يُخيّل إلى البعض أنهم قادرون على تلميع سواد صفحاتهم بإسقاط عيوبهم على الآخرين،
وكأن تشويه سمعة الغير قد يُبرّئهم مما اقترفوه، أو يُرمّم ما تهشّم من صورتهم في أعين الناس.
لكنها حيلةٌ قديمة،
فالعيب لا يُمحى بالإسقاط، بل يزداد انكشافًا.
والسقوط الأخلاقي لا يُداوى بتلويث الآخرين، بل يُغرق صاحبه في وحلٍ أعمق.
من يستر فضيحته بفضح غيره، كمن يداوي جُرحه بالملح؛
يزيد الألم، ويُفضح الجُرح، ويؤكّد أن سقوطه لم يكن عثرة، بل خُلق متجذّر.
إن أعظم السقَطات… أن يظن المرء أن اتهام الآخرين يُطهّره،
وهو في الحقيقة لا يفعل سوى أن يُعلن إفلاسه، ويوقّع على شهادة سقوطه الأخيرة.
فليعلم هؤلاء…
أن الصفحات لا تُبيّض بالافتراء،
وأن السمعة لا تُبنى على أنقاض الناس،
وأن التاريخ لا يرحم من اتخذ من الإسقاطات سُلّمًا… يفضحه مع كل خطوة.