في ذلك اليوم الذي احتجتك فيه…
لماذا تركت الخانة الرابعة والخامسة فارغتين في ورقة الاقتراع؟
لماذا لم تمنحني صوتك، رغم أنك تعرفني؟
رغم أنك تعلم أني لم أكن يومًا طالبًا لمنصب، بل خادمًا للموقف…
أتعلم؟
لن أسألك، لأني سأجيب عنك…
ربما كنت تُحبني، لكنك لم تثق بي في اللحظة التي احتجت فيها لصوتك.
ربما خشيت أن تخسر ودّ الآخرين لو عرفوا أنك اخترتني.
أو لعلّك قلت: “هو قوي بما فيه الكفاية… لا يحتاج صوتي.”
ولكني لم أكن أحتاج إلا صوتك.
تركتَ الورقة ناقصة…
فكان النقص في القلب لا في الورقة.
وما كان يؤلمني ليس خسارتي لصوت، بل خسارتي لثقة ظننتها راسخة.
لكنك لم تخذلني…
بل أيقظتني،
علّمتني أن العشم مؤلم… وأن الوفاء ليس شعارًا يُرفع، بل موقف يُمارس.
فشكرًا لك.
لأنك لم تكن من أولئك الخمسين…
علّمتني كيف أكون وحدي… وأبقى واقفًا.