«نبض الخليج»
عاد أكثر 111 سوريا من بلجيكا إلى وطنهم منذ بداية العام الجاري بـ”شكل طوعي” عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأفادت الوكالة الفيدرالية لاستقبال طالبي اللجوء في بلجيكا “فيداسيل” بأنه منذ الأول من يناير/كانون الثاني من العام الجاري عاد 111 سورياً طوعاً إلى وطنهم، وفقاً للإحصائيات.
ما هي أسباب عودة السوريين؟
وأكدت وسائل الإعلام البلجيكية أن سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد واستلام مقاليد السلطة من قبل المعارضة هو السبب الرئيسي لزيادة العودة الطوعية.
في عام 2024، عاد شخصان فقط من بلجيكا لكن هذا العام تجاوز عدد العائدين حتى الان المائة شخص، وفق ما ذكرت صحيفة “نيوزبلاد”.
ووفقًا لوكالة “فيداسيل”، حجز ثمانية عشر سورياً آخرين رحلات عودة، وذكرت الوكالة أن ستة عشر شخصاً آخرين “مهتمون” بالعودة إلى ديارهم، وبذلك، سيرتفع إجمالي عدد العائدين لعام 2025 إلى 145.
ولكن بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام البلجيكية قد تكون هناك أسباب أخرى أيضاً منذ سيطرت قوات المعارضة السورية على السلطة، عُلّقت معالجة طلبات اللجوء من سوريا في بلجيكا لأن المفوضية العامة للاجئين وعديمي الجنسية في بلجيكا “ليس لديها معلومات موضوعية كافية” عن الوضع في سوريا، ويسري هذا الإيقاف حتى نهاية هذا الشهر الجاري.
وستُعقد قريباً مشاورات بشأن إمكانية تمديد هذا الإجراء، لكن البعض قد لا يرغب في الانتظار أكثر، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت معالجة طلبات اللجوء السورية ستُستأنف اعتباراً من أغسطس/آب القادم.
ولا زال معظم السوريين المقيمين في بلجيكا وبعد أكثر من 14 عاماً دمر خلالها نظام بشار الأسد معظم مقدرات البلاد، يرفضون العودة بسبب ظروف وطنهم الصعبة على كل المستويات خصوصاً الإقتصادية وسط مساعي الحكومة الجديدة المستمرة لتحسين الأوضاع.
لا إعادة لطالبي اللجوء “العزاب” من هولندا لبلجيكا
في سياق ذي صلة، لم يعد من الممكن إعادة طالبي اللجوء الذكور العازبين المسجلين سابقا في بلجيكا من هولندا إلى بلجيكا بعد أن أصدر “مجلس الدولة الهولندي” قراراً بهذا الشأن قبل أيام.
ووفقاً للمجلس الذي يعتبر “أعلى محكمة إدارية” في البلاد، هناك “خللٌ منهجي” في نظام الاستقبال البلجيكي، والوضع خطيرٌ لدرجة أن الناس ينتهي بهم الأمر في الشوارع ويفتقرون إلى الخدمات الأساسية.
وبحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الهولندية فإن لهذا الحكم عواقب مباشرة على سياسة اللجوء الهولندية، ففي السابق، كان طالبو اللجوء الذكور الذين تقدموا بطلبات لجوء في بلجيكا يُعادون بموجب لائحة دبلن. وتنص هذه الاتفاقية الأوروبية على أن أول بلد يصل إليه طالب اللجوء هو المسؤول عن إجراءات لجوئه.
وتعاني بلجيكا منذ فترة طويلة من “نقص حاد” في أماكن استقبال طالبي اللجوء واللاجئين.
في أغسطس/آب 2023، قررت بروكسل استقبال العائلات والنساء والأفراد الأكثر ضعفاً فقط، فيما وُضع الرجال العزاب على قائمة انتظار.
ووفقاً للأرقام الأخيرة، لا يزال أكثر من 1800 طالب لجوء من الذكور ينتظرون مأوى، وينتهي المطاف بالعديد منهم في ملاجئ للمشردين هذا إن وُجدت أماكن شاغرة أصلاً، وغالباً ما يعتمدون كلياً على أنفسهم.
وقد قضت المحكمة البلجيكية سابقاً بأن هذه السياسة تنتهك المعاهدات الدولية، ومع ذلك، تُصر الحكومة البلجيكية على نهجها الحالي، متجاهلةً أحكام المحاكم ومتهربةً من دفع الغرامات المفروضة.
ويصف “مجلس الدولة” الهولندي موقف بلجيكا بأنه “غير مبالٍ” ويتحدث عن مشكلة جوهرية، فالمشكلة لا تقتصر على نقص المأوى فحسب، بل تشمل أيضاً نقصاً في الحماية القانونية حيث يفتقر طالبو اللجوء إلى المساعدة القانونية.
وخلصت المحكمة الإدارية في هولندا إلى أن الوضع لم يتحسن منذ العام الماضي بل تفاقم نحو الأسوء.
وفي عام 2023، رأى “مجلس الدولة” الهولندي أن العودة إلى بلجيكا ممكنة، رغم المشاكل، وفي ذلك الوقت، كان بإمكان طالبي اللجوء على الأقل اللجوء إلى ملاجئ المشردين وتلقي الرعاية الطبية، أما الآن، فقد خلصت المحكمة إلى أن هذا لم يعد هو الحال، فالملاجئ البلجيكية تعاني من تدهور هيكلي، وبالتالي لم يعد من الممكن إرسال الرجال العزاب إليها.
ويعيش طالبي اللجوء السوريين في بلجيكا ظروفاً صعبة خصوصاً بعد أن أوقفت السلطات البلجيكية معالجة طلبات لجوئهم بعد سقوط النظام البائد.
وخلال الأعوام الماضية فر إلى بلجيكا آلاف السوريين وحصل عدد كبيرة منهم على الجنسية البلجيكية فيما ينتظر البقية الحصول عليها بعد استيفاء الشروط اللازمة كالحصول على مستوى معين من اللغة.
ويقدر عدد السوريين المقيمين في بلجيكا بأكثر من 30 ألف شخص وفق تقارير صحفية بلجيكية.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية