جدول المحتويات
«نبض الخليج»
تعيش شوارع دير الزور معركة يومية لا تقل آثارها ضررًا عن آثار الحروب التي خاضتها المدينة، إذ ما زالت مشكلة تراكم القمامة في شوارع وأحياء المدينة تتفاقم من دون وجود حلول جذرية.
في كل حي تقريبا تتكدّس أكياس النفايات أمام المنازل وعلى أطراف الطرقات، رغم حملات التوعية المتكرّرة التي يطلقها مجلس المدينة والجهات الرسمية والمنظمات المدنية للدعوة إلى رمي القمامة في الأوقات المحددة، ما بين التاسعة مساء والسادسة صباحا، لكن الجهود لم تثمر بعد عن تغيير ملموس.
في حي الجبيلة بدير الزور القديمة، يقول أحد السكان لموقع “تلفزيون سوريا”: “لا فائدة من حملات التوعية إذا كانت الشوارع نفسها مغطاة بالقمامة، الناس يفقدون الحافز حين يرون أكوام النفايات تملأ المكان”.
لكن في المقابل ترى السيّدة أم محمد أنّ المشكلة لا تتعلّق بوجود القمامة، بل بثقافة المجتمع، إذ لم تمض ساعات قليلة على إزالة النفايات من أحد شوارع المدينة خلال حملة نظافة نفّذتها محافظة دير الزور، حتى عادت كما كانت سابقًا بسبب عدم التزام السكان بالأماكن المخصّصة لرمي القمامة.
بين ضعف الإمكانات وسلوك الأفراد
يقرّ رئيس مجلس مدينة دير الزور، ماجد حطّاب، خلال حديث أجراه مع موقع “تلفزيون سوريا”، بأن المجلس يتحمّل جزءًا من المسؤولية، لكن المجتمع المحلي يتحمّل أيضًا جزءًا منها، فمن دون تكاتف بين مؤسسات الدولة والسكان لن يوجد حل جذري أبدًا.
يقول رئيس مجلس المدينة: “نحن لا نملك سوى ثلاث ضواغط، وقلّابتين، وتركسان، إضافة إلى 250 عامل نظافة فقط لخدمة المدينة”، مضيفًا أنّهم يعملون ضمن خطة إسعافية، لكن الإمكانات لا تلبّي الحاجة.
ويلفت حطّاب إلى أنّ المشكلة لا تُحلّ بالإمكانات وحدها، بل بتعاون الأهالي، فحين يلتزم الناس بمواعيد رمي النفايات والأماكن المخصّصة لها، يمكن تنظيم العمل بفاعلية أكبر.
مشكلة مركّبة
بدا من الواضح أنّ المشكلة مركّبة، فجزء منها يتعلّق بضعف الإمكانات لدى مجلس مدينة دير الزور، إلا أنّ المشكلة الأكبر تتعلّق بثقافة المجتمع تجاه تلك المشكلة.
هذا التبادل في اللوم بين المواطن والبلدية مألوف في المدن الخارجة من الحروب، حيث تبرز مشكلة القمامة كمثال مزدوج: عجز الإدارة عن تقديم الخدمات الأساسية بسبب ضعف الإمكانات من جهة، وغياب روح المشاركة المجتمعية في إعادة بناء المدينة من قبل السكان من جهة ثانية.
ومن خلال جولة قصيرة في شوارع المدينة، يمكن ملاحظة أنّ المشكلة ليست في جمع القمامة فحسب، بل في إدارة العملية بأكملها.
تغيب حاويات النظافة عن أحياء كثيرة، ويُضطر السكان إلى رمي الأكياس في أماكن مؤقتة تتحوّل سريعًا إلى مكبّات عشوائية، في المقابل تتجمّع أكوام القمامة بالقرب من الحاويات القليلة في المدينة، في حين نجد حاويات القمامة فارغة تمامًا، وتعمل الضواغط المحدودة ضمن ورديات، إذ لا متسع من الوقت لجمع كامل القمامة في المدينة بسبب عددها المحدود.
في حديث مع أحد عمال النظافة، يقول لموقع “تلفزيون سوريا”: “عددنا قليل جدًا، ونعمل لساعات طويلة مقابل أجور متواضعة، ولا نملك معدات كافية، ونحاول جهدنا، لكن المدينة أكبر من قدرتنا”.
ورغم أنّ هذه الظروف تبرّر جانبًا من الأزمة، إلا أنّ الحلول لا يمكن أن تقتصر على زيادة المعدات أو العمال، فالقضية في جوهرها، كما يرى ناشطون من دير الزور، تحتاج إلى إدارة محلية تشاركية تُشرك المجتمع والمنظمات في منظومة النظافة منذ مرحلة التخطيط، وليس فقط في مرحلة التنفيذ.
1000 حاوية لتغطية المدينة
يقول رئيس مجلس المدينة ماجد حطّاب إنّه طلب من وزارة الإدارة المحلية 1000 حاوية لتغطية المدينة، بالإضافة إلى آليات وضواغط، وقد وعدت الوزارة بتلبية احتياج المجلس.
لكن يرى موظفو مديرية النظافة أنّ وجود الحاويات ليس هو الحل الجذري، فحتى الأحياء التي يتواجد بها حاويات قمامة، لا يلتزم سكانها بالتعليمات لضبط العملية.
ويقول أحد الموظفين لموقع “تلفزيون سوريا” إنّ الحل الأنجع هو أن يتعاون مجلس المدينة مع الأمن الداخلي لتسيير دوريات بهذا الخصوص، كما يجب أن يتم تفعيل مخالفات مالية رادعة.
ويضيف أنّ قيمة المخالفة الحالية لا تتجاوز 300 ليرة سورية، وتلك القيمة لا تشكّل رادعًا بالنسبة لأصحاب المنازل أو المحال التجارية، مؤكدًا أنّ الحل الوحيد هو رفع قيمة المخالفة إلى الحد الذي تصبح فيه رادعًا حقيقيًا.
محافظة دير الزور تستنفر
على الرغم من الأعباء التي تثقل كاهل محافظة دير الزور في كل المجالات، إلا أنّ حملة النظافة التي أطلقتها المحافظة على مدى ثلاثة أيام كانت مرهقة للجميع.
يقول عضو في مجلس المحافظة، لموقع تلفزيون سوريا، إنّ كل مؤسسات الدولة استنفرت لتلك الحملة، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني، حيث قدّم الجميل كل الإمكانات التي من شأنها المساعدة في رفع أطنان القمامة.
ويضيف أنّ للإعلام الدور الأكبر، ونأمل أن تشاركنا المؤسسات الإعلانيّة في حملات التوعية، إذ أنّ لها الأثر الأكبر في ذلك.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية