وداعاً للخصر المائل، وداعاً للميوعة والترف وداعاً للاتكالبة المفرطة، ووداعاً لكثير من المظاهر التي أضعفت شبابنا.
ومرحباً بعهد جديد يُصقل فيه الرجال… عهدٍ يعلّم الرجولة من الميدان .
في الأيام القادمة، وقبل بدء التدريب، ستبدأ رحلة الإعداد النفسي لشبابنا الأردني. وقبل أن يدخلوا الميدان سيتغير الكثير في تفاصيل حياتهم اليومية:
سيتعلمون النوم المبكر، والاعتماد على النفس حتى في ترتيب فراشهم.
سيتعلمون كيف يديرون القليل ليكون كثيرًا، وكيف يجعلون من المائة دينار ثروة تمتد حتى آخر الشهر.
سيتعوّدون على الصوت الخشن، وعلى الرجولة في الخطوة، وحتى في الجلسة والهيبة.
هذا كله قبل الميدان… أما في الميدان وبعده سنرى رجالاً رؤوسهم تعانق السماء فخرا وعزّاً، رجالاً تشبّعوا بالانتماء والولاء، واكتسبوا ما يُؤهّلهم لحمل راية الوطن بثقة وثبات.
……
لم تكن العسكرية يومًا وظيفة عابرة أو مرحلة عابرة في عمر الإنسان، بل هي مصنع الرجال ومدرسة الرجولة الأولى. في ثنايا معسكراتها تُصهر النفوس على الصبر، وتُشحذ الهمم على البذل، وتُربى العزائم على الثبات.
العسكرية ليست مجرد تدريب جسدي، بل هي إعادة صياغة للإنسان بأكمله؛ من الداخل قبل الخارج. فهي التي تزرع الانضباط حيث كان التسيّب، وتغرس قوة الإرادة حيث كان الوهن، وتحوّل الشباب من طيشٍ عابر إلى رجولةٍ راسخة.