جدول المحتويات
«نبض الخليج»
بالرغم من كون المحاولات لتأسيس مجلات حزبية لا تزال محدودة نظرا لحالة الإغلاق النسبي الذي تعيشه الحياة السياسية في سوريا عقب سقوط نظام الأسد، إلا أنها تبقى محاولات جادة ويمكن التأسيس عليها.
فهل تعود ظاهرة الجرائد الحزبية كتلك التي شهدتها البلاد في خمسينات القرن الماضي عقب استقلال سوريا من الاستعمار الفرنسي، وتعود معها الآراء والتوجهات السياسية المتباينة والمتصارعة؟
مجلة العنقاء
تأتي مجلة “العنقاء” كأحدث المجلات الحزبية السورية المنشأة حديثا، وهي مجلة ناطقة باسم “تيار سوريا الجديدة” الناشط في دمشق منذ سقوط النظام المخلوع.
أصدرت المجلة حتى الآن 5 أعداد شهرية تتناول مجموعة من المقالات والتحليلات السياسية والفكرية التي تلامس الواقع الراهن وتنشر أفكار التيار.
وحول اسم الجريدة، يقول رئيس التيار ياسر تيسير العيتي لـ موقع تلفزيون سوريا: “العنقاء شعار تيار سوريا الجديدة، وهو بحسب ما ورد في الأساطير السورية طائر ناري ينبعث من تحت الرماد؛ اخترناه شعاراً للتيار واسماً للمجلة إيماناً منا بأن الشعب السوري شعب حي متجدد قادر على أن يتجاوز الدمار الذي مر به وأن يبني سوريا الجديدة التي ستحلق كالعنقاء في وقت قريب بإذن الله”.
ويوضح العيتي أن فكرة المجلة أتت من حاجة الحزب إلى “وسائل لإيصال أفكاره إلى الناس” مؤكدا أن “الصحافة أحد هذه الأدوات”، ويلفت إلى أن “المجلة هي أحد وسائل التيار لإيصال أفكاره للناس وليس كلها. هناك شريحة من الناس ما زالت تحب هذا الشكل من الصحافة سواء بنسختها الورقية أو الإلكترونية والمجلة موجهة لهم، وهناك شرائح أخرى وخصوصا الشباب تميل أكثر إلى الوسائل الحديثة كالبودكاست والريلز وغيرها، وهؤلاء سنوجه لهم رسائلنا عبر هذه الوسائل”.
تصدر المجلة شهريا بصيغتين ورقية وإلكترونية ولكن بأعداد محدودة، حيث يشير العيتي إلى أن المجلة “ليست مخصصة للنشر بكميات كبيرة وإنما للمعارف والأصدقاء ومن يرغبون بالتعرف على أفكار التيار”.
حوى العدد الخامس لمجلة العنقاء مواضيع تحت عناوين مختلفة من أبرزها: الأحزاب الوطنية في المرحلة الانتقالية- نحو مواجهة الطائفية من منظور نفسي سياسي- ملء الفراغ السياسي في سوريا- بناء الدولة والغلو العاطفي- كيف نصنع جيلا قابلا للاستبداد؟ وغيرها من المواضيع.
مجلة الوعي السوري
بالنسبة للدوريات الحزبية التي صدرت قبل سنوات وتعتنق فكرة الثورة السورية، تبرز “مجلة الوعي السوري” الناطقة باسم “الحركة الوطنية السورية” كإحدى المجلات الرائدة حيث يواظب القائمون عليها على إصدار الإعداد الشهرية دون انقطاع، وقد وصلت إصداراتها حتى الآن إلى 31 عددا، وهي مجلة سياسية ثقافية اجتماعية تركز على نشر الوعي والتثقيف وعرض الأفكار الوطنية.
ينظر أمين عام الحركة زكريا ملاحفجي خلال حديث لموقع تلفزيون سوريا، إلى الصحافة الحزبية باعتبارها “مهمة لتعزيز وإيصال أفكار ورؤى التنظيم السياسي وقراءته السياسية للوقائع والأحداث” ويرى أنها في المقابل “تحتاج إلى التطوير بعيدا عن الشكل التقليدي والاستعانة بكل الوسائل الحديثة المتحددة”.
ويلفت إلى أن “سوريا بحاجة إعلام حر وصحافة مهنية حرة تعزز الوعي الجمعي والثقافة السياسية الحرة ولا أعتقد هناك شيء ممكن يلغي الصحف الورقية وأهميتها فهي مهمة إضافة إلى الصحف والمواقع الالكترونية والسوشيال ميديا التي تحيط بالناس من كل جانب وأعتقد ستطور الصحافة بسورية بعد نصف قرن من الاستبداد والديكتاتورية التي تمجد الحاكم كل صباح على صفحاتها الأولى”.
وحول مجلة الوعي يقول ملاحفجي بأنها “تركز على تعزيز الوعي السوري لاسيما الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي” مشير إلى أن “عددا من الكتاب العرب يتعاونون مع المجلة التي تعد إلكترونية شهرية يمكن أن تصدر بشكل ورقي لكنها تواجه عقبات مادية وأخرى تتعلق بالترخيص”، مؤكدا أن المجلة “تتطور بشكل مهم” وأن “هناك شريحة مهمة واسعة تقرأ المجلة وتتابعها وتشاركها”.
من المواضيع التي ضمها العدد الحادي والثلاثين لمجلة الوعي السوري: أحداث السويداء.. اختبار لنا جميعا. قسد.. الحل بالاندماج ولا حل غيره. الشرع والتطبيع. التماسك الاجتماعي وأثر الدولة فيه.
مجلات “شيوعية” تواصل الصدور
يمكن تأريخ نشوء ظاهرة الصحف السورية الحزبية إلى الفترة التي تلت استقلال سوريا عام 1946، لا سيما عقب صدر قانون تنظيم الصحافة عام 1949، تم تجميد العمل به عدة مرات من قبل زعماء الانقلابات العسكرية المتتالية.
وتمتعت سوريا في تلك المرحلة بحرية صحافة مقبولة تخللتها فترات تجميد جرت معظمها خلال الانقلابات العسكرية المتتالية، لكن انقلاب الثامن من آذار (1963) الذي نفّذه “حزب البعث” أسدل الستار على الصحافة الحزبية الحرة، فقد أوقف الحزب الذي أدار البلاد حتى 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024 جميع الصحف في سوريا ما عدا الجريدة الناطقة باسمه وهي “البعث”، وشرع بالسيطرة على الحياة الصحافية بشكل عام من خلال إحداث “مؤسسة الوحدة للطباعة والنشر” وإصدار عدد من الصحف الحكومية، ثم تم الإفراج عن بعض الجرائد الحزبية الشيوعية والاشتراكية والقومية في مراحل لاحقة.
ومع سقوط النظام تم إيقاف جريدة البعث، لكن بعض المجلات الحزبية بقيت تصدر بشكل دوري أو متقطع وفقا لما رصد موقع تلفزيون سوريا، مثل جريدة “المسار” الناطقة باسم “الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي” التي أصدرت نهاية آب/ أغسطس الماضي العدد رقم 103.
كما أصدرت جريدة “النور” الناطقة باسم “الحزب الشيوعي السوري الموحد”، عددها رقم 1141 نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، في حين تقوم بتحديث موقعها الإلكتروني باستمرار، بينما لا يزال “حزب الإرادة الشعبية” يصدر جريدة “قاسيون” الناطقة باسمه من موسكو وهي جريدة طالما اعتمدت تقاريرها على الأحوال المعيشية للمواطن السوري في ظل الحرب كمعيار موضوعي.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية