عهد الدكتور عزمي محافظة، بوصفه خيارًا وطنيًا استراتيجيًا نحو أردن منتج، مزدهر، ومزود بكفاءات تصنع الفارق.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية