«نبض الخليج»
الشارقة في 22 سبتمبر/وام/ شهد اليوم الأول من فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من ملتقى الشارقة الدولي للراوي الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث في إطار احتفائه بيوبيله الفضي تحت شعار “حكايات الرحالة” سلسلة من الجلسات الحوارية والفكرية ألقت الضوء على حضور السرد والذاكرة واللغة في تجارب الرحالة عبر العصور وتخلله حكايات قدمها حكاواتية من مختلف الأقطار العربية.
استضافت الجلسةُ الأولى للملتقى معالي محمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة حملت عنوان “رحلة في الذاكرة والسرد” وتحدث خلالها عن تجربته الطويلة مع أدب الرحلات مؤكداً أن ما يقدمه لا يقوم على مجرد الوصف أو السرد السياحي بل يعد انعكاسا لانطباعاته الخاصة وتفاعلاته الإنسانية مع الأمكنة.
وأوضح أن أسلوبه في التدوين أقرب إلى اليوميات التي تسجل خواطره وحالاته النفسية معتبراً أن أدب الرحلات الراقي يجمع بين السيرة الذاتية والقصصية وقال إن التصوير الفوتوغرافي فن موازٍ للكتابة لكنه لا يغني عنها وهو يتعامل معه بشغف يقوم على احترام الإنسان وعدم تصوير الأشخاص دون استئذان.
ولفت المر إلى أن المكان الواحد قد يلهم قراءات متباينة تبعاً لخلفية الكاتب موضحا أنه لا يذهب برحلاته محملاً بأفكار مسبقة بل يترك لنفسه حرية الدهشة والتعاطف مع الشعوب .
وفي مقارنته بين أدب الرحلات وصناعة المحتوى المرئي عبر المنصات الرقمية أوضح المر أن معظم المدونين يكتفون بالتصوير السطحي للأماكن بينما القلة فقط تضيف قيمة ثقافية تعكس حضارة الشعوب وفنونها.
وفي ختام الجلسة وقّع معالي المر على كتبه الثلاثة في أدب الرحلات وهي “حول العالم في 22 يوماً” و”زنجبار الجميلة” و”مدغشقر سواحل وقوارب”.
وفي الجلسة الثانية من الملتقى سلط معالي آدم ناصر وزير الثقافة في جمهورية المالديف الضوء على التأثير العميق للغة العربية في تشكيل لغة بلاده الأم “الديفيهي” موضحاً أن التراث العربي أسهم بشكل محوري في بناء مفردات الديفيهي وهياكلها النحوية التي ما زالت مستخدمة حتى اليوم ما يعكس صلة ثقافية ممتدة لقرون بين المالديف والعالم العربي.
وخلال مخاطبته جمهوراً من الكتاب والعلماء والمهتمين بالثقافة استعرض الوزير التفاعلات التاريخية بين المالديف والدول العربية ، مشيراً إلى أن التجارة والدين والسفر أسهمت في إدخال العديد من الكلمات والعبارات العربية إلى “الديفيهي”.
ونوه إلى أن العربية ليست مجرد لغة دين بل جسر يربط ثقافتنا وتقاليدنا بالتراث العربي الأوسع، داعياً الجيل الجديد إلى الحفاظ على هذا الإرث اللغوي.
وأكد التزام المالديف بتعزيز التبادل الثقافي والحوار مشدداً على دور اللغة والسرد القصصي في تعزيز التفاهم بين المجتمعات المختلفة بينما يعزز الملتقى مكانة الشارقة مركزا عالميا للأدب والسرد وحفظ التراث الثقافي مواصلاً تقاليده في بناء الروابط الفكرية بين الثقافات.
وتضمن الملتقى مجموعة من الفعاليات المصاحبة شملت جلسات وورش عمل وسرد حكايات رحالة كبار مثل ابن بطوطة وآخرين تركوا بصماتهم في التاريخ بما يعكس روح الاستكشاف والمعرفة التي احتفى بها الملتقى.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية