«نبض الخليج»
نجحت جهود فرق الدفاع المدني السوري والمتطوعين من أهالي القرى والبلدات في وقف امتداد حرائق الغابات والأحراج في ريفي اللاذقية وحماة ومنع تقدمها في جميع المحاور رغم استمرار بعض البؤر في بعض المناطق بسبب سرعة الرياح.
وقال الدفاع المدني في تحديث لحالة الحرائق صباح اليوم السبت، إنه يتم الآن التعامل مع عدد من البؤر المشتعلة ومتابعة عمليات الإخماد والتبريد مع بقاء فرق في المواقع التي تم إخمادها لضمان عدم تجدد اشتعال النيران بسبب الرياح القوية.
ويشارك في عمليات الإخماد أكثر من 70 فريق عمل مزودة بسيارات إطفاء وصهاريج تزود بالمياه، مع وجود آليات ثقيلة لفتح طرقات وخطوط نار تسهل وصول فرق الإطفاء وقطع تقدم النيران، وسط مشاركة مؤازرات لفرق الإطفاء من حمص وحلب وإدلب ودمشق وريف دمشق ودرعا.
حرائق اللاذقية
ومنذ يوم أمس الجمعة سيطرت فرق الدفاع على الحرائق في غابات منطقة كسب، ومنطقة وادي النبعين والشجرة وقرب تلة النسر، بينما يتم التعامل مع بؤر ما تزال مشتعلة في وادي النبعين، وفي باب جنة ودير ماما بمنطقة صلنفة.
وقال أحمد خليلو وهو من سكان قرية التفاحية في جبل الأكراد وأحد المتطوعين في جهود إطفاء الحرائق إن المخاطر لا تزال موجودة لأن بعض المناطق لاتزال فيها بؤر حرائق ومن الممكن أن تتوسع في أي لحظة تبعا للرياح والغطاء النباتي.
وأضاف خليلو في حديث لموقع تلفزيون سوريا أن سكان ريف اللاذقية الشمالي تضرروا بشكل كبير من الحرائق الأخيرة والتي سبقتها وباتت الكثير من هذه القرى أراض قاحلة وهي التي تعرف بمنتوجاتها الزراعية.
وحول أسباب تجدد الحرائق قال خليلو إن الجفاف وإهمال هذه المناطق لسنوات بسبب الحرب وعدم فتح طرق عزل للحرائق ساهم في تجدد الحرائق وذلك بالتزامن مع درجات حرارة مرتفعة.
جهود بارزة لمكافحة الحرائق في ريف حماة الغربي
وكان لافتا خلال اليومين الماضيين الجهود الأهلية لسكان سهل الغاب وقرى ريف جبلة في مكافحة الحرائق من خلال مشاركة مئات المتطوعين في عمليات الإطفاء إلى جانب الدفاع المدني.
ولا تزال بعض الحرائق حتى اليوم السبت في محور شطحة في قمم جبال مرتفعة، بينما تمت السيطرة على حرائق ناعورة جورين، وبلدة المزحل.
وفي طريق بيت ياشوط تمت السيطرة على تمدد الحرائق وتضررت منازل مدنيين في عدة مناطق بينها بلدة شطحة وقرى عناب وأبو كليفون ومرداش في ريف حماة بعد أن وصلت إليها النيران.
وقال علي حوش وهو من أهالي سهل الغاب بريف حماة لموقع “تلفزيون سوريا” إن الكثير من سكان المنطقة نزحوا بسبب الدخان الكثيف والحرائق التي وصلت لمنازل الأهالي، وأضاف: “شارك الكثير من المدنيين في إطفاء الحرائق، بما توفر لهم من أدوات زراعية، وسط ظروف صعبة ودرجات حرارة تجاوزت الـ45 درجة، وأصيب البعض بحالات اختناق”.
وأضاف: “خسر العديد من أهالي السهل أراضيهم الزراعية ومنازلهم، نتمنى أن يكون هناك تعويضات ومساعدات للأهالي لأن أوضاع الناس سيئة جدا”.
من جانبها أشادت ميساء حاج يوسف وهي من سكان ريف جبلة في حديث لموقع تلفزيون سوريا بـ”الفزعة” التي استجاب لها سكان المنطقة لمواجهة الحرائق وكان لها دور كبير في إيقافها ومنع كارثة كبيرة.
وقالت حاج يوسف إنه منذ يوم الأربعاء الفائت مع اندلاع حرائق سهل الغاب ووصولها إلى بيت ياشوط وعين الشرقية في ريف جبلة وصل الكثير من شبان القرى المجاورة وشاركت نساء القرى في إعداد الطعام للمتطوعين، بينما تبرع آخرون في نقل الماء عبر سياراتهم الخاصة. واعتبرت أن ما حدث في هذه الأزمة هو دليل على تضامن الجميع وتماسك المجتمع بكل أطيافه.
والشهر الماضي، اجتاحت موجة حرائق غير مسبوقة مساحات شاسعة من الغابات والمناطق الزراعية في ريف محافظة اللاذقية، وخلفت 12 يوماً من الحرائق دماراً هائلاً. وقال محافظ اللاذقية محمد عثمان إن الحرائق دمرت أكثر من 16 ألف هكتار من الغابات الحرجية (نحو 3% من غابات سورية)، وسبّبت احتراق مئات آلاف الأشجار في مناطق تعتبر من أغنى الغابات بالتنوع النباتي والحيواني، فضلاً عن تدمير 2200 هكتار من الأراضي الزراعية، وتضرر 45 قرية، فيما بلغ عدد العائلات المتضررة نحو 1200 عائلة.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية