«نبض الخليج»
مع تطور ممرات الطاقة في الشرق الأوسط، يمثل توفير أذربيجان للغاز إلى سوريا – عبر تركيا وبتمويل من قطر – إنجازاً بارزاً في دبلوماسية الطاقة. ومع ذلك، فإن السؤال الأهم من هذا الإنجاز التقني والرمزي هو: هل يمكن أن يتحول هذا التعاون الثلاثي إلى مبادرة أوسع لإعادة الإعمار بعد الحرب؟
يؤكد الاقتصادي الأذري”توغرول قولوبيلي” لموقع تلفزيون سوريا، أنه بعد أكثر من عقد من الحرب، تفتقر سوريا اليوم إلى نظام مالي مركزي ومستقر، وفي ظل هذه الظروف، فإن عقود الشركات الأذربيجانية في مجالات البناء والطاقة لإعادة بناء الطرق وشبكات الكهرباء والاتصالات تبدو غير واقعية في هذه المرحلة، لكن هذا لا يعني أن الإمكانيات منعدمة تماما — بل يتطلب الأمر نهجا جديدا.
التركيز على الهياكل الإدارية المحلية
وحول النهج الجديد، يوضح “قولوبيلي” أن التركيز على الهياكل الإدارية المحلية، وخاصة في شمالي سوريا، يتيح تنفيذ المشاريع بطريقة أكثر أمانًا وفعالية، حيث يتماشى هذا النموذج مع السياسة الخارجية المتعددة الأبعاد والمحايدة لأذربيجان ويعزز نهجًا قائمًا على التنمية بدلاً من الأيديولوجيا.
وبحسب “قولوبيلي” يساهم انخراط أذربيجان في ترميم المعالم التاريخية والدينية في سوريا في تعزيز قوتها الناعمة داخل العالم الإسلامي، مبينا أن هذا المجال يحمل مخاطرة منخفضة نسبيًا، يمكن أن تحقق المشاريع المشتركة مع قطر ومنظمة التعاون الإسلامي واليونسكو نتائج ملموسة وفعالة، باعتبار أن أذربيجان تمتلك خبرة واسعة في ترميم التراث في شوشا وأغدام وغيرها من المناطق المحررة.
وتعليقا على الاتفاق الحالي بشأن توريد الغاز “أذربيجان- قطر-سوريا” عبر تركيا، أكد “قولوبيلي” أنه يوفر نموذجًا عمليًا، حيث تقدم أذربيجان الخدمات الفنية واللوجستية، في حين توفر قطر التمويل المالي، وتؤمن تركيا التنسيق والأمن، ملمحا إلى إمكانية توسيع هذا النموذج ؛ ليشمل مشاريع في البنية التحتية والطاقة والخدمات الاجتماعية والمبادرات الثقافية.
وأضاف “قولوبيلي” أن القطاع الخاص الأذربيجاني، إلى جانب الحكومة، مهتم بالمساهمة في إعادة إعمار سوريا، وهذا يحمل فوائد إنسانية وتجارية، تتمثل في توفير فرص عمل في المناطق المتضررة من النزاع، والوصول إلى أسواق جديدة، وتعزيز مكانة أذربيجان كشريك موثوق في المنطقة
ورغم التعقيدات الجيوسياسية، لا يزال من الممكن اتخاذ خطوات حقيقية نحو تعافي سوريا، وفقا لـ”قولوبيلي” إذ إن التعاون بين أذربيجان وقطر وتركيا، بدعم من منظمة التعاون الإسلامي واليونسكو، لا يرمز فقط إلى إعادة بناء البنية التحتية، بل يعكس أيضًا إحياء التضامن والتقدم في العالم الإسلامي.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية