«نبض الخليج»
أبوظبي في 27 أغسطس/ وام/ أكدت جمعية الاتحاد لحقوق الإنسان أن دولة الإمارات عززت مكانتها نموذجًا دوليًا وإقليميًا متقدمًا في تمكين المرأة وتكافؤ الفرص، بالتزامن مع احتفاء الدولة بـ “يوم المرأة الإماراتية” الذي يصادف 28 أغسطس من كل عام، تحت شعار “عام 2025 يدًا بيد نحتفي بالخمسين”، الذي أطلقته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، بمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيس الاتحاد النسائي العام وتماشيًا مع شعار عام المجتمع “يدًا بيد”.
وقالت الدكتورة فاطمة الكعبي، رئيسة مجلس إدارة الجمعية، إن تصدر الإمارات في مؤشرات المساواة العالمية يعكس رؤية القيادة والتزام الدولة بتمكين المرأة.
وأوضحت الجمعية أن تصدر الإمارات في مؤشرات المساواة العالمية جاء نتيجة لجهود تشريعية وسياسات مؤسسية متكاملة، حيث أصدرت خلال السنوات الماضية أكثر من 20 قانوناً وتعديلاً شملت مجالات العمل، المشاركة السياسية، القضاء، الأجور، الحماية، حرية التنقل، الملكية، المعاشات التقاعدية، وريادة الأعمال.
ومن أبرز هذه التشريعات: المرسوم بقانون اتحادي رقم (27) لسنة 2018 بشأن المساواة في الرواتب بين الجنسين في القطاع الاتحادي، والمرسوم بقانون اتحادي رقم (33) لسنة 2021 بشأن تنظيم علاقات العمل وتكريس مبدأ المساواة في الأجور للعمل متساوي القيمة في القطاع الخاص.
كما عززت السياسة الوطنية لتمكين المرأة (2023-2031) حضور المرأة في الاقتصاد والمناصب القيادية، مع إلزام الشركات المساهمة بتخصيص مقعد نسائي في مجالس إدارتها.
وشملت الإنجازات المؤسسية تأسيس وزارة الأسرة (2024)، واعتماد إستراتيجية التوازن بين الجنسين (2022-2026)، وإصدار السياسة الوطنية لتعزيز صحة المرأة (2024)، والسياسة الوطنية للأسرة (2018) والسياسة الوطنية لحماية الأسر (2019).
وقالت الدكتورة فاطمة الكعبي، إن هذه المنظومة التشريعية والسياسات المتكاملة تعكس التزام الدولة الراسخ بتمكين المرأة وتعزيز دورها في القطاعات كافة.
وقد أسهمت هذه المنظومة التشريعية والمؤسسية في وصول المرأة إلى 27% من المناصب الوزارية، و50% من مقاعد المجلس الوطني الاتحادي، فيما ترأست سيدة إماراتية المجلس للمرة الأولى عربياً بين عامي 2015 و2019، وبلغت نسبة النساء في القوائم الانتخابية لعام 2023 نحو 51%.
وأفادت الجمعية بأن الحضور الدبلوماسي للمرأة الإماراتية شهد تقدماً كبيراً، حيث تشكل النساء 49.5% من القوى العاملة بوزارة الخارجية، و60% من خريجي أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، مع ارتفاع نسبة السفيرات إلى 11%، وهي الأعلى في المنطقة.
وفي قطاع التعليم، تشكل النساء 70% من خريجي الجامعات، ويبلغ تمثيلهن في القوى العاملة 46%، فيما تصل نسبتهن في القطاع الحكومي إلى 68%، منها 30% في مراكز صنع القرار، كما تدير 23 ألف سيدة أعمال مشروعات تتجاوز قيمتها 50 مليار درهم.
وأشارت الجمعية إلى أن المرأة الإماراتية تشكل أكثر من 45% من القوى العاملة في قطاع الفضاء، وأسهمت في مشاريع علمية كبرى مثل “مسبار الأمل”. وفي عام 2024، تخرجت أول رائدة فضاء إماراتية بالتعاون مع وكالة “ناسا”، لتكون مصدر إلهام للنساء في العالم العربي.
وشهد عام 2025 تحقيق مكاسب غير مسبوقة للمرأة الإماراتية على الصعيد الدولي، من بينها تكريم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” تقديراً لإسهامات سموها المستدامة في تمكين المرأة، وفوز مرشحة الدولة بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة كأول امرأة تتولى هذا المنصب، وفوز مواطنة إماراتية برئاسة لجنة الحوكمة في “الإنتربول”، واختيار 3 إماراتيات لعضوية مجلس القيادات العالمية الشابة.
كما احتلت الإمارات المركز الأول عالمياً في تمثيل المرأة في البرلمان وفق تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي 2025، والمركز السابع عالمياً والأول إقليمياً في مؤشر المساواة بين الجنسين (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2024)، والمركز الأول إقليمياً في تقرير “المرأة وأنشطة الأعمال والقانون” (البنك الدولي 2024).
وثمنت الجمعية الإشادة الأممية التي حصلت عليها الإمارات في تقرير المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد المرأة (ديسمبر 2024)، والذي أكد “الالتزام القوي” للقيادة بحقوق المرأة، عبر إنشاء مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين (2015)، وإطلاق الخطة الوطنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1325 (2021). كما ساهمت الإمارات في دعم النساء والفتيات في مناطق النزاع والكوارث بمساعدات تجاوزت ملياري دولار شملت 113 دولة، وتدريب 600 امرأة على عمليات السلام والأمن في 10 دول.
ولفتت الجمعية إلى أن الإمارات تعد من أكبر ممولي هيئة الأمم المتحدة للمرأة عالمياً ضمن شراكة إستراتيجية (2024-2027) بتمويل يصل إلى 15 مليون دولار، ما يعكس التزامها المستدام بالشراكات الدولية لتعزيز المساواة وتمكين المرأة عالمياً.
وأكدت الجمعية أن هذه الإنجازات تجسد رؤية القيادة الرشيدة في جعل المرأة الإماراتية شريكاً أساسياً في مسيرة التنمية المستدامة وصناعة المستقبل، وأن “يوم المرأة الإماراتية” يمثل محطة وطنية للاحتفاء بالمكتسبات وتعزيز الالتزام بمواصلة مسيرة التمكين نحو مستقبل أكثر شمولاً وعدلاً.
وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة فاطمة الكعبي أن يوم المرأة الإماراتية ليس مجرد مناسبة وطنية، بل هو محطة فخر نستحضر فيها مسيرة خمسين عاماً من الدعم والتمكين، بقيادة آمنت بقدرات المرأة وجعلتها شريكاً في كل إنجاز.
وأشارت إلى أن ابنة الإمارات اليوم وزيرة ونائبة وسفيرة وحقوقية وقاضية ورائدة فضاء، تقود الأعمال وتبدع في مجالات الاقتصاد والعلوم والدبلوماسية، وتسهم في صياغة القرارات ورؤى المستقبل.
وأكدت أن هذه المكتسبات أمانة ومسؤولية، نمضي بها قدماً لتعزيز ريادة دولة الإمارات في حماية حقوق المرأة وتمكينها على المستويين المحلي والعالمي.
للمزيد: تابع موقع نبض الخليج ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : شبكة المعلومات الدولية